بيان حول اتفاقية القاهرة للاستسلام
الى الشعب الصامد والثائر الشجاع، والى جند الشعب المرابطين في كل البقاع.
نقول عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم، ولا يضركم من تصالح او تخاذل اذا مضيتم في طريق العز وبغير الثأر ما رضيتم، وان اعلان توقيع الخذلان الذي حدث في القاهرة في وقت يصعد فيه الشعب حملته ضد النظام في الخرطوم بل وفي كل اركان البلاد، ويقدم كل يوم شهيد لاجل القضية وقد خرجت جموع الطلاب تصارع زبانية النظام حتى اغلقت العديد من الجامعات، وفي وقت ذروة ثورته، فاذا بالقيادات التقليدية والنفعية تخذله وتسقط رايته النضالية وتبيع الشعب وقضيته لحماية مصالحها، انها لحق مأساة مفجعة واتفاقية غير مرحبا بها حيث تقع كحجر في طريق السيل الشعبي لتوقف ثورته، ولكن الشعب الابي ماض في طريق الخلاص وفي انتفاضة شاملة لا تبقي ولا تذر من الرموز التقليدية النفعية.
ان طوفان التغيير وتياره الجارف وصوت الهدير لن يوقفه توقيع الاستسلام بين القيادات التقليدية او النفعية وبين رموز النظام العقائدي المتطرف، فانهم جميعا سيذهبون معا زبدا رابيا على حميل السيل، واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض، وسيبقى الشعب ورموز الحديثة والحرة وبعضا من الشرفاء الذين كانوا في ذلك التجمع لكنهم لم يستسلموا فسيبقون جميعا في الخنادق لاجل النزال ويواصلون النضال، حتى الخلاص من عصابات المافيا المتسترة بالدين.
ان رجوع وخنوع تلك الرموز المتصالحة والتي كانت السبب في فشل العمل المعارض ستة عشر عاما، فان ذلك الرجوع الى احضان النظام لا يعني سقوط راية النضال لان من خرجوا لاجلها لا يزالون في الرباط ضد النظام، ولن يرجعوا بغير اسقاط النظام، كما ان هذه النهاية المحزنة وما خلفته من مواجع مؤلمة لم تكن بالنسبة لنا بالمفاجئة فقد قلنا بحتمية حدوثها منذ عام 91 يوم ان رفضنا الانضام الى التجمع الوطني الديمقراطي بسبب عدم جدية الكثير من قياداته بل بعضهم كان يعمل سرا مع النظام وهؤلاء قد رجوع الى النظام قبل سنوات، والبعض الاخر فقد كانوا يسامونه ويغازلونه سرا لكسب وده لاجل مشاركته في حياته السياسية والنفعية حتى تآلفت قلوبهم وحدث الرباط الجديد والذي نحسبه مؤقت كزواج المتعة لن يستمر طويلا، وقد كان بالفعل قد تم منذ فترة ولكن اشهاره كان بالامس في السبت الحزين، ويكفيه سواء انه مبارك من قبل الدجال الترابي، كما نؤكد للشعب السوداني الغيور ان هذه الاتفاقية لا تلزمه بشئ ولا تمثله في شئ، وانما تثمل السماسرة الذين وقعوها وباعوا قضية الشعب وحقوقه المقصوبة وعروضه المنتهكة ودماء شعبه المهدرة مقابل مصالح شخصية وطائفية وحقائب وزارية وحقائب مالية ودراهم معدودة وكانوا فيه من الزاهدين من كلا الجانبين، وسيرجعون بعد شهر العسل من ضيافة النظام الى الصراعات الطائفية والمطالبة بالحقوق الشخصية والمسلسلات الترابية والمهدية والتاءات الاربعة والنقاط الرمادية المهدية وهلم جرى.
اننا في تجمع الوطنيين الاحرار نجدد العهد مع الشعب على رفع راية النضال وماضون في التحالف مع كل الشرفاء الذين يرون حتمية المواجهة الشعبية مع النظام. ونؤكد قرب اقكتمال التحالف بين المناضلين وفئات القوى الحديثة والاحرار حتى نعلن الساعة التاريخية لاكبر نزال، والتي يشهد فيها العالم على ساعة التحرير وليست اتفاقية التركيع، وسيشهد العالم على بسالة شعبنا ونرفع راية استقلالنا ويسطر التاريخ مولد شعبنا ولا نامت اعين الجبناء.عثمان حسن بابكر
رئيس تجمع الوطنيين الاحرار
[email protected]