بسم الله الرحمن الرحيم
بيان من العاملين بجامعة امدرمان الاهلية حول أحداث الحرائق الأخيرة
إلى الجمهور السوداني الكريم
يود العاملون بجامعة امدرمان الاهلية أن تطلع جماهير الشعب السوداني الكريم على حقيقة الأحداث الفاجعة التي تعرضت لها جامعتهم الأهلية.
أولاً: لم تكن الحرائق التي اندلعت في تسع مباني من الجامعة الاهلية نتيجة " شغب وسط الطلاب" كما طالعتنا بعض الصحف, وإنما عمل مقصود ومنظم سبق التهديد بالقيام به من قبل مجموعة من خارج الجامعة الاهلية اقتحمت بعـدد من البكاسي المحملة بالمسلحين والمواد المتفجرة .
ثانياً: تم حريق الجامعة بعد إنتهاء الدوام الرسمي في يوم الاربعاء 15يونيو واستغرق ما لا يزيد عن الساعة وسط ذهول واستغراب الطلاب والعاملين الذين كانوا حينها موجـودين.
ثالثاً: ظلت النيران تشتعل لفترة طويلة من الزمن فى وقت كنا نتوقع فيه ان يهرع رجال الشرطة والمطافئ على جناح السرعة للمحافظة على الارواح والممتلكات ، الا أن النيران ظلت مشتعلة حتى صبيحة اليوم التالى.و كما جاء فى بيان مجلس امناء الجامعة يبدو ان ماجرى"هو تخطيط اجرامى متكامل" يستهدف وجود الجامعة بالاساس.
رابعاً:يضم العاملون صوتهم الى مجلس امناء الجامعة فى المطالبة باجراء تحقيق قضائى نزيه يقول كلمة الفصل ويحدد مرتكبي هذه الجريمة البشعة .
خامساً:قبيل حرق الجامعة بثلث الساعة تقريباً تم اختطاف احد اعضاء هيئة التدريس بواسطة مجموعة من ثمانية اشخاص يستغلون عربة بوكس دبل كبينة بدون لوحات وادعوا انهم من جهاز الامن وعصبوا عينيه ويديه وانطلقوا الى مكانين مجهولين حيث أوِسع ركلاً ولكماً فى وجهه وضرباً بزجاجات المشروبات الباردة فى رأسه ، ولم يكتفوا بذلك وأمعاناً فى الأذى والاهانة قاموا بحلق رأسه و شاربه وحاجبيه.لقد مارسوا عليه شتى صنوف التعذيب والاذلال حتى أغمى عليه فألقوه على قارعة الطريق فى مكانٍ ناىٍ وغير مطروق حيث التقطه أحد المارة ونقله الى حوداث مستشفى بحرى.
ونحن نتساءل ماهى العلاقة بين هذا السلوك المشين فى حق الاستاذ وحق اى انسان بصفة مطلقة وبين احداث الحريق؟! أما لماذا قصد هذا الاستاذ بالتحديد فهى قصة اخرى سنفصلها في الوقت المناسب ونكتفي بالاشارة الى انها امتداد للتهديد بالمسدس الذي تعرض له السيد نائب مدير الجامعة قبل فترة على أيدي طلاب مفصولين اكاديمياً ينتمون الى نفس التنظيم الطلابي الذي استجلب العون الخارجي لحرق الجامعة.
سادساً: اننا من موقع المسئولية الملقاة على عواتقنا من اسر الطلاب وجماهير الشعب عموماً ندق ناقوس الخطر بان مثل هذه الممارسات من حرق لاصول الجامعة بتواطؤ واستعداء من قبل بعض بنيها ،واذلال وارهاب الاساتذة من بعض بنيها يجعل من التعليم مهذلة كبرى ويسخر من ارث السودانيين بتبجيل المعلم والاكبر سناً.
وان ما حدث لايعني الجامعة الاهلية وحدها, ولا العاملين وحدهم, وانما يهم كل مؤسسات التعليم العالي وكل استاذ جامعي, بل كل مواطن شريف يقف مع الحق.
سابعاً: برغم خطورة ماحدث من تدمير في الاصول والقيم فان العاملين بالجامعة يطالبون بفتح الجامعة فوراً واستمرار الدراسة, فهم على استعداد ان يسدوا كل النقص بالموارد الحالية المتاحة وانها كافية لاستمرار الدراسة وعليه فاننا لانرى مسوغاً البتة لاغلاق الجامعة تحت أي دعاوي.
ثامناً: من هذا المنطلق نناشد قوى شعبنا الحية من منظمات طوعية, ومنظمات حقوق الانسان, وروابط مهنية وشبابية ونسائية, واحزاب سياسية, ونقابات عمالية ان تقف صفاً واحداً دفاعاً عن:
- جامعة ام درمان الاهلية بوصفها ملكاً للشعب .
- قيم التعليم العالي والتعليم عموماً.
- قيم الديمقراطية التي وعدنا بفجر التحول اليها.هيئتي الاساتذة والموظفين والاداريين
بجامعة امدرمان الاهلية
الاحد: 18/يونيو 2005م
