ترحب منظمة دارفور للسلام والتنمية بإتفاق إعلان المبادئ الذي تم التوصل إليه بأبوجا بين الحكومة السودانية وحركتي تحرير السودان والعدالة والمساواة لحل أزمة دارفور التي أزهقت أرواح مئات الآلاف من الأبرياء وشردت ما يزيد عن مليوني مواطن دارفوري عن ديارهم .
ولما كان لاسبيل إلى إحلال السلام وإرساء دعائم الوئام وبناء الإستقرار وإشاعة الطمأنينة وبسط الأمن وإنطلاق عجلة التنمية وخلق المناخ الجاذب للعودة الطوعية والمحفز للاجئين والنازحين الذين أجبرهم الصراع المسلح في إقليم دارفور المضطرب على مغادرة القرى والهجر فرارا من الموت والهلاك مستجيرين بالمجتمع الدولي حيث شكلوا ما إنعقد عليه الإجماع الدولي بأنه أسوأ كارثة إنسانية في تاريخ البشرية بعد مجزرة رواندا، إلا بإنعقاد الإرادة الوطنية الصادقة وتغليب المصلحة الوطنية على النزوات الشخصية وتحكيم العقل وإعمال البصيرة الثاقبة والوصول إلى إتفاق سلام شامل ودائم يضع حداً للنزاع المسلح في دارفور.
إن ما تم إنجازه وما أمكن التوصل إليه في هذه الجولة من المفاوضات بالإتفاق حول إعلان المبادئ الذي سيستهدى به في جولات التفاوض القادمة بغية إحلال السلام الدائم والعادل وتلبية إستحقاقاته من قسمة عادلة للسلطة والثروة وتمكين ابناء الإقليم من تدبير شئونهم وتوجيه عجلة التنمية الإقتصادية والإجتماعية والخدمية توجيها أفقيا منصفا، يعد إنجازا إيجابيا وخطوة مبدئية في مسيرة التسوية الشاملة.
لذا تود منظمة دارفور للسلام والتنمية أن تثمن كافة الجهود المخلصة والمساعي الحميدة التي بذلها الفرقاء والوسطاء وعلى رأسهم الرئيس النيجيري اوبسانقو ووسيط الإتحاد الأفريقي الدكتور سالم أحمد سالم وسكرتارية الإتحاد الافريقي والمجتمع الدولي ممثلا في الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية والتي أدت إلي نجاح هذه الجولة من المفاوضات وتتويجها بالتوقيع على إعلان المبادئ.
ومنظمة دارفور للسلام والتنمية إذ تشيد بهذه الخطوة الإيجابية نحو السلام والإستقرار إلا إننا نود أن نذكر جميع الأطراف المعنية بضرورة وأهمية الإيفاء بكافة الإلتزامات المترتبة عليها والناجمة عن ما وقعه الفرقاء سلفا من إتفاقات وبروتوكولات خاصة وأن ذلك الإلتزام والإيفاء يشكلان المعيار الحقيقي لصدقية النية ومصداقية التوجه لدى كافة الاطراف الموقعة في التقيد عمليا وميدانيا بما وقعت عليه واشهدت المجتمع الدولي على ذلك فضلا عن أنه تأكيد وتجسيد لرغبة تلك الأطراف في إحلال السلام الدائم والعادل والشامل في الإقليم وهو ما من شأنه تحفيزالمجتمع الدولي على تقديم المزيد من العون والمساعدات في المجالين الإنساني والإغاثي وإعادة إعمار وتأهيل مرافق الحياة الخدمية والإجتماعية التي دمرها النزاع المسلح .
كما نطالب كافة أطراف النزاع بإستثمار ما توافر من مشيئة دولية وانعقاد رغبة أممية تمثلت في الحضور الدولي والأممي الكثيف بابوجا في سعي حثيث ودؤوب ومثابر لا لغايه سوى وضع حد لذلك النزاع الدامي الذي أزهق الأرواح وأهلك الحرث ، وعدم إضاعة الوقت وتبديد الجهد فيما لا طائل منه لاسيما وأن لكل خافقة سكون.
وتنتهز منظمة دارفور للسلام والتنمية هذه الفرصة لتثمن جهود طلاب وأبناء دارفور بالداخل والخارج لمساهمتهم جميعاً في عكس أزمة دارفور وأبعادها الإنسانية في المحافل الإقليمية والدولية.
عبدالحفيظ آدم ابكر
مدير إدارة الإعلام والإتصالات
منظمة دارفور للسلام والتنمية
14يوليو2005م
www.dpado.org
www.darfurpeaceanddevelopment.org