بيانات صحفية سودانية
بيانات صحفية

خطاب مفتوح إلى فخامة الرئيس محمد حسني مبارك

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
1/12/2005 2:13 ص

فخامة الرئيس محمد حسني مبارك
رئيس جمهورية مصر العربية
التاريخ: 17 نوفمبر 2005
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
هذه المذكرة يا فخامة الرئيس لا سابقة لها في تاريخ العلاقات المصرية
السودانية، كما أنها الأولى من نوعها من حيث صدورها عن أول حزب سياسي نوبي في
تاريخ السودان المعاصر، إذ لم يكن للنوبيين السودانيين قبل الآن حزب خاص يعبر
عن خصوصياتهم الحضارية والثقافية وعن تطلعاتهم في حياة حرة كريمة في إطار
السودان الواحد الموحد.
فخامة الرئيس
إن علاقتنا بمصر التاريخية والمعاصرة علاقات بلا ضفاف تترامى بعيدا في الماضي
عبر التاريخ فيما ظلت على الدوام حريصة على استشراف المستقبل على قاعدة المصالح
المشتركة وحقوق الجوار وتبادل القيم المادية والثقافية والحضارية الرفيعة.
حافزنا لمخاطبتكم يا سيادة الرئيس، هو ثقتنا في حكمتكم وعقلانيتكم في سوس
الأمور صغيرها وكبيرها على المستوى الوطني كقمة من قمم الوطنية المصرية، وعلى
المستوى الإقليمي والدولي كرجل دولة من الطراز الأول، عوضا عن مواقفكم الثابتة
تجاه السودان وشعبه التي نوجزها في الآتي:


• استضافتكم الكريمة لملايين السودانيين منذ العام 1989 حتى قيل وقتها أن
السودانيين صوتوا بإقدامهم لصالح الوحدة مع مصر.
• قدرتكم المذهلة وفوق الإنسانية على التعالي فوق صغائر الأمور وكبائرها والعفو
مع المقدرة على من سعوا للتآمر عليكم تحت سمع وبصر العالم، حرصا منكم على حاضر
ومستقبل العلاقات السودانية المصرية.
• وقوفكم على مسافة واحدة من كل اقوي والجماعات والأحزاب والطوائف السودانية
والسعي الدءوب للتوفيق بينها حرصا منكم على وحدة السودان أرضا وشعبا.
فخامة الرئيس،
ظل ديدن النوبيين في شمال السودان تقديم الهم الوطني الكبير على الولاء الجزئي
لإقليمهم وثقافتهم وموروثاتهم الحضارية، وتمايزوا في هذا عن سائر القوميات
السودانية الأخرى بانخراطهم الكلي في هموم الوطن في وقت لجأت فيه قوميات أخرى
إلى ابتداع وسائل خاصة للدفاع عن مصالحها وخصوصياتها بحمل السلاح.
وقدم النوبيون تضحيات جسيمة عند قيام مشروع السد العالي وتهجيرهم غير المسبوق
في تاريخهم القديم والحديث عام 1964م، ولازالت الآثار المترتبة عن ذلك التهجير
تلقى بظلالها الكثيفة على الواقع المزري الذي يعيشه الإنسان النوبي من جراء
التهميش وغياب التنمية، ونالوا جزاء سنمار مقابل تضحياتهم المتصلة بأراضيهم
وثرواتهم السياحية وبنياتهم الاجتماعية، واجبروا على الهجرة في فجاج الأرض على
أمل العودة إلى الجذور في ظروف أفضل.


