فبرغم صبر الشعب السوداني وتحمل الآلآم متاملا خيرا في التغيير الذي سوف يطرأ على الحكومة الجديدة مركزا جهده مترقباً انتظار تشكيل تلك حكومة التي ستملكه الثقة وتعطيه الأمل وتكون خطوة متقدمة نحو صدقية تنفيذ اتفاقية السلام وان الشعب كان ينتظر وبفارق الصبر مجيئ الحكومة خاصة بعد تمسك الحركة بحقيبة الطاقة عبر المفاوضات المضنية التي جرت بينها والمؤتمر الوطني ولكن يبدو ان جماعة القصر وحراسه القدماء لم يثقو بشريكهم الجديد في الحكم والسلطة رافضين فكرة التخلي عن تلك الوزارة لغيرهم لانها تمثل الكنز ومصدر الثراء لهم الامر الذي اضفى جو من عدم الثقة لدى الشعب السوداني في هذه الحكومة وبحقيقة رغبة عصابة القصر في تنفيذ اتفاقية السلام التي من المفترض ان تنفذها حكومة انتقالية توفر الاسباب الموضوعية التي تقنع الاخوة الجنوبيين بالبقاء في السودان الموحد .
فان التشكيلة الحكومية الجديدة التي خرجت الينا ما هي الا مسرحية اخرى من مسرحيات الدجل والنفاق الذي تعودنا اليه من قبل هذا النظام الفاسد برغم دخول عناصر الحركة الشعبية بدليل عودة كل من شارك في الحكومات السابقة (للانقاذ) في هذه الحكومة الجديدة بشكل او بآخر فاما وزيرا بحقيبة او وزير دولة او مستشارا في القصر مما يدل على ان تلك الحكومة ما هي الا حكومة ترضيات لكل الفاسدين حتى لايخرج احد منهم خارج السلطة ويفشي عن كل الاسرار التي ربما تفتك بكل البقية الباقية لذلك كان لابد من احتواء الجميع وهضمهم جميعا خاصة وان البترول سيدر لهم من الاموال ما يكفي لصرف معاشاتهم ومرتباتهم ونثرياتهم ومدخراتهم ضاربين بعرض الحائط كل هموم الشعب ومعاناته التي طالما إمتدت عقوداً من الزمن دون ان يجد من يؤازره في تلك المعاناة .
رغم كل ذلك نسمع رئيس الجمهورية يخرج يصرح بان حكومته ستعمل على تحقيق الرفاهية للمواطن وتوفير الخدمات له ولكأن الناس لا زالت ساذجة وغير واعية لما يدور حولها . ولكن الله يمهل ولا يهمل .
نحن في حركة العدل المساواة ايمانا منا بواجبنا وما نلتزم به تجاه الشعب وتحملا لمسؤولياتنا نحذّر جماهير الشعب السوداني وكل القوى السياسية الاخرى المشاركة وغير المشاركة في الحكومة وننبه الجميع بأخذ الحيطة والحذر من عصابة القصر الذين أرادو الانفراد بالسلطة برغم دخول الحركة الشعبية وعدد من الاحزاب الاخرى كما اننا نشكك في قدرة الوزارة الجديدة في أداء مهمتها بسبب سيطرة المؤتمر الوطني لها بكل حاشيته كما اننا نعتبرها حكومة قاصرة استعلائية لن تقدم جديد ولن تاتي بجديد كما اننا نرى أن الوزراء الجدد لن يجدو متسعا من الحرية في وزاراتهم خاصة بعد ان احاطوهم بالكثير من وزراء الدولة والمستشارين ولا سيما بعد سيطرة المؤتمر على حقيبتي الطاقة والمالية التين توفرا لهم الدعم المالى الكافي لتنفيذ كل مخططاتهم من ناحية وكذلك تغطية كل عمليت الفساد الجديدة وأيضا حتى لا يتم كشف ملفات الفساد والسرقات السابقة من ناحية ثانية وكذلك حتى لا يتمكن أحد من معرفة حقيقة الاموال والمبالغ وعائدات النفط والزراعة وغيرها من موارد الدولة الاخرى التي تشكل والدخل العام للدولة افضا بذلك مبدأ الشفافية والمحاسبة .
عشتم عاشت دارفور وعاش السودان
حركة العدل والمساواة – مكتب بيروت
ووصينا الانسان بوالديه احسانا