بسم الله الرحمن الرحيم
"وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير" صدق الله العظيم

منذ إندلاع العمليات العسكرية المناوئة للسلطة المركزية بواسطة بعض الحركات المتمردة بالاقليم تعددت المنابر المنادية بحل القضية و لكن كل وفق هواه وبعيدا عن رؤى واجماع أهل الوجعة. ومنذ ذلك الحين ظلت المفاوضات ثنائية فقط مع من يحمل السلاح إبتداءً من أدس أبابا فى 28/05/ 2004 ثم بروتونولات أبوجا فى التاسع من نوفمبر 2004 مروراً بأبشى, انجمينا و مؤتمرات طرابلس الغرب الثلاث هذا فضلاً عن غير المعلن منها و قد فشلت جميعها فى تحقيق الأمن أو إعادة اللاجئين و النازحين الى ديارهم.

نحن فى تضامن دارفور نرفض مبدأ التدخل الأجنبى بجميع أشكاله . حيث ان للتواجد الأجنبى تبعات ثقيلة على أهل دارفور ولا يمكن إنكار تأثيره على الشعب السودانى قاطبة وإنعكاساتها السالبةً والمباشرة على الوضع الإجتماعى و الأخلاقى والصحى على أهلنا. كما نحذر من إستخدام بعض الجهات لدواعى مساعدة قوات الإتحاد الإفريقى كنافذة للتدحل فى شئون البلاد الداخلية.

ان جولة المفاوضات المرتقبة فى أبوجا يجب ان تراعى حساسية الواقع الإجتماعى بالإقليم و ان تشمل كل المعنيين بمشكلة دارفور, و ان لا يكون حمل السلاح عامل إمتياز أو تفضيل اذ ان ذلك من شأنه تعقيد الأمور و العودة بالمفاوضات الى المربع الأول.

ولضمان نجاح المفاوضات نلفت نظر جميع الأطراف الى الآتى:

1. يجب أن لا يكون التمثيل حكرا على من يحمل السلاح الآن بل يجب ان يشمل كل المعنيين بمشكلة دارفور.

2. يجب اشراك جامعة الدول العربية فى أسس الحل جنباً الى جنب مع الإتحاد الإفريقى كشهود على ما يتفق عليه أهل دارفور والسودان .

3. يجب أن تكون مفاوضان أبوجا هى المرحلة التى ينبغى أن تؤسس لملتقى جامع واسع التمثيل لجميع شرائح دارفور لحسم الجانب السياسى والأجتماعى من المشكلة ومن ثم العمل على إعادة إعمار ما خربته الحرب حتى يتسنى لنا اللحاق بركب التنمية و التقدم.

إن تضامن دارفور ظل ينادى بالحوار السلمى لنيل الحقوق من موقع قوة وإقتدار لإيماننا بأن السلاح لا يخدم قضيتنا وان الحرب لا تزيدنا الإ بؤسا وتعاسةً, كما ان الخاسر الأكبر من الحرب هم أهلنا البسطاء والذين باتو الآن يفترشون الأرض ويلتحفون السماء بل صاروا سلعة رائجة للعرض تارة بغرض التسول والأستجداء و تارة أخرى لتنفيذ مخططات قوى معادية و وسيلة لإثراء بعض الجهات المنتفعة من كوارث الآخريين.

وحسبنا أننا قد أوصلنا صوتنا للجميع حفاظا على وحدة المصير والتراب و إرث الأجداد.