على ضوء التطورات المتسارعة التى شهدها النصف الأول للعام 2005 ، وفى إثر إستكمال وتوقيع إتفاق القاهرة بين بعض قيادات المعارضة السودانيه وحكومة الخرطوم، فقد صار واضحا أن ساحة النضال الوطنى والقومى السودانى قد أفرزت متغيرات نوعيه جديدة واحتشد أفقها المنظور بإرهاصات لتحولات واحتمالات جد حاسمة وذات أثر بعيد.
تأسيسا على ما تقدم، تمت فى مساء الجمعة 24 يونيو 2005 الدعوة لإجتماع هام بمنطقة شمال كاليفورنيا الامريكيه، ضم ممثلى بعض احزاب المعارضه ومجموعة أخرى من السودانين الوطنيين المستقلين والمهمومين بقضايا التحول الديمقراطى فى السودان..
تداول المجتمعون قضايا الواقع السياسى الحالى بالسودن بعد إعلان القاهرة (16 يونيو 2005) وخلص الاجتماع للاتى:
1- إعتبار إتفاقيتى نيفاشا والقاهرة (رغم كونهما لا تمثلان المحطة الأخيرة في النضال من أجل التحوّل الديمقراطي والوفاق القومي) بمثابة معالم جديدة، جادة وبارزه فى المسار الطويل لنضال الشعب السودانى..! وما فات على المجتمعين إدراك أن قيادات دولة الخرطوم الامنية قد قبلت هذه الإتفاقية من موقع المناورة والضعف المقرون بالتربص وسوء النيه..
2 - إن الجوهرى والعملى فى الاتفاقيتين هو إتاحة الفرصة لإنتقال المعارضة إلى مواقع نضال جديدة هى الاسلم والاصح لانها مواقع الداخل، والإعلان المباشر عن زخم نضالى متصاعد بدأ من مطار الخرطوم وامتدّ داخل مفوضية الدستور وتواصل ليملأ هامش الصحافة الحرة ثم عانق الدوائر الجماهيرية الانتخابية التى غيَّبها قسراً ولمدة 16 عاما انقلاب 89 المشؤم.
3- قيادات المعارضة، رجالها ونسائها، تعود بالأساس الى أهلها وبلادها، إلى مريديها ومساجدها وكنائسها، الى جماهيرها السياسية ودوائرها الانتخابية. إن العودة الى الداخل هى تلك الخطوة الصحيحة التى توافقت مع توقيت سليم طال انتظاره والبحث عنه.
4- تأتى عودة المعارضة إلى الداخل بمثابة تقدير سليم وراشد لوضع سياسى متحوّل بوتائر متسارعة، و كردٍ سياسي حاسم على من أرادوا بقاء المعارضة ورموزها فى أضابير ومهالك الشتات الطويل واستحكام عزلتها عن جماهيرها، وعزلها عن حليفها الأصيل الممثل فى الحركة الشعبية لتحرير السودان.
5 - عليه فان ممثلى التجمع والحركة الشعبية وكافة قطاعات المعارضة يستمدون اليوم شرعية العودة والحماية استنادا على تصديهم لاستحقاقات النضال الملتحم مع الجماهير الواسعة والمستهدف إكمال التحول الديمقراطى والقومي الناجز دون مساومة أو نقصان..
ختاما.. فقد اختار الاجتماع وسمى مجموعة من نشطائه كلجنة تسيير وكلفهم بالاتى:
أ- التحضير والدعوة الى اجتماع موسّع وشامل لكافة ممثلى احزاب التحول الديمقراطى وممثلى حركات الكفاح القومى الديمقراطى فى دارفور وشرق السودان والوطنيين المستقلين
ب- تقديم مسودة برنامج للنشاط والعمل السياسي والأجتماعي المستمد من تطلّعات شعبنا الرئيسية للسلام والوحدة القومية والديمقراطية الحقه، وفقا للمؤشرات الاتية:
- تحديد الدور الذي يمكن أن تلعبه تنظيمات السودانيين في الخارج لدعم التحوّل الديمقراطي والبناء السياسي القومي.
- كيفية حشد الطاقات المهنيه والعلميه لصالح اعادة الاعمار فى السودان وبناء مقومات التنمية الاقتصاديه وفقا لمبادئ الديمقراطيه والعداله الاجتماعيه
- إستثمارالحملة الراميه لحشد واستقطاب الراى العام الامريكى ومنظماته الفعاله ولجان الكونغرس وبرلمانات الدول الاعضاء بمجلس الامن المختصه بالشأن السودانى لصالح معركه التحول الديمقراطى وتصفيه الدوله الامنيه فى السودان
لجنة التسيير بولاية كاليفورنيا / يونيو 2005