الإمام الحبيب /الصادق المهدي
إمام كيان الأنصار ورئيس حزب الأمة القومي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ليس من شيم الأنصار ولا من خلق شباب حزب الأمة أن يخاطبوا أئمتهم في شئون كيانهم وحزبهم على مسمع ومرأى من الملأ فقد أستن أسلافنا منذ المهدية أدب المناصحة والمشاورة ما يغنينا عن ذلك، ولولا اضطررنا إليه ما سلكنا هذا الأسلوب فليسمح لنا الإمام الحبيب بأن نسمعكم اليوم جهاراً.

• هذا الكيان وهذا الحزب قاما على تضحيات تاريخية جسيمة ودفع فيهما الأجداد والآباء دماؤهم وأموالهم بدأ من شيكان وكرري ومروراً بالجزيرة أبا وانتهاء بانتفاضة 1976م، وبالتالي فإن أي دعوة من أي طرف بالتخلي عنهما أو تقويضهما هي خيانة لدماء أسلافنا وخيانة لروح والدتنا الأميرة مقبولة التي أعادت بناء الكيان من خلال أبنها الإمام عبد الرحمن المهدي طيب الله ثراه.

• رغم التاريخ الحافل بالمواقف الوطنية ورغم التجارب المريرة والدامية فإن ما يحز نفوسنا أن نرى الكيان والحزب يعيدان ارتكاب ذات الأخطاء وكأنهما لم يتعلما من دروس وعبر التاريخ.
• ولتوضيح ما نعنيه فقد سبق للحزب أن تحالف مع جبهة الميثاق الإسلامي فاستدرجونا وغدروا بنا في جزيرة أبا حيث دفعنا أرواحاً عزيزة ثم مكروا بنا مع مايو فأذاقونا مر العذاب عندما رفعنا شعار الصحوة وطبقوا فينا قوانين سبتمبر وكنتم وكنا أول الضحايا وقبعنا في سجونهم دهوراً، ودارت الأيام لتدخلهم في حكومتك الأخيرة إبان الديمقراطية الثانية وأنت لا تدري أنك قد أدخلت حية في دارنا فلدغنا جميعاً لدغة لم نبرأ منها حتى الآن ونحن مسئولون من ذلك أمام الشعب السوداني الذي سوف يسجله في تاريخنا.

• والآن تأتي أيها الإمام الحبيب لتمد يدك مرة أخرى لهؤلاء المكرة الغدرة الذين لا يرعون عهداً حتى ولو فيما بينهم ولا يفون وعداً وأن كان مع أنفسهم.

• الشعب السوداني وبعد أن عاش أسوأ تجربة سياسية في حياته مع هؤلاء قد قال كلمتهم فيهم، فلما المهادنة والتواطؤ ومسح الذقون مع هؤلاء يا أيها الإمام الحبيب.

• أشرف ألف مرة لكيان الأنصار وحزب الأمة أن يحملا لواء المعارضة لوحدهما إذا كان الخيار هو التنسيق مع هؤلاء. نحن مؤهلون وطنياً وأخلاقياً لقيادة معارضه مسئولة من دون أن نلطخ تاريخ وسمعة الحزب برزايا الجبهة الإسلامية.

• نتفهم دواعي ومتطلبات العلاقات الأسرية وصلات الرحم فجميعنا أبناء قبائل وأسر وعائلات كريمة ولكننا لا نقبل أن نمد يدنا للئيم يتمسكن ليصفعنا على خدنا ألف مرة ولا نتعلم الدرس.

إمامنا الحبــــــــــيب

• لقد بذلنا جهداً كبيراً أمام أهلنا لتبرير أخطاء الحزب المتكررة إبان فترات حكمنا القصيرة، دافعنا عن مبررات تصدير النواب، أخفاقات التنمية بدارفور والغرب عموماً، ضحايا يوليو1976م، مذكرة التجمع العربي عام 1987م، مجزرة الضعين، موقفكم الضعيف من أحداث دارفور الحالية وغيرها وغيرها من المحطات، حتى أن مصداقيتنا أمام الأهل بدأت في التآكل إن لم تدركها وندركها عاجلاً كما أن الشعور بالحرج أمام بعض تكتيكاتكم غدا أكثر مرارة.

• الشيخ الذي صافحته بالأمس وابتسمت أمامه على مرأى من الصحافة العالمية هو وحزبه وكوادره ودولاراته التي مزقت نسيج دارفور وضربوا القبائل بعضهم ببعض وزرعوا الفتن ونهبوا طريق الإنقاذ وما زالت محاولاتهم التخريبية جارية فإلى متى تظل أيها الإمام متردداً غير حازماً فالسياسي والزعيم من يتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب ولكن للأسف وبكل الصراحة عهدناك دائماً مضياعاً للفرص فبدأ الناس في احتقار شكيمة الأنصار وبأسهم!

• ما نوده ونأمله من الإمام الحبيب أن يراجع موقفه شخصياً وموقف الكيان والحزب في أسرع وقت ممكن لنتبوأ مقعدنا في المعارضة الوطنية مع الوطنين الأشراف لا أولئك الذين كانوا سبباً لهذه الثورة التي تعم أرجاء دارفور كفانا اختراقات من هذا الحزب اللعين الذي دمر السودان وإلا فسيكون لشباب الأنصار خيارات أخري.

وتقبلوا خالص التحية والتقدير

شباب كيان الأنصار وحزب الأمة بدارفور
دارفور الكبرى – الأراضي المحررة