..... نستحضر فى صباح العيد الاغر قول أديب سودانى له سلامة الوجدان ودقة الوصف:
"....أهل بلادى نوعهم خاص ..ان حزنوا وبكوا قالوا الحمدلله ..وان هم فرحوا وضحكوا قالوا ايضا الحمدلله!.."
ولكن اهل السودان اليوم وعند صبيحة العيد، لا يدرون هل يبكون ام يضحكون...!!
فبعد 16 عاما" من (النكبة والابتلاء) هاهو المشروع الحضارى لاسلاميى الانقاذ قد ذهب بشعبنا اسفل سافلين!.. فقد زال وانمحى تماما الحد الفاصل بين الفرح والحزن، بين الموت والحياة، بين الصحة والمرض، بين العزة والهوان، بين المعرفة والجهل...، واخيرا وليس اخراً وكما علمنا سعادة اللواء مدير الجمارك " صلاح الخروف" فى فضيحته الفضائية المدوية، فقد زال أيضاً الحد الفاصل بين الادب وقلة الادب!
...عند صبيحة العيد سيجد الناس كلاونات مهرجيين امثال البشير و(عبدالرحيم عمارة) وأمنجية قساة وقتلة محترفين امثال نافع وقوش، وتايكونات نهابيين امثال عوض الجاز، وملتحين منافقيين أمثال عصام احمد البشير، ولصوص جدد امثال عبدالباسط حمزة وعبد العزيز عثمان ( الذين دمجوا اموال سوداتل والاسواق الحرة فى متجرهم المسمى عفراء)...! سيجد شعبنا الطيب كل هؤلاء يصولون ويجولون فى اجهزة الاعلام والمساجد يحدثون الناس عن مشروع اسلامى جديد ودولة راشدة وفيرة الخير! دولة وهمية من تخريجات ( المرابى الاسلامى العالمى ) عبد الرحيم حمدى ومشيّدة فوق ركام السودان البائس الممزق عند مثلث اسمه دنقلا- سنار- كردفان!
...بالله ايبكى السودانيين ام يضحكون .. ام يرددون مع الشاعر قوله صبيحة العيد:
إنى نزلت بكذابين ضيفهم .... عن الحل والترحال مردود
جود الرجال من الايدى وجودهم .... من اللسان فلا كانوا ولا الجود
يا ابناء الوطن العزيز...
ينبلج صباح العيد ورنة حزن عميق تجلجل فى سماء بلادنا:
1- فعشرات الالاف من الاطفال فى دارفور والشرق واحزمة الفقر فى المدن لن يحصلوا على (عراقى الدمورية) ناهيك عن جيوبه المحشوة (بالفول والتمر)!! بالله ألا يستحي أمير المؤمنيين عمر البشير الذي ما إنفك يكدّس أموال البترول والذهب في حساباته السرية الخاصة في ماليزيا و دبي ويواصل الرقص وأكل التفاح ويكثر من الزواج.
2- وهاهي نيفاشا (فسحة الأمل) قد صارت في مهب الريح بسبب اللؤم والجشع ..! فبعد الشرخ العميق الذي خلّفته وزارة الطاقة، هاهو لص الخرطوم الكبير (المتعافي) يقول لقادة الحركة الشعبية: نحن الحكام اللئام وأنتم الأيتام، فلا تسألوني عن تشريعات ولا تذكّروني بإتفاقيات، ولا تسألوني عن عطاءات ولا مطارات ولا غابات، فانا الخرطوم والخرطوم أنا.
3- وفي صباح العيد يمتزج الحزن والبكاء مع الضحك بما يعجز عن تصويره موليير نفسه! ذلك أن أدعيا الورع والتقوى والتهجّد قد ساقوا السودان إلى مرتبة الذيل (وخانة الطيش) في قائمة التقرير العالمي للنزاهة والشفافية! حقا، فقد أتوا بضروب من الفساد ما خطرت من قبل على ذهن أميلدا ماركوس ولا موبوتو سيسيكو!!
يا شرفاء السودان .. ويا أخوات ربيكا ومهيرة:
ها قد مرّت شهور على حكومة (جوقة الإستوزار الإسلامي) .. والخطاب بعنوانه كما تقول الحكمة!
(إننا ندعوا اليوم وليس غداً لمقاومة وإسقاط نهج إسلاميي الإنقاذ وكنس هذه الأوجه المتسلّطة الفاشلة التي ملّ شعبنا رؤيتها وسماعها..)
على قيادة التجمّع أن تأخذ قرارها بيدها سريعاً وألا تضيّع وقتها ووقت الشعب السوداني مع محترفي (لعبة الملوص والثلاث ورقات) من امثال نافع وكمال عبيد. فقد آن اوان الحزم والعزم والمعارك الجماهيرية الحاسمة على درب اكتوبر وابريل وعلى ذات خطى شعوب جورجيا ولبنان من اجل :
- اصحاح وتبديل تركيبة الحكم الانتقالى الراهن وضمان انفاذ نيفاشا على ارض الواقع وعبر المؤتمر الدستورى الجامع.
- رفع الضائقة المعيشية سريعا وذلك باعادة المفصوليين ظلماً الى مواقع العمل والكسب المشروع واعادة توجيه عائدات البترول والذهب لصالح دعم اسعار المحروقات ودعم قطاعى الصحة والتعليم.
- اعتماد حل ديمقراطى عادل ينسجم مع قرارات مجلس الامن ويستجيب لمطالب مناضلى دارفور والشرق المشروعة بما يصون وحدة البلاد ويمنع التدويل والتجزئة.
- الشروع مبكرا فى الترتيبات الكاملة والدقيقة لضمان اجراء انتخابات 2007 فى مواعيدها ووفقا لمعايير النزاهة والرقابة الدولية ( فواهم من يظن ان اسلاميى الانقاذ سيوافقون على انتخابات لا يضمنون تزويرها والفوز بها).
...نختم بصالح الدعاء ونقول : اللهم فى صباح العيد الاغر اقل عثرة شعبنا وفك اسر بلادنا.. اللهم وحِّد تراب السودان وعزز جنابه.. اللهم بدل حكم الانقاذ بمن يخافك ويرحمنا انت نعم المولى ونعم النصير...
عاش السودان ديمقراطى وموحد ووطناُ لكافة الاديان والاعراق... أو كما كان يشدو فضل المولى زنقار..(أعز شىء عندى...من برقو للهندى...سودانى الجوه وجدانى بريدو).
ألتجمع الوطنى الديمقراطى بكاليفورنيا
نوفمبر 3 ، 2005