شهدت العديد من مدن البلاد فى الأيام الماضية فى أعقاب إعلان إستشهاد الدكتور جون قرنق دى مبيور إنفلاتا أمنيا كبيرا أدى الى حدوث العديد من حالات الإعتداء على الانفس والممتلكات الخاصة والعامة ، حيث قتل وأصيب من جرائها العديد من المواطنين الأبرياء يمثلون كل الأعراق والسحن السودانية، هذا فضلا عن أعمال السلب والنهب والتخريب التى طالت العديد من الممتلكات وأدخلت الرعب والخوف والهلع فى نفوس الابرياء من الأطفال والنساء والأسر .

إن مسئولية هذه الأحداث المأساوية العنيفة والدامية تقع فى المقام الأول والأخير على عاتق نظام الأنقاذ الذى مازال مصرا على عقلية وتوجهات ما قبل 9 يوليو و 9 يناير ، ففشل فشلا ذريعا فى متابعة الحادث المريع الذى راح ضحيته النائب الأول لرئيس الجمهورية أحد رموز السيادة الوطنية للدولة ، الأمر الذى ترتب عليه التأخر فى فى إعلان النبأ المفجع ، بل إن السودانيين فى الداحل والخارج قد علموا بالنبأ من أجهزة الأعلام والمنظمات العالمية والتى هى نفسها التى إعتمد عليها النظام فى تاكيد النبأ . وحتى بعد الـتأكد من النبأ تباطأت أجهزة النظام فى الإعلان عنه الشىء الذى يضعنا أمام أحد خيارين كلاهما لا يعفى السلطة من المسئولية ، أولهما ضعف آليات إتخاذ القرار وإدارة الأزمات والتعامل مع الطوارىء كما يؤكد ضعف مراكز المعلومات والدراسات وأجهزة الرصد والتنبؤ الأمنى داخل أجهزة السلطة ، أو أن أجهزة السلطة قصدت بشكل أو آخر ان تسمح بوقوع هذه الأحداث المؤسفة لغرض تعلمه هى والأجهزة الأمنية التابعة لها ، خاصة وأن هذا النظام ظل طيلة الستة عشرة عاما الماضية يؤجج نار الفتنة ويزيدها إشتعالا بخطاب أصولى متشدد لا يخلو من غلو وتطرف . وعليه فقد كان من المتوقع أن يتخذ النظام إجراءات تحوطية منذ اللحظات الأولى التى تأكد فيها إحتفاء طائرة الشهيد الدكتور جون قرنق دى مبيور ، خاصة وأن هذا النظام عودنا بسرعة إستجابة أجهزته القمعية والأمنية تجاه كل الإنتفاضات الشعبية والطلابية ضده طيلة الستة عشرة عاما الماضية وما الأحداث فى جامعتى الجزيرة والسودان خلال الفترة الماضية لا دليلا دامغا على سرعة إستجابة هذه الأجهزة عندما تستهدف الأحداث النظام فى سلطته وكراسى حكمه .

جماهير الشعب السودانى المخلصة ،،،،،

إن تعامل السلطة مع هذه الأحداث بهذه الروح التى تنم على عدم المسئولية والإستهتار بأرواح ومقدرات الوطن والمواطنين ، جعل خيار الوحدة الذى ظل يبشر به الشهيد الدكتور جون قرنق أمام إختبار صعب يحتاج الى تضافر جهود كل القوى المؤمنة بالسلام والوحدة . وإننا إذ نحمل السلطة مسئولية هذه الأحداث الدامية وتوطؤ أجهزته المختلفة فى الأسراع بدرء الفتنة وإطفاء نيرانها قبل إتساع دائرتها التى يمكن أن تجعل مستقبل تماسك الوطن إتفاقية السلام أمام خطر ماحق.

إننا نناشد جميع قيادات الأحزاب السياسية والنقابات والإتحادات والمنظمات والهيئات المدنية ورجالات الدين الأسلامى والمسيحى وكل محبى السلام والحريصين على مستقبل هذه الأمة ووحدتها ، أن يمارسوا دورهم الطبيعى والطليعى فى توعية الجماهير بخطورة ما يجرى من أحداث وأن ينزلوا الى ألاسواق ومناطق تجمعات المواطنين وأن يتحركوا وسط الأحياء السكنية بإقامة المنتديات فى الميادين العامة وأن يتجهوا نحو الأفراد والجماعات بخطاب رصين متسامح يؤدى الى تهدئة الخواطر ويبصّر بالمخاطر المحدقة بالوطن ويشيع ثقافة السلام ويدعو الى المحبة والإخاء فى ظل الوطن الواحد

- عاش السودان موحدا متماسكا ،،،،،

- الرحمة لشهدائنا الأبرار والمجد والخلود لأمتنا ،،،،

الحزب الأتحادى الديمقراطى الهيئة العامة الخليج