عكف النوبيون منذ عقود طويلة في محاولات مستميتة لدرء آثار الهجرات المقننة،
الطوعية منها والقسرية، عبر مؤسساتهم ونضالهم المستمر لإيقاف نزيف الهجرة
والنزوح ومحاولات تصفية الوجود النوبي أرضا وبشراً وثقافة، بتحريك عجلة التنمية
لتأهيل إقليمهم وتوطين الإنسان النوبي فوق أرضه التاريخية، وتمهيد السبل
للعائدين من المهاجر الداخلية والخارجية.
ولتحقيق نهضة اجتماعية واقتصادية شاملة بالإقليم النوبي، كان لابد وان تتجه
أنظار النوبيين وقرون استشعارهم كلياً إلى النهضة الزراعية والحوض النوبي كنقطة
ارتكاز للنهضة المأمولة.
إن صبر النوبيين حيال سياسات التفريغ المقننة بالإقليم النوبي والتي تمارسها
الأنظمة المتتالية ببلادنا لا يعني بأي حال من الأحوال قبولهم لما يحاك ضد
وجودهم بالإقليم أو المخاطر إلي تواجه خصوصيتهم الثقافية والتاريخية وهويتهم
النوبية.
فخامة الرئيس
إشارة إلى اتفاقية (الحريات الأربعة) المبرمة بين حكومتي السودان ومصر، بتعتيم
مدهش، فقد عبر النوبيون عن مرئياتهم تجاهها بأكثر من مذكرة قدمت للحكومة
السودانية ويهمنا أن نطلع فخامتكم على التالي:
1. إننا كسودانيين أولا وكنوبيين ثانيا نعلن ترحيبنا التام بالاستثمار المصري
ببلادنا وفق خطط دقيقة ومفصلة تخدم المصالح العليا للشعبين الشقيقين، وقابلة
للاستمرار والنمو تحت كل الظروف الطبيعية، مع وضع كامل الاعتبار للمصالح العليا
لسكان الإقليم الأصليين وتثمين تضحياتهم التي قدموها عن طيب خاطر.

2. إن بند التملك المؤسس على اتفاقية الحريات الأربعة (حقوق السفر والإقامة
والعمل والتملك)، يمس وبعمق مصالح النوبيين كسكان أصليين ولا يتصالح مع ما سبق
أن قدمه النوبيين من التضحية بمدينتهم الحدودية (وادي حلفا) وتهجير (50 ألف
نوبي) إلى خشم القربة في وسط السودان، ويتعارض بقوة مع الآمال العريضة التي
ينتظرونها ببزوغ فجر السلام والتطلع إلى إنشاء المشاريع التنموية المنتظرة لأهل
الإقليم خاصة، والسودان عامة.
3. إن استقرار الإقليم النوبي ونهضته اجتماعياً واقتصادياً هدف استراتيجي وأمني
للبلدين الشقيقين. لذلك وانطلاقا من موقفنا الثابت تجاه مصر ومن رؤيتنا العميقة
والواقعية للعلائق التاريخية والاقتصادية والاجتماعية بين البلدين، ومن قناعتنا
التامة بجدوى التكامل القائم بين محافظة أسوان والإقليم النوبي، نطمع في تدخل
فخامتكم بتوجيه من يلزم لتجميد هذه الاتفاقية من جانب مصر، في شقها الخاص بتملك
الأرض، على أن يعاد النظر في مجمل الاتفاقية، بواسطة حكومة سودانية منتخبة
وبمشاركة الحزب النوبي السوداني كممثل حقيقي لأصحاب الأرض من النوبيين المقيمين
والمهجرين.


فخامة الرئيس،
إن شعبنا منصرف كلياً نحو السلام واستحقاقاته وإعادة صياغة الدولة وسلطاتها على
أساس فيدرالي ونحن في الحزب النوبي السوداني نؤمن بان من واجبنا الأساسي هو
الدفاع عن وحدة السودان وحراسة اتفاقية السلام المبرمة بين حكومة السودان
والحركة الشعبية لتحرير السودان والتي تحيطها مخاطر حقيقية وتحديات. وعليه نرى
انه من غير الحكمة طرح قضايا هامة مثل التصرف في أراضي الحوض النوبي في وقت
يحشد فيه شعبنا كل طاقاته للحفاظ على وحدة أراضيه وتحويل الوحدة إلى خيار لا
ثاني له.

ونحن على ثقة يا فخامة الرئيس بأن مصر سوف تلعب دورا كبيرا في تثبيت وحدة
السودان وطننا نهائيا لكل أبنائه، وانها ستتعالى كما عهدناها على كل ما من شأنه
إثارة الشبهات أو الحساسيات في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به السودان، كما
يهمنا أن نؤكد لكم بأننا على استعداد لإجراء حوار شامل حول هذه القضية وغيرها
بكل وضوح في ظروف أفضل من التي تحيط بنا الآن.

الحزب النوبي السوداني
اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............ للمزيد من الاخبار

للمزيد من هذه التحليلات الاخبارية للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| آراء حرة و مقالات سودانية| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2006
SudaneseOnline.Com All rights reserved