لقد بات واضحاً ان تطورات هامة ومتغيرات كثيرة قد حدثت في السودان منذ توقيع اتفاقية السلام بين الحركة الشعبية وحكومة الإنقاذ وان هذه التطورات والمتغيرات تتجه بنظام الجبهة القومية الاسلامية الى نهايته الحتمية عبر انهيار ما كان يدعيه من مشروع حضاري وما انتهجه من أساليب قمعية وما اقترفته ايادي عناصره من جرائم واختلاسات وما روجته حكومته من خداع وتضليل ومراوغات وافساد وشراء للذمم وها هي سلطة الانقاذ ترضخ للإرادة الشعبية الرافضة لنظامها الأحادي وتقبل بتفكيك مفاصلها والتخلي عن ثوابتها وبرنامجها والغاء دستورها وحل مجلس وزرائها ووضع دستور جديد للمرحلة الإنتقالية شاركنا في تحديد معالمه لتقوم على أساسه حكومة مركزية وحكومات محلية متعددة الأطراف والاتجاهات السياسية لن ينقص من أهميتها توزيع النسب والمناصب والمقاعد التي إستمرأت عناصر الإنقاذ الإستئثار بها منفردة طوال السنوات الماضية .

إن واقعا جديداً يأخذ في التشكل مع بداية هذه المرحلة ودورنا ان نساهم في فتح جميع النوافذ وإزالة جميع العقبات التي تحول دون تعميقه وترسيخ قواعده بإزالة القوانين الاستثنائية وإلغاء الأساليب القمعية وإشاعة حماية الحريات العامة والديمقراطية والدفاع عن حقوق الانسان السوداني وإنصافه ، ورد ما لحق به من مظالم وتجاوزات .

ان ذلك كله لم يأت من فراغ وانما نتاجاً لمسار طويل من نضال الشعب السوداني واحزابه الوطنية ومنظماته السياسية والمدنية وقياداته الصلبة التي يشكل الحزب الاتحادي الديمقراطي عمودها الفقري ، فهل غاب عن وعينا تضحيات المناضلين بدمائهم وأروائحهم في ميادين الشرف وعلى جبهات القتال والمواجهات الصلبة لنظام الانقاذ بالداخل ؟

ان الذين لم نسمع اصواتهم عندما كان الشرفاء من أعضاء حزبنا يواجهون تعسف النظام الانقاذي وجبروت اجهزته القمعية بينما هرول البعض الى فتات موائده ، ان على هؤلاء ان يتذكروا كيف واجه المناضلون من الاتحاديين الديمقراطيين الاذلال والسجون والتعذيب والموت في ساحات النضال وما بدلوا تبديلا .

لقد ظل الحزب الاتحادي الديمقراطي يضطلع بمسئولياته الوطنية بوعي وحرص على المصالح العليا للسودان وشعبه لا تؤثر عليه في القيام بتك المسئولية المزايدات الحزبية والمكايدات السياسية والتطلعات الشخصية والنظرات الضيقة العاجزة عن فهم مجريات الأحداث او إستيعاب متغيرات الواقع . ونحن نعلم بان هنالك مهددات تواجه مسيرة الوطن نحو الديمقراطية والذين لا يستوعبون ذلك يكشفون عن عجز موضوعي وقصور سياسي عن فهم ما يجري من تطورات ، ونحن لم نتنازل عن مبادئنا ولم نغير توجهاتنا ونهجنا ولكن موقفنا تحدده القراءة الصحيحة لشروط الواقع ومتغيراته لذلك فإن مشاركتنا في المرحلة الانتقالية ووجودنا في كل مواقعها بما في ذلك مشاركتنا في حكومة الوحدة الوطنية هي مسئولية وطنية بدأت منذ وقوع انقلاب يونيو وما زلنا نتحمل تبعاتها ونحن قادرون على القيام بها في المرحلة الإنتقاليه بثقلها الجماهيري وقيادة حزبنا الصلبة الواعية لأحداث تغيير جذري وحقيقي في السودان وتحول ديمقراطي شامل وراسخ نمتلك وسائله ونستوعب متطلباته ونعرف كيف نحقق شروطه بعون الله ، وسوف يظل تحالفنا الإستراتيجي مع الحركة الشعبية وكل الأحزاب والفصائل المنتمية للتجمع الوطني الديمقراطي قوياً رغم المزايدات والمكايدات السياسية وندعو جماهير حزبنا للتسلح بالوعي واليقظة والتمسك بالوحدة والاستعداد لمرحلة جديدة من النضال والتضحية من أجل الوطن في تجرد ونكران ذات .

والله الموفق،،

فرع الحزب الاتحادي الديمقراطي

دولة الامارات العربية المتحدة