حزب الأمة القومي-الولايات المتحدة الامريكية
تجيء ذكرى الانتفاضة والوطن الكبير ما زال تحت ظلال الانقاذ وظلامها، بدلا من نور الديمقراطية المبين، فمضامين ابريل وما خرج اهل السودان ضده في ابريل من ظلم وانعدام للحريات ماثل اليوم، كأن الليلة هي البارحة، بارحة السادس من ابريل عام 85 ، اليوم الذي خرجت فيه الجموع ضد الطاغية الذي هرب وعاد وكأن شيء لم يكن. كل الظروف الماثلة تقول انه لابد من ابريل جديدة، ابريل ضد الظلم، ضد الفساد، ضد القهر. فهل تتحقق ابريل جديدة تعيد بسمة الحرية لشفاه شعب مظلوم؟
لقد اعي الشعب البطل الفقر والمسغبة، لقد كذبوا حين قالوا بانهم جاءوا ليرفعوا المعاناة عن كاهل الشعب، فرفعوا "المعاهم" وتركوا الشعب يئن تحت اقدام فساد حزبي فظيع حيث يصرف المال العام على اليخت المضحكة وعلى الدعاية من اجل نظام هالك، تدفع الانقاذ مليون دولار من اجل اعلان دعائي في صحيفة امريكية وتمنع معلمي كردفان من رواتبهم.
لقد آن الاوان ان يتحرك الشعب وممثلي الشعب وان يلملموا قواهم من اجل دحر هذا النظام الذي لا يوجد اي مبرر لوجوده. إن ما يدور في دارفور والشرق ومناطق اخرى وما يحدث لاهلنا الذين لا ذنب لهم الا انهم لم يؤيدوا الانقاذ لهو خير دليل على عدم اهلية النظام لحكم الوطن.
من الضروري تصعيد حملة كبيرة من قبل المعارضة ومنظمات المجتمع المدني والصحف لكشف الفساد وللمطالبة بمعالجة قضايا الفقر والتعليم والعلاج، الخدمات الضرورية لعامة الشعب الفقير، والذي تبلغ فيه نسبة الامية والفقر مبلغاً عظيماً. فالحكومة الديمقراطية الاخيرة لم تكن تتجاوز الموازنة العامة السنوية بضع مئات من الملايين ولم يرفع الدعم عن العلاج والتعليم بينما تبلغ الموازنة الآن بضع بلايين من البترودولارات وتقريباً رفع الدعم عن كل شيء وتوجه كل المال للصرف البذخي على اجهزة الامن والدعاية للنظام.
علينا كشعب معلم ان نستلهم كل تجارب النضال من اجل الحقوق المدنية وان نقيم اجهزة انتفاضتنا المرتقبة مستلهمين تجارب انتفاضتنا السابقة وأن نصعد الاحتجاج الجماهيري الى أن يصل الى مداه في اقامة العدل والقصاص لشعبنا المغلوب على امره، هذا او الطوفان الذي سوف يجرف السودان وسوف نبحث عن السودان ولن نجده وربما نجد عدة سودانات.