في الوقت الذي تحاول فيه القوي الوطنية تجاوز سلبيات نيفاشا وتجزئتها للسلام الشامل والعادل، ومعالجة أوجه القصور فيها، توكد معلوماتنا عن دخول مفاوضات أبوجا مراحل حرجة ودقيقة، يريدها النظام أن تكون نهائية تفضي إلى صفقة (ما). وبالتالي تنبه القيادات الميدانية الرئيسية بدارفور إلى الآتي:
1. إن تحقيق أي تسوية سلمية عبر صفقة تقصي القوى الرئيسية الضاربة بالميدان، لن تحقق سلامًا في دارفور، ولن تعيد أهلنا النازيحين إلى ديارهم، بل ستفتح أبواب الجحيم للمزيد من الكوارث في دارفور والسودان.
2. إن أول ضحايا ما يجري في أبوجا هو الإستقرار والسلام في إقليمنا، ونسف للنذر اليسير من النجاحات التي تحققت، كما أنه ستكون له تداعيات خطيرة على منطقة وسط وشمال أفريقيا بأسرها، ويهدد بنسف إنجازات نيفاشا على ضآلتها.
3. على القيادات السياسية المفاوضة في أبوجا تفادي السقوط في تجربة "السلام من الداخل" والذي في نهاية المطاف لفظ موقعيه.
4. بالرغم من قبولنا لرعاية الإتحاد الأفريقي لابوجا، إلا أن مايجري الأن، يناقض إرادة غالبية أهل دارفور وقواها السياسية والإجتماعية الفاعلة، لأنه ينطلق من اللعب على التناقضات بين الأطراف المحاربة، والمعلومات الخاطئة التي لاتعبر عن الواقع الميداني في دارفور.
5. إن قبول حكومة الخرطوم بالمفاوضات مع الحركات المسلحة بدارفور لم يكن برغبتها إنما جاء نتيجة لضغوط المجتمع الدولي، والذي تدافع من أجل وضع حداً لهذه المأساة الإنسانية التي تتفاقم يومياً، وفي هذا الصدد نسجل شكرنا لكل تلك الجهود.
عليه إننا ندعو كافة القوى السياسية السودانية لتحمل مسئوليتها التاريخية، فقضية دارفور لا يمكن تركها لفئة إقصائية سطت على الحكم، إنما هي مسئولية الشعب السوداني كافة، وبالذات قواه السياسية المؤمنة بالتغيير. كما نناشد المجتمع الدولي والإقليمي بالعمل علي تصحيح الاخطاء، اولاً، بتوسيع قاعدة المشاركة لتجنب الكارثة القادمةً. وفي ذات الوقت نكرر التحذير للإتحاد الافريقي والدول الراعية للمفاوضات من خطورة الصفقات الجزئية، والتي ستعقد الأوضاع ولن تزيد النار إلا إشتعالاً.
د. شريف حرير
بتكليف من القوى الميدانية الرئيسية
19 أبريل 2006