لقد ظلت فصائل المعارضة في المنابر الأخرى في أبوجا وجبهة الشرق تتابع التفاوض بين التجمع والحكومة وتطورات هذه العملية بعد الإجتماع الأخير في أسمرا، والذي شاركت فيه حركات المقاومة كلها. وقد ناقشنا في أسمرا "إتفاق القاهرة"، وإتفق الرأي من خلاله على مباركة عملية التفاوض، مع التحفظ الشديد حول عدد من القضايا أهمها؛ نسب المشاركة في الحكومة، والتي نرى من الضرورة أن تعبّر عن الوزن الحقيقي لأحزاب التجمع.
إن التفاوض بين الحكومة والتجمع وصل الآن نقطة إلى خطيرة باتت تهدد وحدة التجمع، خاصة وأن بعض الفصائل شرعت في التفاوض خارج مظلة التجمع، مما سيهدد بقاؤه وإستمراريته وينسف المكتسبات الأخرى المتعلقة بالتحول الديمقراطي وباقي القضايا الوطنية الملحة.
إن منابر التفاوض الأخرى في أبوجا والتي ستقوم قريباً للشرق، لا يوجد أي جامع يربطها غير عضوية أطرافها في التجمع الوطني، والذي وبذلك، يمثل حلقة الوصل بينهم في النضال من أجل وحدة الوطن والأهداف المشتركة. إلا أن تلاحق الأحداث، وسير التفاوض مؤخراً بين التجمع والحكومة، ينذر بأن هذه الحلقة ستنفصم ويتفتت الجسم التجمعي الذي كان مناط به تحقيق المكاسب الوطنية المشتركة منذ مؤتمر القضايا المصيرية بأسمرا في 1995م.
عليه؛ فإن عرض المؤتمر الوطني للتجمع بمشاركة هزيلة وديكورية، إضافة إلى قبول التجمع بالتراجع المستمر للنظام عن تفاصيل الإتفاق الذي تم، كما حدث في الخرطوم بعد "إعلان القاهرة" ومن دون أدني تنازل من الطرف الحكومي ومن دون ضمانات يضر بالمواقف التفاوضية لباقي قوى المعارضة. ما هي إلا المسمار الأخير في نعش التجمع بشكله الحالي.
عليه نحن في قوى المعارضة نتعهد بوضع يدنا في يد كل من يرفض هذه المهزلة وأن نعمل سوياً حفاظاً على وحدة الوطن وتحقيق التحول الديمقراطي وبعث روح جديدة أكثر إلتصاقاً بهموم المواطنين وطموحاتهم والتي تعبر عنها مواثيقنا منذ مؤتمر القضايا المصيرية حتى الآن.
والوضع هكذا .... ترى حبهة شرق السودان إن عقد إجتماع عاجل لقيادة التجمع الوطني بأسمرا أصبح أكثر من ضروري.
قيادة جبهة شرق السودان
10 /9/2005