بيان من حركة تحرير السودان
حول التوتر الناشئ بين دولة تشاد وحكومة الخرطوم
تواترت في الآونة الأخيرة جملة من الأحداث والتطورات ذات الصلة بالصراع الجاري في دارفور ، حيث إنداحت دائرة هذه التطورات لتشمل العلاقات بين حكومة الخرطوم ودولة تشاد الي درجة تبادل إتهامات المباشرة. وتأتي هذه التطورات في العلاقة بين البلدين علي خلفية قيام نظام الخرطوم بحشد أعداد كبيرة من مليشيات الجنجويد تقدربثلاثة آلاف ، مدججين بكافة أنواع الأسلحة ونشرهم علي طول الحدود مع الجارة تشاد ، مما دعى الحكومة التشادية ومطالبتها الحكومة السودانية بالكف عن إيواء المعارضة التشادية داخل اراضيها وضرورة طردها ومن ثم تقديم تفسير لهذا السلوك. وتبع ذلك إعلان الحكومة التشادية تجميد وساطتها لحل مشكلة دارفور بين نظام الخرطوم وحركات التحرر. وإزاء كشف المخطط لم يكن أمام حكومة الخرطوم سوى الإعتراف. بيد أن هذه الحشود الجنجويدية المدعومة بالقوات المسلحة السودانية وتحت إمرتها وأمرها المباشر لايقتصر عملها علي حرب أهل دارفور وإبادتهم كما يجري الآن فحسب ، ولكنها أيضاً تشكل صميم المعارضة التشادية ضد نظام الحكم القائم الآن بدولة تشاد وهي بذلك معبأة تماماً للإنقضاض علي النظام الحاكم والإستيلاء علي السلطة هناك. كما أكدت المعلومات الواردة إلينا ان من بين هذه الحشود المئات من عناصر الجنجويد الذين تم تدريبهم علي أنماط وفنون قتال علي شاكلة (تنظيم القاعدة الإرهابي) بإحدى الدول العربية، كما تشتمل الحشود علي طول الحدود بين البلدين علي فرق متخصصة في الخطف والإغتيال والتفجيرات وكافة أنماط التدمير المعروفة لتلك المدرسة الإرهابية المحترفة .. وبإستقراء قرائن الأحوال يتضح جلياً أن الإعتداء الغاشم علي القنصل التشادي في تلك البؤرة المتوترة قد جاء تأكيداً علي ما ذهبنا إليه ودليلاً قاطعاً علي التحول النوعي للصراع في المنطقة بدخول اطراف ذات اجندة جديدة وهذا التطور يمثل حلقة أُخري في مسلسل الإنهيار الأمني في المنطقة وهو المشروع الجديد لنظام الخرطوم الذي يهدف الي إدخال المنطقة بأسرها في بحر من الفوضي الإمنية وجر الجميع الي ذلك المستنقع الآسن. وحيال هذا الوضع المقلق ، يؤكد جيش حركة تحرير السودان موقفه الثابت والمبدئي بعدم السماح لنظام الخرطوم الفاشي وطلائعه من مليشيا الجنجويد بالعبث بأمن المنطقة وتحويلها الي مسارح للصراع الخارجي وإيواء معارضات للدول الشقيقة والصديقة ، ونتساءل : الم تكن دولة تشاد في الأمس القريب هي الحليف والوسيط والصديق ؟ أم أن الفاشيين من مجرمي الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في دارفور أصبحوا لا يطيقون الرئيس التشادي الموقر بعد أن تجلّت له حقيقة نوايا نظام الخرطوم لا سيما شهادته علي إعلان رئيس نظام الخرطوم حرب التطهيرالعرقي في مدينة الفاشرعاصمة ولاية شمال دارفور بتاريخ 2/4/2003م وخوف الخرطوم من أن يؤدي فخامة الرئيس التشادي شهادة الحق إذا طُلِبت منه . إن اول من يتضرر من هذه الحشود المتراصة علي طول الحدود بين البلدين هم اللاجئون من أهل دارفور الذين لجأوا الي تشاد وهم مستهدفون من الحكومة السودانية وجنجويدها في إطار التخلص من آثار الجريمة وطمس البينات ونبش القبور الجماعية ..عليه فإن جيش حركة تحرير السودان يؤكد بأنه لن يسمح للمخطط أن يبلغ تمامه ، ولن يسمح أن تؤتىَ تشاد من بوابة الاراضي التي تسيطر عليها . كما تناشد المجتمع الدولي عامة ومجلس الأمن بصفة خاصة الإسراع بنجدة أهل دارفور من قوي الإرهاب العالمي المتمثلة في النظام المجرم في الخرطوم واشياعه من الجنجويد والإرهابين وذلك بسرعة تنفيذ القرارات (1590) (1591) و (1593) لإيقاف مخطط الحقد الناجم عن فشل نظام الخرطوم في تحقيق غاياته في إستكمال مخطط الإبادة .
والنصر لنا.. والمجد والخلود لشهدائنا الابرار
حركة جيش تحرير السودان
الامانة العامة –أسمرا/إرتريا
17/4/2005 م