بيان صحفي
إذاعة الأمم المتحدة
انتقاص للسيادة وإمعان في الإذلال
تنفيذاً لما يسمى اتفاقية السلام (المشئومة) في أرض الواقع، ستبدأ إذاعة الأمم المتحدة بثها في السودان عبر تسع عشرة محطة- ستٌ منها في الشمال وثلاث عشرة بالجنوب- وسيكون البث في الخرطوم باللغة العربية، وفي الجنوب (بعربي جوبا)، واللهجات المحلية؛ حتى تتمكن من إيصال رسالتها إلى جميع أهل البلاد. ومن أهداف هذه الإذاعة- كما أوضح جورج صمويل- مسؤول الإعلام ببعثة الأمم المتحدة للسلام في السودان قائلاً: (إن واحداً من أهداف إذاعة الأمم المتحدة إعطاء القوة للذين لا يملكونها)، ما يعني أنها ستقوم ببث الفتنة وإثارة القلاقل في أصقاع السودان، بإنشاء مراكز قوى غير الدولة؛ مستخدمين سلاح الكلمة لتكملة مخطط تفتيت البلاد، خاصة وأن هذه الإذاعة ليس للحكومة السودانية من سلطان عليها، إذ جاء في أحد بنود الاتفاقية- التي من المقرر توقيعها بين الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون وإذاعة الأمم المتحدة- (أنه ليس من حق الحكومة السودانية أن تراقب أو تقول رأياً فيما تبثه إذاعة الأمم المتحدة).
إن الموافقة على إقامة مثل هذه الإذاعة هو انتهاك لما تبقّى من سيادة (إن بقيت) وقوةٌ فوق قوة الدولة، وسلطان فوق سلطانها، بعد أن تدخل الكفار بجيوشهم في كل مكان في البلاد، مدججين بالسلاح، يجوبون حتى شوارع العاصمة الخرطوم، وبعد أن أصبح (يان برونك) الحاكم الفعلي للسودان، والآمر والناهي؛ الذي يتدخل حتى في أدقّ تفاصيل الحياة السياسية اليومية، مثل الاحتفال بما يسمى (عيد الاستقلال)، أو عقد مؤتمر إقليمي بالسودان.
إن الذي أوصل البلاد لهذا الدرك السحيق من الذلة والمهانة هو تهافت الحكام على تقديم التنازلات تلو التنازلات، ولهث ما يسمى بالقوى السياسية المعارضة لإرضاء الكافرين ولو كان ذلك على حساب سيادة البلد، حيث إنهم باركوا ما يسمى باتفاقية السلام (المزعوم) سعياً لنيل المكاسب، وجرياً وراء الكراسي، ولو أدى ذلك لإهلاك الحرث والنسل، والبلاد والعباد.
المطلوب من الجميع؛ حكومة وقوى سياسية أن تعي دورها وأن تقف على حقيقة الأمر بعين بصيرة، وفكر ثاقب فترفض هذه الاتفاقية التي جرّت الويلات على البلاد، وانتقصت من سيادتها، وتنهي أي تدخل للكفار في مشاكلنا، وتحلها على أساس عقيدة سياسية قادرة على الحل، وليس ذلك إلا في الإسلام؛ الذي يضمن الحقوق للجميع مسلمين وغير مسلمين، كما ضمنها في السابق عندما كانت دولة الإسلام هي الأولى في العالم.أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ.
إبراهيم عثمان (أبو خليل)
الناطق الرسمي لحزب التحرير
في الســودان
الخرطوم شرق – عمارة الوقف – الطابق الأرضي - غرب شارع المك نمر _ موبايل: 012240143 [email protected]
عنوان إذاعة المكتب الإعلامي لحـزب التحـرير والدخول إليها