تعرب حركة/ جيش تحرير السودان عن إنزعاجها و أسفها للأحداث المؤسفة التي شهدتها العاصمة التشادية أنجمينا مؤخراً , و إضطرار الحكومة التشادية إلى مطالبة المجتمع الدولي بإيجاد مأوي أخر لأكثر من مائتي ألف لاجئ سوداني يتواجدون اليوم في معسكرات اللجوء بالأراضي التشادية ؛ بعد توجيه أصابع الأتهام إلى الحكومة السودانية بالضلوع في تلك الأحداث .
إن حركة/جيش تحرير السودان تندد و دونما تحفظ بمسلك النظام السوداني الذي عرف عنه ذلك التدخل السافر في شئون الدول المجاورة منذ يومه الأول.
أن الحكومة السودانية أرادت بالتدخل في الشأن التشادي أن تستخدم الجنجويد مرة أخرى لإعادة إنتاج تجربة دارفور من جديد داخل الأراضي التشادية.
و تقر حركة/جيش تحرير السودان بحق الحكومة التشادية في إتخاذ التدابير التي من شأنها صيانة سيادتها ووحدة أراضيها و إستقرارها السياسي ؛ و تحترم كذلك مبدأ حسن الجوار و عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول كمنهج أصيل في العلاقات و المواثيق الدولية .
إن حركة/جيش تحرير السودان ترى أن اللجوء العابر للحدود أمر تفرضه ظروف قاهرة يعجز اللاجئي عن مقاومتها , و يستجيب لها بالهروب منها لتلافي ويلات الحرب و أهوالها ... و في دارفور مارست الحكومة السودانية أقسى صنوف التنكيل بالابرياء العزل سيما الشيوخ و النساء و الأطفال عبر آلة الجنجويد لإلحاق أبلغ الأذى بأولئك المواطنين .. ولم يكن لهؤلاء الأبرياء مفر إلا عبور الحدود طلباً للملاذ
الآمن و اللجوء في الاراضي التشادية.
و تتفهم الحركة جيداً و تثمن عالياً ما ظلت الحكومة التشادية تبذله لإيواء أكثر من مائتي ألف لاجئي سوداني في أراضيها . كما تدرك الحركة عمق وشائج القربى و متانة الأواصر الإجتماعية التي تربط بين الشعبين السوداني و التشادي ، سيما تلك التي تربط بين دارفور و الأجزاء التشادية المتاخمة لها ؛ و تلك العلاقات تعود جذورها إلى أقدم الحقب التاريخية التي سبقت بكثير قيام كل من السودان و تشاد ككيانين مستقلين في منتصف القرن الماضي .
و أن الحركة و هي تستشعر مسئوليتها تجاه أولئل اللاجئين تناشد الحكومة التشادية التراجع عن قرارها بترحيلهم من أراضيها على إثر توتر علاقتها بالخرطوم... و لسخرية الأقدار فإن حكومة الخرطوم التي كانت السبب في لجوئهم في تشاد ...فها هي اليوم تعود مرة آخرى لتكون عاملاً رئيسياً في دفعهم نحو المجهول . و الحركة تتوجه بهذه المناشدة إلى فخامة الرئيس / ديبي بشكل خاص على ضوء الإعتبارات التي سبق ذكرها .
و تنطلق هذه المناشدة من دوافع إنسانية محضة لدرء المزيد من معاناة هؤلاء اللاجئين... لا شك إنهم في غنى عنها ... و في نفس الوقت تدعو كافة الأطراف المعنية الأقليمية و الدولية إلى التقدم بمناشدة مماثلة إلى فخامة الرئيس ديبي و حكومته لدواع إنسانية و يحدونا أمل كبير في الإستجابة لها .
و نعيد للأذهان أن الحل النهائي لمشكلة هؤلاء اللاجئين يكمن في التوصل إلى إتفاق عادل و عاجل يجري بحثه الآن في منبر مفاوضات أبوجا ... نأمل ألا يطول أمدها ؛ ليتمكن بعده اللاجئون من العودة إلى مناطقهم و قراهم طواعية لإستئناف حياتهم العادية .
جعفر منرو
الناطق الرسمى
حركة\ جيش تحرير السودان
حرر في أبوجا
16/04/06