بيان بمناسبة الذكرى الحادية والأربعين لثورة أكتوبر المجيدة
لقد أطل علينا العيد الحادي والأربعين لثورة أكتوبر المجيدة وخاصرتي الوطن في الغرب والشرق ما زالتا تنزفان من وطأة الحرب والإقتتال وذلك بسبب ركون حكومة الخرطوم الى الإقصاء المتعمد لهوامش الوطن مما أضطرها لحمل السلاح والقتال من أجل الحصول على نصيبها في السلطة والثروة والعدالة الإجتماعية.
لقد ثار الشعب السوداني في 21 أكتوبر 1964 على حكومة العسكر الأولى مطالبا بعودة الديموقراطية، وقف الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان في الجنوب، رفع المعناه عن الشعب، توفير الخدمات، وكفالة الحريات العامة .... الخ. وقد كان له ما أراد في اعادة الديموقراطية وكفالة حرية التعبير والتنظيم.
إن شعارات أكتوبر، رغم إجهاضها على مدى الواحد وأربعين سنة الماضية، ما زالت صالحة مع بعض الإضافات لمواجهة نظام الجبهة الإسلامية الجاثم على صدر الشعب السوداني منذ يونيو 1989. فسودان اليوم قد تضاعفت معاناة شعبه واحتدمت حروبه وهجره خيرة أبنائه وسلعت نساؤه وجوع أطفاله وتدهور تعليم اجياله وتدنت خدماته وعمته البطالة وحاق الفقر الكافر بأهله حتى أصبح سمة عامة يعاني منها الأستاذ الجامعي والمزارع التقليدي إلا شلة السلطان من تجار الذمم وماسحي الجوخ وأرزقية النظم الشمولية من الطفيليين وسارقي قوت الشعب ومنتهكي حقوق الإنسان.
هذا هو حال السودان في زمن نظام الإنقاذ. فكيف لهذا الحال أن يتغير؟ إن الحل يكمن في تأسيس نظام ديموقراطي يقوم على العدالة وتكون فيه المواطنة هي أساس الحقوق والواجبات. نظام قادر على وضع خطة تنموية متوازنة واضحة المعالم تراعى فيها حقوق الأقليات والمهمشين من أقصى الجنوب الى أقصى الشمال ومن أقصي الغرب الى أقصى الشرق. نظام يتولى مهمة محاكمة مجرمي الحرب ومنتهكي قوانين حقوق الإنسان وسارقي المال العام، بالإضافة الى وضع الضمانات التي تكفل حرية التعبير والنشر وتضع حدا لظاهرة بيوت الأشباح والإعتقال التحفظي وتضمن إستقلالية الجهاز القضائي. هذه هي الضمانات الحقيقية للسلام وبغير هذا حتما سيأتي الطوفان...
عاش الشعب السوداني صانع الثورات وعاشت ذكرى أكتوبر...
التجمع الوطني للسودانيين بفيلادلفيا - 21 أكتوبر 2005