في خطوة فردية غير موفقة وغير مسئولة نهجت ذات الأسلوب الذي إنعقد على أساسها ما سمي بمؤتمر حسكنيتة القائم على منهج القلة الخارجة عن الجماعة، طالعتنا بالأمس 14/11/2005م بعض صفحات الأخبار الإلكترونية خبراً حمل العنوان التالي: (بيان هام من مكتب حركة تحرير السودان بمدينة جدة) أو هكذا عنون كاتب المقال موضوعه الذي كتبه رداً على البيان الصادر من مكتب حركة وجيش تحرير السودان بجدة حول مؤتمر حسكنيتة والذي تم نشره يوم 12/11/2005م على صفحات سودانيز أون لاين وسودانايل.

الأخ (كاتب) صاحب المقال المذكور هو الأمين الإجتماعي في المكتب التنفيذي للحركة بجدة، ونظراً لمعرفة جميع أعضاء المكتب بالرجل، يغلب أن يكون المقال (البيان) الصادر إعد من مصدر آخر بحيث يتم تذييله بإسمه فحسب. أن ما يحتويه المقال من تناقضات وأكاذيب وتلفيق للحقائق لهي أربى من أن تصدر من أي عضو من أعضاء مكاتب الحركة المنتشرة في مختلف أرجاء المعمورة، إنه أمر ينبئ بخطر كبير على مستقبل الثورة السياسي القائم على البناء الإجتماعي السليم كما يشير إلى أننا ما زلنا بحاجة إلى دراسة سلوكية تعلمنا متى وكيف نقول الحقيقة ونحترم رأي الأغلبية في أصعب المواقف وأحلك الظروف.

بعد هذه المقدمة يود مكتب الحركة بجدة توضيح وتأكيد الحقائق التالية:ــ

1. في إجتماع دوري عادي للمكتب التنفيذي الذي كان الأخ صاحب المقال حضوراً إستعرض الأعضاء ضمن أجندتهم مؤتمر حسكنيتة وبعض مداولات مستفيضة أجمع الحاضرين على رفض ما تم في حسكنيتة بإعتباره عملاً فئوياً تجاوز الأسس والأهداف التي قامت عليها الحركة (راجع البيان الصادر من المكتب). بناءً عليه قرر الأعضاء إصدار بيان إدانة صريحة للمؤتمر ومقرراته وكان الأخ صاحب المقال هو العضو الوحيد الذي أبدى تحفظه على ذلك عندما قال " الناس بقيموهم بالأفعال وليس الأقوال لذلك خلونا نجرب الأخ مني لفترة ونشوف" ثم أردف قائلاً " أرى أن تأخروا مسألة البيان هذا لحين الحصول على مزيد من المعلومات..) إنتهى. رفض المجتمعون ذلك وقرروا أهمية إصدار بيان الإدانة على أن يعقد إجتماع آخر حدد موعده في الحين لصياغة البيان ونشره، إعتذر الأخ صاحب المقال عن الحضور في نفس يوم الإجتماع موضحاً أنه مريض.

2. إذن من هم الإثنان اللذان نشطا من أعضاء المكتب التنفيذي وما التضليل والضغوط الذي مارساه على الإعضاء حتى يكون لهم موقفاً معادياً من المؤتمر كما سرد الكاتب؟ هذا الأمر يدلل على النظرة التسلطية والرأي الآحادي لدى كاتب المقال في تقييمه حتى لزملاء العمل سيما عمل ثورة، إن ما أورده فيه تغييّب كامل لدور بقية أعضاء المكتب في إتخاذ ما يرونه صحيحاً من قرارات وبمحض إرادتهم.

3. لا نعتقد أن أحداً في هذا المكتب ينطلق من منطلقات عنصرية ألهم إلا إذا كان ذلك هو خصلة في مخيلة كاتب المقال نفسه، إن ما يميز هذا المكتب هو كونه جامع لمختلف مكونات مجتمع دارفور الإثنية والثقافية المؤمنة بأهداف ومبادئ حركة وجيش تحرير السودان.

4. المقال ذكر أيضاً بأن أعضاء المكتب أوضحوا أن الذين عقدوا المؤتمر (الناجح) في حسكنيتة هم وراء كل الإنتصارات التي أوصلت الحركة إلى ما هي عليها الآن من القوة والصلابة التي أجبرت حكومة الإنقاذ على الجلوس إليهم ومفاوضتهم في منبر أبوجا. هذه الجزئية فيها سوء نية لأن الثورة ليست سلعة سوقية يمكن أن يروج لها بما يلهب النفوس ويجذب الأنظار كما أن في القول تجاهل متعمد لنضالات ومجهودات اللذين رفضوا ما سمي بمؤتمر حسكنيتة والذين ما فتئوا يقدمون أرواحهم رخيصة من أجل الثورة ومن أجل إقامة دولة حقيقية في السودان.

