حركة المهجرين وبناء السودان الجديد

بيان صحفي هام

نشأت حركة المهجرين وبناء السودان الجديد كفصيل مسلح ليدافع عن حقوق المتاثرين بسد الحماداب/ مروي وذلك بعد ان سدت كل السبل والمسالك أمام المتاثرين لطرح قضيتهم وايجاد حلول سلميه لها عن طريق التفاوض مع الجهات المختصه في الدوله . فبدلا من ان تكرم الدوله المتاثرين وتشيد بتضحياتهم من اجل المصالح العليا للبلاد حرمتهم حتي حق التعبير عن ارائهم وذهبت ابعد من ذلك لملاحقتهم واعتقال قياداتهم وزجت بهم داخل السجون لفترات طويله دون سبب .
لم يعرف تاريخيا عن اهالي المنطقه أي محاوله للخروج علي سلطان الدوله السودانيه بالرغم من عدم تمثيلهم في هياكلها وبالرغم من الاهمال والتهميش المتعمد الذي ظلوا يعانوه. بالرغم من كل ذلك ظل اهالي المنطقه يدينون بالولاء لسطان دوله يكاد ينعدم تمثيلهم فيها، وظلوا يدفعون ما يفرض عليهم من ضرائب والتزامات بالرغم من افتقار المنطقه لاي نوع من الخدمات واهمال الدوله المتعمد للمنطقه منذ الاستقلال. وللاسف لم تتذكر الدوله السودانيه اهالي المنطقه، إلا عندما احتاجت لارضهم لاقامة مشروع خزان تغمر مياهه ارضهم. وعندما حاول اهالي المنطقه طرح قضيتهم لسلطات الدوله فيما يختص بمستقبلهم وحقوقهم المشروعه وطنيا و دوليا والالتزامات التي يتوجب علي الدوله تحملها والنهوض بها في مثل هذه المشروعات، لم يجد اهالي المنطقه إلا العسف والغطرسه والتعالي والازدراء من مؤسسات الدوله، وتمت معاملتهم وكأنهم افراد خارج اطار الدوله لا حقوق لهم ولا التزام للدوله تجاههم.
وأمام سياسة الابواب الموصده التي اتبعتها الدوله تجاه حقوقهم المشروعه لم يتبق خيار اخر امام المتاثرين إلا ممارسة حق الدفاع عن حياتهم امام دوله لا تعترف بمواطنتهم وحقوقهم.
وامام تحديات البقاء التي حتمها شروع الدوله في بناء الخزان دون التشاور مع المتاثرين و التنسيق معهم، خرجت حركة المهجرين من بين صفوف المتاثرين آخذة علي عاتقها مهمة الدفاع عن حقوقهم في ارضهم وحياتهم. وقد حظي اعلان الحركه عن نفسها بتاييد غير مسبوق من جماهير المتاثرين وتطوعوا للقتال في صفوفها وهو امر لم يحدث فيما يعرف بالشمال النيلي منذ واقعة النخيله في 1898 اذ ان الحركه هي اول حركه مسلحه في المنطقه منذ ذلك التاريخ تتخذ من الكفاح المسلح وسيلة لنيل الحقوق.
ومنذ خروجها في نوفمبر 2004، دخلت الحركه في حوار عميق ومتصل مع الحركه الشعبيه لتحرير السودان ، تم خلاله تشخيص ازمة الدوله السودانيه وتحليل واقعها البائس. و استمر الحوار بين الطرفين ، وتشرف من خلاله اعضاء قيادة الحركه بلقاء الثائر الافريقي التاريخي الفذ الشهيد الدكتور جون قرنق ديمابيور الذي خص قيادات الحركه باكثر من لقاء مشيدا بموقف الحركه وقياداتها في التمسك بحقوقهم المشروعه والخروج للزود عنها. وقد امتدت اللقاءات بين الطرفين في كاودا وفي نيروبي وفي اسمرا وفي شرق السودان وفي لندن. وقد افضت الحوارات الطويله الي تقارب الرؤي وتبلورها حول مفهوم السودان الجديد الذي تطرحه الحركه الشعبيه ، وظلت نقاط الالتقاء تتسع وتتطور مما افضي الي توحد المفاهيم والمبادئ الاساسيه.
ومنذ توقيع اتفاقيات السلام دخل الطرفان في حوار جديد بادرت فيه الحركه الشعبيه بالاقتراح علي الحركه النظر في الخيارات والبدائل الجديده التي اصبحت ممكنه بفضل اتفاقيات السلام. ومنذ يناير الماضي دار حوار طويل في داخل الحركه من جهه ومع الحركه الشعبيه من جهه اخري ، وانصب الحوار حول الضمانات التي توفرها اتفاقيات السلام ومدي التزام الدوله السودانيه بها، خاصة فيما يتعلق بحقوق المتاثرين ووفاء الدوله السودانيه بما تلتزم به.
تبع ذلك حوارات مطوله مع قيادة ومقاتلي الحركه للاقتراب من نقطة لقاء لاعادة بناء الثقه مع اجهزة الدوله السودانيه خاصة وان اتفاقيات السلام وفرت قدرا معقول من الحريات يتيح لممثلي المتاثرين طرح قضيتهم من خلال الصحف والاجهزه الاخري ، بجانب التزام الحركه الشعبيه بتقديم الدعم السياسي لقضيتهم وطرحها من خلال اجهزة الدوله الرسميه.
ومن خلال الحوار الطويل بين قياداتها اجمعت قيادة الحركه ان العنف لم يكن اصلا في يوم من الايام هدفها، وانما حملت عليه حملا حيث بادرت الدوله السودانيه بممارسته ضد قواعد الحركه بدون مبرر.
ودعما لعملية السلام التي بدات تنتظم البلاد، و توطينا لمبداء حل القضايا العامه عن طريق الحوار ومن خلال اجهزة الدوله، قررت قيادة الحركه بالاجماع في قرار تاريخي التخلي عن حمل السلاح وإتباع الاسس القانونيه والدستوريه لحل قضية المتاثرين بما يكفل لهم حقوقهم المشروعه في العيش الكريم.
وتتويجا للحوارات الطويله مع الحركه الشعبيه وكنتيجه للعلاقه الوثيقه القائمه بين الحركتين وبناء علي التفاهمات التي تمت قررت الحركه الاندماج الكامل بكل مؤسساتها القياديه والعسكريه والسياسيه لتصبح جزءا اصيلا من الحركه الشعبيه/ الجيش الشعبي لتحرير السودان.

علي خليفه عسكوري
رئيس حركة المهجرين وبناء السودان الجديد
22-09-05