فوجأ العالم اجمع والشعب السودانى بالاعلان المرعب من نظام الخرطوم بإعلان التشكلية الجديدة لحكومة الشراكة المهزلة بين المؤتمر الوطنى المؤسس لنظام الانقاذ وبرلمان الحركة الشعبية . وهى تشكيلة لم يرجى ان تكون بافضل من سابقاتها من حيث المفهوم والمضمون المكرس لنظام العنصرية والشمولية وحكم الفرد المطلق وتمديد عمر نظام الجبهة الآيل للسقوط. فان اعلان عمر البشير لهذه الحكومة وبهذا الشكل الهزيل يؤذن بدق طبول الحرب ورفع رايات الفتنة بين مفاصل الوطن الواحد وهو ما يدفعنا الى التعامل مع هذا الامر بكل جدية وحزم. وبإلقاء نظرة على العناصر المختارة بدقة لشغل الحقائب الوزارية الجديدة المفصلة، لايساوره شك فى خبث نوايا النظام الشمولى وبيتان النية فى اعلان الحرب. وان تعيين مجرمين ذوى سوابق فى جرائم حرب ضد الانسانية ومخالفة مبادئ حقوق الانسان امثال حاكم دارفور السابق، والمقال من وزارة الداخلية وزيراً للدفاع . ومهندس شئون المليشيات سيئ السمعة وزيراً للداخلية، لهو خطوة فعلية تجاه هذا المخطط. وان الترهل فى هذه الحكومة يعنى مزيداً من التضخم الوزارى الذى سوف يكون عبئاً ثقيلاً على ميزانية الدولة التى تلقى بظلالها على بؤس المواطن وافقاره. كما ان هذا التوجه فى هذه التشكيلة التى ظهرت بثوبها الحالى والمجملة بصبغات زائفة لن تسهم فى حل معضلة الجنوب، بل ونتخوف من ان تعقد من المشكل وتنحى بنا الى عواقب الانفصال الذى نلمح بريق ضوئه. فان حركة التحرير تقرع ناقوس الخطر لفتنة تطل براسها على الابواب،لان هذا التشكيل الوزارى يجيئ فى فترة يوهم فيها النظام العالم بجديته الخوض فى المفاوضات، رغم ان الموقف الامنى ظل متدهوراً بصورة مستمرة فى الاسابيع الماضية . وان الخرق الواضح لوقف اطلاق النار لم يظل امراً مستتراً . وان المعارك الحربية تجرى الآن على جميع الجبهات فى دارفور، الامر الذى يدعونا لان ندين هذا الموقف ، ونرفض بالتالى أمر تاسيس وإعلان هذه الحكومة التى لا تعنينا فى شيئ جملة وتفصيلا. ونرى انها حكومة تنشأ فى ظل حرب اهلية بمعظم اقاليم الوطن، فهى بالتالى تعنى الأطراف السياسية التى إتفقت عليها. ونحن كحركة لتحرير السودان ما زلنا على مبادئنا الاساسية وموقفنا الثابت من هذا النظام الذى يحاول ان يوهم المجتمع الدولى بتلك المفاوضات. ونعتقد ان اى حكومة لاتشمل جميع فئات الشعب السودانى والجهات التى تنازع النظام عسكرياً هى حكومة باطلة وغير معترف بها.
عليه، هذا هو الموقف الرسمى لحركة وجيش تحرير السودان من الحكومة المعلنة . ومن هذا المنطلق تفتح الحركة الابواب مشرعة لجميع الوطنيين واصحاب الرؤى السياسية والقومية والوحدوية وجميع الجهات التى تتفق معنا فى هذا الرأى وتلك المفاهيم، توحيد جهودهم السياسية والفكرية معنا للخلاص من شرور هذا النظام العنصرى الذى فتت وقوض نسيج الوحدة الوطنية ويسعى لاغراق البلاد فى مزيد من بحور الدماء والبؤس. ونؤكد ان الحركة تنظيم سودانى، وطنى، ثورى، ديمقراطى وقومى، يستوعب كل سودانى غيور يتفق معه فى البرنامج السياسى الوطنى. ومن هنا نرفع رايات المقاومة الشعبية السياسية والمسلحة للتخلص من مهالك هذا النظام الشاذ.
النصر لنا والمجد والخلود لشهدائنا ابرار ولانامت اعين الجبناء..
لجنة الاعلام والتوثيق والثقافة
حرر فى انجمينا فى الحادى العشرين من سبتمبر2005م
ابراهيم احمد ابراهيم
رئيس اللجنة التحضيرية لأعداد المؤتمر التائسيسي للحركة