5. كاتب المقال ذكر كذلك أنه ساد إجماع الحضور بالوقوف مع مقررات المؤتمر!! هنا نخشى أن يكون الأخ مني أركو ومجموعته أنفسهم قد بنوا موقفهم القاضي بعقد المؤتمر ووضع خططهم المستقبلية إعتماداً على مثل هذه المصادر المضللة المغيبة للحقائق التي لم ولن تقدم للثورة سوى مزيد من العار والتشتت والتشويش!! أما الرد على هذا التضليل فقد أوردناه في البند رقم (1) عاليه.

6. صحيح أن كاتب المقال طالب من دون بقية أعضاء المكتب الإنتظار في إصدار البيان لحين الحصول على مزيد من المعلومات كما أسلفنا، لكن كان السؤال المطروح هو معلومات عن ماذا، هل سنحصل على ما يفيد بأن المؤتمر كان مجمعاً عليه من جميع فئات الحركة وقياداته أو أنه عزز من الوحدة الثورية داخل الحركة بدلاً من أن يضعفها أو أن الإخوة الذين عقدوا ذلك المؤتمر أدركوا خطأهم وسيعودون للأغلبية الرافضة؟ نترك الإجابات على هذه الأسئلة وغيرها للأخ كاتب المقال.

7. وحسبما جاء في المقال نشير إلى أن الأخ/ رئيس مكتب جدة حضر لوحده ذلك المؤتمر الإقصائي من واقع التنسيق الذي كان يجري بينه وبين القائمين على أمر المؤتمر لذلك ليس هناك ما يدعوا إلى إنتظاره حتى يقرر المكتب ما يراه مناسباً من قرارات. ألم نشر بأننا بحاجة إلى تصحيح العديد من المفاهيم سيما في تعاملنا مع بعضنا البعض.

8. قال الأخ صاحب المقال أنهم تفاجئوا بإصدار البيان، ربما تفاجأ هو لعدم حضوره لأن البيان صدر في حينه، أما بأن مجموعة من أعضاء المكتب التنفيذي إتصلوا بالعضوين اللذان كانا وراء البيان كما ورد! فهذا هو الفهم الإستعلائي بعينه القائم على النظرة الفوقية كما لو أن الحركة ملك لأفراد أو مجموعات فحسب ثم أنه ينفي بذلك دور المكتب التنفيذي كمجموعة تصدر قراراته على نحو ديمقراطي.

9. كذلك أشار الأخ كاتب المقال أن من كتبوا بيان المكتب لا يمثلوا إلا أنفسهم ولا ندري عما إذا كان رأي الجماعة هو الذي يمثل رأي شخصي أم أن رأي الفرد هو الذي يعبر عن موقف الجماعة! إنها المعادلة المختلة التي تبرهن وللأسف ذات النزعة الذاتية وقصر النظر الذي إنتهجه ما سمي بمؤتمر حسكنيتة.

10.إليكم ما ورد في خاتمة المقال المذكور" .. وان الشخص الموقع أدناه بصفته الرسمية في هذا المكتب وبتفويض من أغلبية أعضائه قد أصدر هذا البيان للتعبير عن رفض المكتب لمثل هذه الأساليب الغير ديمقراطية والتي تفرق ولا تجمع.." إنتهى. من هذا النص نعود لنشكك في كتابة الأخ الأمين الإجتماعي للمقال بإعتباره حضر الإجتماع الذي أجمع فيه المجتمعون إلا شخصه لإصدار بيان إدانة لما سمي بمؤتمر حسكنيتة لذلك فالنص مردود لصاحبه لأنه محض إفتراء خاصة وأن للمكتب أمانة عامة معنية بتنفيذ ما يتفق عليه من قرارات.

11. أخيراً يجدد المكتب التنفيذي لحركة وجيش تحرير السودان بجدة إدانته لمؤتمر حسكنيتة كما يقدر موقف عدد إثنين من أعضائه الذين بدأ أنهم بجانب مقررات ذلك المؤتمر. إنهم إخوة لنا في النضال والأمر لهم بإستمرارهم في العمل مع إخوتهم في المكتب أو تكوين مكتب خاص بهم من حقه أن ينهج ما إنتهجه مؤتمر حسكنيتة ولنسير بعدئذٍ في إتجاه رد حقوق ومكتسبات أهلنا وكل المهمشين في السودان.

عاشت حركة وجيش تحرير السودان تدافع عن حقوق كل المظلومين والمهمشين في السودان.

مكتب حركة وجيش تحرير السودان