تبيّان وتوضيح

لا تَسْتَتِر على العالمين الأهمية الفائقة التى يتمتع بها الإعلام، على إختلاف أشكاله المرئية والمسموعة فضلاً عن المقروئة، التى إحتلها فى دنيا السماوات المفتوحة وعالم التكنلوجيا الرقمية الذى نحياه والأمثلة الدالة على ذلك تستعصى على الحصر والتحديد. فقد تناولت بعض وسائل الإعلام الألكترونية، طاعنة بذلك فى خصيصة مهمة من خصائص العمل الإعلامى ألا وهى مصداقية ما يتم تصديره من وعى للمتلقين، إذ صدّرت بين عناوينها الرئيسية خبر يفيد بفض قوات الأمن المصرية لإشتباكات حادة بمكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان بالقاهرةّ‍ .. ما هو الخبر؟؟ وما حقيقته؟‍.
الخبر أنه فى يوم الأحد الموافق 10 أبريل 2005 تهجمت مجموعة بربرية لا تمت إلى التنظيم بصلة على مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان بجمهورية مصر العربية بغرض الإستيلاء عليه وتسيير شئونه بعد تفريغ أعضائه منه. وقد إنتقت تلك المجموعة بعض الصحافيين المأجورين لتغطية ذلك الحدث خدمة لجهات يعلمونها ونعلمها جيداً وتعلمها تلك الجهات بالضرورة.

تجلية وتوضيح ..
حقيقة الخبر، المعلومة للجميع طوال الوقت، أن مجموعة الكومبارس التى نذرت نفسها لتنفيذ مخطط أخرين بالوكالة كانت مرصودة من قبل أجهزة مكتب الحركة الشعبية التنظيمية والسياسية، إذ توفرت من الأدلة والقرائن ما يؤكد ما إنتهينا إليه من زعم. فاللغط المكتوب الذى أعملته تلك المجموعة ووجهته إلى قيادة الحركة الشعبية يستند إلى منطق داخلى كسيح يعوزه الترابط الموضوعى والعضوى فى آن معاً، يدل على ذلك –بصورة لا حصرية- إشتمال القائمة التى تسلمنا نسخة منها فى يوم الأحد الموافق 10 أبريل على تسعة عشر إسماً يطرحون أنفسهم بديلاً جيداً لقيادة المكتب الحالية، لتفجئونا قائمة أخرى فى يوم الإثنين الموافق 11 أبريل مغايرة للأولى وفى ذلك عبث يقول بعدم نضوج هؤلاء وإكتمال سنى رشدهم السياسى يُحار المرء فى توصيف تفسيره.
أمر آخر قمين بتسليط الضوء عليه هو إختزال عضوية الحركة الشعبية لتحرير السودان بجمهورية مصر العربية فى 127 عضواً يأتمرون فى مقاهى القاهرة وأزقتها ويديرون شئون "الحركة الشعبية" فى الوقت الذى يفوق فيه تعداد عضوية الحركة الشعبية المسجلة ضمن السجلات الرسمية المودعة لدى المكتب أضعاف هذا الرقم الهزيل وتلك أضحوكة لا نتلبث عندها كثيراً.

ضلال الإعلام المأجور ..
إبتدار هذا التبيان بالحديث عن الإعلام وأهميته على مستوى العالم/القرية بفضله؛ والذى نتساكنه مع الآخرين لم يأتى إعتباطاً. فالإعلام كمؤسسة ضمن مؤسسات خلق الوعى وتشكيل الرأى العام يضطلع بدور أعظم وأسمى من الدور الذى تم توظيفه فى صياغة الخبر المشار إليه بعاليه والذى غطته الصحفية "الألمعية" سيئة الذكر. وها هنا ننتهز هذه السانحة لتحذير أولئك الذين يعلمون على تصوير المشكل السودانى بالصورة القبلية التى يطرحون بها أراؤهم ودوزنة قالاتهم و"أخبارهم" على ذلك الوتر وتشكيل الرأى العام بذلك فى هذا التوقيت الدقيق من تاريخه، وهو ما لم تقوى الصحفية المذكورة سلفاً على ذكره صراحة فى ثنايا وصاياها لرئيس الحركة الشعبية وكبار قادته، لهو أمر بالغ الخطورة يصب فى مصلحةأولئك الذين يفيدون من عدم إستقرار الأوضاع فى السودان والإتجار بذلك.

أخيراًَ، تسهجن قيادة وأعضاء مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان بالشرق الأوسط والخليج المسلك المشين الذى إنتهجته مجموعة الكومبارس ولاعبيها الأساسيين ومحاولتهم اليائسة، تارة باللعب خارج الحلبة وتارات أخرى باللعب فى الزمن الضائع، الإنتقاص مما تحقق بتوقيع إتفاقية السلام الشامل بين الحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السودان وحكومة السودان التى أنجزت، الإتفاقية، من بين ما أنجزت أن حقنت الدماء والتى جاءت خصماً على مصالحم الشخصية ناسين أو متناسين للمعاناة التى تكبدها المهمشون فى السودان من أقصاه إلى أدناه، كما نرفع عقيرتنا بالتحذير لأولئك الحالمين بنعش الحركة الشعبية طافياً على ضفة النهر أن كفوا عما أنتم ماضون فيه وإلا ستحصدون ما ظللتم تحيطونه برعايتكم وهيهات هيهات أن تفلحوا فى تحجيم قومية الحركة الشعبية التى إمتد أدبها السياسى إلى شمال السودان الأقصى كأبلغ ما يكون التدليل على قوميتها المنكورة.
ونطمئن، فى ذات الآن، جماهير الحركة الشعبية لتحرير السودان بالشرق الأوسط والخليح وجمهورية مصر العربية بصفة خاصة وجماهير السودان الجديد فى أرض الوطن كانوا أو فى منافى الشتات بأنه قد تم إحتوء الموقف بفضل القيادة الرشيدة لمكتب الحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السودان بقيادة ممثل الحركة الشعبية والجيش الشعبى لتحرير السودان بالشرق الأوسط والخليج، ملونق مورويل قوم، والشعبة السياسية وأعضائها التنفيذيين برئاسة الرفيق تانقون سبت فرج الله، وسيظل المكتب مفتوحاً أمام جماهيره العريضة فى كل الأوقات على الرغم من حياكة المؤامرات وهندسة الدسائس، ونؤكد على الوقوف خلف قيادة الحركة الشعبية بقيادة الدكتور جون قرنق دى مابيور ورفاق قيادته حتى يتحق الحلم .. حلم دولة القانون والمؤسسات .. دولة السودان الجديد.

عاشت الحركة الشعبية رمزاً لخلاص المهمشون فى أرض السودان،،،
وعاش نضال الجيش الشعبى رقماً يستعصى على النسيان،،،
والمجد والخلود لشهدائنا الأطهار،،،