بسم الله الرحمن الرحيم

أصدرت جريدة " الفجر الجديد " الالكترونية والمتحدثة باسم حركة تحرير السودان، العدد رقم 21 قبل أيام تقريرا امنيا خطيرا، خصص له كل صفحات العدد المذكور والذي ينشر عادة في موقع سودانيز اون لاين المميز. موضوع التقرير - والذي تم أعداده قبل أكثر من سنة – هو معالجة أمنية لموضوع الحرب في دار فور تم رفعه للحكومة لتنفيذها، (( ..... يتناول التقرير بالتحليل والتقويم الحرب الدائرة في دار فور ويضع تصورا لإدارة الحرب ضد قبائل بعينها وليس ثوار دار فور بمنهج تآمري بغيض، وضع في اولوياته ضرب النسيج الاجتماعي في دار فور وخاصة بين القبائل الكبيرة الغير عربية والتي توصمها التقرير بأنها وراء الحرب وذلك بالعمل على تحييد بعضهم مؤقتا بعقد" صفقات " صلح مع القبائل العربية (لأنها هي محور الاهتمام من قبل الدولة والهدف من قبل حاملي السلاح حسب تلميح كاتب التقرير ) والانفراد بالأخرى وهزيمتها ومن ثم الالتفات إلى من يليها ....)) حسب تقرير الجريدة، وكما هو متوقع فقد تصدرت قبيلة الزغاوة قائمة المستهدفين من قبل الدولة في المرحلة الأولى. وبالفعل ظهرت إرهاصات هذه المؤامرة الكبرى المحاكة ضد ثورة دار فور في إطار المسرحية التي روج لها الصحفي " الانقاذى " الكبير احمد بلال الطيب في برنامجه المشهور " في الواجهة " قبل أيام حيث اظهر للمشاهدين جمعا ضم بعض أعيان قبيلتي الفور والقبائل العربية في منطقة جبل مرة في إطار الصلح القبلي المزعوم.

تتويجا لتلك الجهود الهدامة، والتي تستهدف النسيج الاجتماعي المهدم أصلا في دار فور في المقام الأول، عملت الحكومة خلال الأسابيع الماضية – وفى الخفاء – حشد عدد كبير من المنتفعين والهتافة من بعض أعيان قبيلتي الفور والمجموعات العربية وأعداد قليلة " منتقاة " من قبيلتي المساليت والزغاوة وتم تجميعهم في مدينة نيالا وذلك للإعداد والسفر جوا إلى طرابلس للقاء العقيد القذافى وتوقيع " اتفاق أهل دار فور وتصورهم للتعامل مع مسألة محاكمة مجرمي حرب دار فور " ومن ثم رفع هذا " الاتفاق " وتصعيده للاتحاد الافريقى ومن ثم إلى مجلس الأمن وذلك لإقناع المجلس لتعديل قرار تحويل المحاكمات إلى لاهاي !
وقد اجتمع الدكتور مجذوب الخليفة يوم أمس (السبت 7 مايو 2005 ) في مدينة نيالا مطولا بالوفد وأصدر تعليمات مشددة لأعضاء الوفد للالتزام بالآتي:

أولا: ممنوع منعا باتا مقابلة اى فرد من أعضاء الحركات المسلحة أو منبر دار فور للحوار والتعايش السلمي في ليبيا
ثانيا: ألا يتجاوز مدة الإقامة في ليبيا أكثر من يومين بأي حال من الأحوال

ثالثا: الاجتماع بالعقيد القذافى والتوقيع على " الاتفاق " أمامه وأمام كميرات التلفزة وتسليمه حتى يقوم هو بعمل اللازم (الاتفاقية تم إعدادها مسبقا من قبل الحكومة وما على الوفد إلا حملها والتوقيع عليها هناك "

هذا وقد أقلعت الطائرة من مطار نيالا رأسا إلى طرابلس في تمام الساعة السادسة والنصف من مساء السبت الموافق 7 مايو 2005، وعلى متنها 170 ( مائة وسبعون شخصا ) أكثر من 99% منهم من أفراد القبائل العربية والفور من أهل دار فور. وكانت هنالك مفاجأة في نيالا وقبل السفر بساعات، وهو انه بعد أن تم إقناع (شراء ) بعض قليل من أفراد قبيلتي المساليت والزغاوة من الولايات الثلاث في المرحلة الأولى وضمهم مع الوفد، إلا انه وفى آخر لحظة صدرت أوامر " عليا " لغربلة الوفد وتخليصه من أفراد قبيلتي الزغاوة والمساليت وقد كان، عدا واحدا من أفراد قبيلة الزغاوة من نيالا وهو المدعو / عبدالشافى قردية سافر مع الوفد الميمون.

وحركة تحرير السودان إذ تملك هذه الحقائق أول بأول للشعب السوداني وجماهير دار فور خاصة، تنبه إلى أن حكومة الإنقاذ ما كانت يوما جادة للسعي في حل مشكلة دار فور في المنابر المعلنة تحت رعاية المنظمات الإقليمية والدولية وإنما لديها برنامجها المعتمد " للحل " وهو ممارسة سياسة " فرق تسد " و إغراق دار فور في المزيد من الفتن وهتك المزيد من النسيج الاجتماعي وذلك إمعانا لممارسة الحقد ضد أهل دار فور، لا لشئ سوى الانتقام من ثوار دار فور الذين "تجرأوا " ورفعوا السلاح ضد حكم الأقلية العنصرية وذلك من خلال هذا الشعب المغلوب على أمره.
وأخيرا تناشد الحركة العقيد القذافى بضرورة العمل لصالح أهل دار فور بصدق وحيادية حتى تثمر هذه الجهود في حل سياسي مستدام للازمة السودانية وأزمة دار فور بصفة خاصة دون الوقوع في شراك حكومة الخرطوم المتمثل في إشراك الدول العربية والجوار الاقليمى بأنصاف حلول لا تفيد دار فور وبل تعقد المشكلة.