الي جماهير شعبنا الصابرة:
تابعتم جميعا موجة العنف والعنف المضاد؛ والتي انفجرت بعد اعلان مصرع الدكتور جون قرنق دي مبيور؛ زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان؛ ورئيس الاقليم الجنوبي ونائب رئيس الحكم؛ حسب اتفاقات نيفاشا؛ والتي شملت مدن العاصمة المثلثة وبعض مدن الجنوب؛ واسفرت عن وقوع شهداء وضحايا وجرحي من ابناء شعبنا المكلوم.
ان حزبنا يدين كافة اعمال العنف الموجهة ضد المدنيين الابرياء ؛ ويدين بكل قوة؛ قتل ومهاجمة الابرياء على الهوية العرقية؛ سواء كان هؤلاء الابرياء من ابناء الشمال او الجنوب او الشرق او الغرب؛ ويقف ضد كل الدعوات والممارسات العنصرية؛ والتي لن تخدم ايا من مواطنينا؛ بل تزيد مكن جراح الوطن؛ وتصب الماء في طاحونة النظام الارهابي البشع في الخرطوم.
ان حزبنا يحمل هذا النظام الدموي الغاشم ؛ المسؤولية المباشرة والاساسية؛ عن كل قطرة دم زكية اهرقت؛ وعن كل ممتلكات حطمت؛ وعن كل حقوق انتهكت؛ في خلال يوم امس واليوم؛ واى احداث لاحقة؛ وذلك بسبب من سياسته في التعتيم؛ والكذب؛ وترك حبل الامن فارطا؛ وبتشجيعه المباشر وغير المباشر على اعمال العنف؛ بما فعل وما لم يفعل.
ان هذا النظام الذي جاء بايدلوجية العنف والكراهية والتفرقة؛ لا يمكن ان يعتاش الا بها؛ وهو نظام لا مصلحة له في اى سلام حقيقي؛ ولا نستبعد تورطه في اغتيال شريكه الجديد في الحكم؛ ونائب راسه؛ وهو في كل الاحوال مسؤول مسؤولية مباشرة عن احداث العنف الدامية التي جرت وتجري؛ في كافة انحاء السودان؛ ؛ والشرخ الاجتماعي والنفسي الذي احدثته في بنيان شعبنا ومواطنينا لسنين.
ان الاحداث الحالية تذكرنا بالاحد الدامي بعد ثورة اكتوبر؛ حين اطلقت اشاعة مغرضة باغتيال وزير الداخلية كلمنت امبورو؛ اندلعت بعدها اعمال العنف؛ في مخطط كان مقصودا به ضرب ثورة اكتوبر ومبدا الحل السلمي للمشكلة السودانية؛ واليوم نرى نفس المخطط ينفذ؛ من قبل عناصر واجنحة النظام؛ الذي كان دهاقنته وعرابيه؛ من ضمن المتامرين على ثورة اكتوبر.
ان حزبنا يدعو كافة المواطنين الي ضبط النفس؛ والى السمو على الجراح؛ والى تفويت الفرصة على الساعين بالفتنة ودعاة وتجار الحرب؛ ويدعوهم للانصراف عن دعوات العنصرية البغيضة؛ كما يطالب كافة القوى السياسية والاجتماعية بادانة مسلك هذا النظام المستهتر؛ في التعامل مع الازمة؛ كذبا وتعتيما في البداية؛ وتقاعسا وغيابا عن واجباته كسلطة تزعم انها تقوم بتوفير الامن ثانيا؛ وتغاضيه عن سموم الكراهية والحقد والعنف التي تبث من منابره لسنوات؛ولا تزال؛ ثالثا؛ والي مواجهته بجبهة واسعة من اجل السلام الشامل العادل؛ والديمقراطية الحقيقية والحكم الدستوري؛ اذ ان هذا النظام هو اكبر الاخطار على مستقبل السودان ووحدته وامن مواطنيه.
كما يؤكد حزبنا ما جاء ببيانه امس؛ من ضرورة التحقيق والنزيه في مصرع الدكتور جون قرنق؛ ونربط عدالة ونزاهة ذلك التحقيق بان يكون تحقيقا دوليا؛ لا يشرف عليه نظام الخرطوم المتامر والكاذب؛ وذلك لكشف كل الحقائق؛ لان في الحقيقة فقط؛ يكمن طريق التصالح والعدالة واعادة اللحمة الاجتماعية المشروخة.
ان حزبنا اذ يترحم علي الشهداء في هذه الاحداث االاليمة؛ ويتضامن مع كافة ضحاياها؛ فانه يطالب بتعويض اسر كافة الشهداء؛ وكذلك تعويض كل الجرحي وكل من فقد ممتلكاته؛ في احداث العنف الدامية تلك؛ وان تقوم الدولة بذلك التعويض؛ وذلك لمسؤوليتها المباشرة عن انفراط الامن؛ وعن التسبب بتلك الاحداث الدامية؛ وضرورة محاسبة كل المسؤولين امنيا وسياسيا وجنائيا عنها؛ من قادة النظام وكوادره؛ وومن شارك في اعمال العنف والتقتيل والتخريب والانتهاك.
الحزب الليبرالي السوداني
2 اغسطس 2005
http://slp.liberalsudan.org