تتسارع الإحداث في الساحة السودانية وتتلاطم الأمواج بالوطن هنا وهناك ونظرا لدقة المرحلة الحالية والتي تستدعى من الجميع المشاركة في بناء الوطن ودفع عجلة التنمية وصياغة مفردات المرحلة الجديدة وهذا يتطلب تكاتف الجميع من اجل استشراف آفاق المرحلة القادمة واستعداد لهذه المرحلة المقبلة والتي ستشكل منعطفا هاما في الوطن, وفى ظل كل هذه المعطيات التي أفرزت جملة من التحديات الكبرى كان لابد من الشعور بعظم المسؤولية الواقعة على إعتاقنا التي تحتم علينا أن نقول كلمتنا في قضايا الحرب والسلام وقضايا التنمية المتوازنة وحقوق أهلنا في الشرق عامة والبني عامر على وجه الخصوص, وعلى ضوء هذه الخلفية كانت الانطلاقة.
ففي جوا مفعم بالحيوية والحماس تدافع نفر كريم من أبناء عموم قبائل البني عامر في مؤتمر حاشد تداعوا له من كافة مناطق المملكة العربية السعودية في مدينة الرياض من يوم الجمعة التاسع عشر من ديسمبر لسنة ألفين وأربع تحت شعار ( الخريج الدور المنتظر في التوعية والتنمية والبناء ) بغرض التداول حول تأسيس كيان جامع يضم المستنيرين والحادبين على مستقبل أهلهم ووطنهم وفى مقدمتهم الخريجين توطئة لجمع شملهم تحت راية واحدة تلعب دورا هاما في السعي نحو تحقيق تطلعات أهلهم نحو مستقبل أفضل متجاوزين بهم مسيرة تدهور طويلة وشاملة في كافة المجالات انعكست سلبا على كافة أبناء الشرق. وبدأت أعمال المؤتمر منذ الساعات الأولى لصبيحة يوم الجمعة وحتى الساعات الأولى من صباح السبت, وقدمت اللجنة التمهيدية المبررات الداعية لقيام هذا الكيان وقدمت أوراق عدة حظيت بمناقشات واعية من الحاضرين وتليت على المجتمعين مسودة النظام الأساسي للمنبر التي احتوت على سبعة فصول اشتملت على أربعة عشر مادة وسبعة وستون بندا وفى مقدمتها الأهداف من قيام هذا الكيان.
ومن ابرز أهدافه الكلية هو تجميع كافة مثقفي أبناء البني عامر بمختلف مستوياتهم التعليمية وعمل خارطة واضحة للخريجين , وكذلك دعم وتوجيه الجهود الرسمية والشعبية في إعادة أعمار المناطق المتناثرة بالحرب في كل ولاياتنا الشرقية وتقديم الحلول المناسبة للقضايا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية عبر الطرق السلمية واستخدام وسائل البحث العلمي في تشريح قضايا مجتمع البجة عامة والبني عامر خاصة والانطلاق بهم نحو آفاق أرحب وتذليل كافة العقبات. ونحن هنا نسعى لنضع أيدينا مع الآخرين من اجل أن نجنب منطقة شرق السودان كل أنواع الصراعات والحروب والبعد عن التشرذم والتمزق ومخاطر الانزواء والنهوض جميعا من اجل بناء مستقبل واعد لأهلنا بشرق السودان والسعي الجاد لتنفيذ مشاريع تنموية تخصص لها موارد مقدرة من المركز بالإضافة إلى الموارد المحلية مع الاعتراف أن موارد السودان المستغلة هي نادرة لكن يجب أن نركز من حيث المبدأ على حسن إدارة الموارد النادرة بكل شفافية ونكران ذات. وناقش المجتمعون كافة الهموم وقضايا الساعة بحرية مطلقة بعيدا عن الصراعات السياسية والتجازبات الحزبية, وأكدوا تصميمهم على العمل من اجل تحقيق التنمية وكل القضايا التي تلامس طموحات أهلنا. وشدد المجتمعون على إتباع الحوار وسيلة محورية في معالجة قضايا التهميش التي ظلت تعانى منها المناطق الطرفية كما أكدوا موقفهم الثابت من دعم الإدارة الأهلية بكافة مستوياتها بالداخل. وفى ختام اللقاء أجاز المؤتمر النظام الأساسي للمنبر بعد إجراء التعديلات التي ارتئها الحضور وتم انتخاب المجلس القيادي الذي يتكون من أحدى وعشرين عضوا مثلت فيه كافة مناطق المملكة.
كما أعلن المؤتمر عن ترحيبه باتفاقية السلام التي وقعت بين الحكومة والحركة الشعبية ودعا لتطبيقها في جميع ولايات السودان كما دعا كافة أبناء الوطن والشرق خاصة إلى الوحدة والتماسك ونبذ العنف ورفض التفرد وإلغاء الآخر والحفاظ على السلم الأهلي والسعي لتجميع كافة مكونات أبناء الشرق وبشرائحه المختلفة تحت مظلة جامعة من اجل بناء وتنمية إنسان الشرق.
أمانة إعلام المنبر