الحراك الذي نشهده هذه الأيام حول إلغاء قانون النقابات الحالي، وحول المطالبة باسترداد استقلال وديمقراطية وحرية العمل النقابي، ليس جديداً.
فمنذ أن أقدمت سلطة الإنقاذ على حل النقابات المنتخبة، وإصدار قانون النقابات لسنة 1992، وتكوين نقابات صورية تابعة للسلطة، تصدى النقابيون بإصرار لهذه التحديات في تنظيماتهم، وفي الندوات والصحف، وتحملوا تبعة ذلك من اعتقال، وملاحقة وتشريد.
ويتصاعد هذا التراكم في هذه الأيام إلى هذا الحراك المكثف في الإعلام، والندوات، وورش العمل، وفي مذكرات النقابيين للدوائر العدلية والدوائر السياسية في السلطة.
نحن واثقون من ان النقابيين يدركون اننا نقف بصدق مع استقلال وديمقراطية وحرية ووحدة العمل النقابي منذ بدايات تكوين الحركة النقابية. وأننا الآن، ومواصلة لهذا الموقف الأصيل، نقف معهم في هذه المعركة حتى تسترد الحركة النقابية عافيتها وأصالتها المعهودة.
وفي هذه الأيام، وبعد اتفاقية السلام، وبعد إصدار دستور الفترة الانتقالية، فإننا نأمل أن نعي الواقع الموضوعي جميعاً، وأن نتجه بحق وجدية نحو متطلبات التحول الديمقراطي.
إن هذا التلكؤ، وهذه المماحكة في دوائر السلطة، وإصرارها على الاحتفاظ بالممارسات الشمولية، وتجاهل الواقع الموضوعي لا يساعد على حل مشاكل السودان. وهذا السلوك لا يتفادى إعادة إنتاج الأزمة بل يؤكد إن الأزمة لا تزال موجودة.
النقابيون يعترضون على قانون النقابات لسنة 2001، وعلى قانون التنظيمات المهنية لسنة 2004 لأنهما يتعارضان مع مواثيق منظمات العمل الدولية، ومواثيق حقوق الإنسان، ومع اتفاقية السلام، ومع نصوص دستور الفترة الانتقالية؛ ولأنها قوانين معيبة في أهدافها، وفي بنيانها النقابي، وفي السلطات الواسعة للمسجل. ونأمل أن تستجيب الدوائر المعنية في الدولة لموضوعية مطالب النقابيين، وأن تتخذ الإجراءات الكفيلة باستبدال هذه القوانين.
ونأمل أن تدرك القيادة الحالية لاتحاد نقابات عمال السودان موضوعية هذه المطالب، وأن تجد السبيل للتعاون مع النقابيين جميعاً بدلاً من المراوغة والاستنجاد بالجهاز التنفيذي، وافتعال المعارك مع السيد/ وزير الدولة للعمل، وأن تعمل على إصدار قوانين نقابية بديلة تخدم القضايا الحقيقية للنقابيين، وتصب في مصلحة التقدم الاجتماعي في السودان.
ونهيب بكل النقابيين، بمختلف فصائلهم، بين المهنيين، والموظفين، والعمال والمعلمين أن يخوضوا هذه المعركة بتصميم وتكاتف وتوحد، وأن يطوروا أساليبهم وأن تتصاعد معاركهم حتى تكلل بالنجاح.
سكرتارية اللجنة المركزية
للحزب الشيوعي السوداني
21/11/2005