الحكومة القومية الانتقالية هي الخطوة الأولى الصحيحة الممكنة باتجاه الحل
جماهيرنا الصامدة ؛
لم يعد موضوع جدل ولا خافياً علي أحد المدى الخطير الذي بلغته الأزمة السودانية نتاج السياسات التي ينتهجها نظام الجبهة القومية الإسلامية ، منذ انقلابه في 30 يوينو 1989م من خلال تبنيه للمشروع الحضاري الذي أورد البلاد والعباد موارد التهلكة والضياع .
إن قرارات مجلس الأمن الصادرة في الشأن السوداني طيلة الفترة الماضية، وآخرها القرار رقم 1593، تؤكد جميعها إن نظام الحكم القائم الآن ظل عاجزاً عن حل قضايا الوطن ولا موثوقاً به من قبل الشعب السوداني ولا الأسرة الدولية وغير مؤهل لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية المنشودة . نحن الآن مطالبين كشعب سوداني ـ لا كنظام حاكم ـ بالتحرك وإثبات أننا شعباً سودانياً قادراً علي تصريف أموره ومعالجة مشاكله والتعاطي مع الأسرة الدولية بصورة إيجابية.
إن الدفع باتجاه المواجهة مع الأسرة الدولية هو موقف خاطئ ومتهور، ويخفي خلفه مزيد من التكريس للدولة البوليسية وقمع المعارضين ؛ أن الوضع الطبيعي هو أن تتم محاكمة المواطنين السودانيين من قبل مؤسساتهم العدلية وداخل وطنهم ، إلا أنه وبالنظر للانهيار الكامل وغياب الشفافية والحياد في الأجهزة القضائية القائمة ، وفوق كل ذلك استمرار معاناة أهلنا في دارفور، فإنه لم يعد أمامنا إلا إعمال العقل والتعامل بموضوعية وتغليب مصلحة الوطن علي المصالح الفردية للمتهمين .
إن التمسك الأعمى بسدة الحكم والخوف من المساءلة القانونية، سيدفع بلادنا لا محالة نحو أحد إحتمالين :
الأول هو التدخل الكامل والوصاية الدولية الصارمة والمباشرة علي كل تفاصيل الحكم والدولة السودانية .
والإحتمال الثاني هو انتفاضة الأغصان ، طريق التغيير السلمي الذي جربته جماهير شعبنا وتعلمت أن تلجأ إليه كلما بلغت أمور البلاد حداً لا يمكن السكوت عليه أو التصالح معه . وفي هذا السياق نحي انتفاضة أبريل 1985م المجيدة .
جماهيرنا الصامدة ؛
نحن هنا ندعو الجميع ، حكومة ومعارضة ، وكل مؤسسات المجتمع المدني ، بل كل فرد سوداني ، للعمل والاتفاق علي عقد المؤتمر القومي الذي يقود لتشكيل حكومة انتقالية قومية تحظى بثقة الشعب السوداني والأسرة الدولية تتولى المهام التالية :
إنفاذ اتفاقية السلام الموقعة في نيفاشا .
الوصول لحل عادل وشامل لكل قضايا السودان وعلي رأسها قضايا دارفور والشرق .
معالجة الأوضاع الناجمة عن قرارات المؤسسات الدولية بشأن السودان .
التحالف الوطني السوداني
الخرطوم - 6 أبريل 2005 م