فشلت، أمس، محادثات استمرت يومين في بروكسيل بين الحكومة السودانية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في شأن نقل مهمات الاتحاد الأفريقي في دارفور إلى قوات دولية. وصعّدت الخرطوم من تعبئتها وقرعت طبول الحرب في البلاد قبل إن يقرر الاتحاد الافريقى اليوم بقاء قواته في الإقليم أو نقل مهماتها إلى المنظمة الدولية.
وعادت إلى العاصمة السودانية الأجواء السابقة خلال الحرب الأهلية في جنوب البلاد، إذ رُفعت لافتات في الطرق تدعو إلى الاستعداد لمنازلة «الغزاة والعلوج والمارينز» في دارفور، وتجوب الطرقات سيارات عسكرية مدرعة تحمل جنوداً مدججين بالأسلحة، كما عاد متطوعو «الدفاع الشعبي» إلى التجول بزيهم العسكري يطوقون رؤوسهم بشارات حمراء مكتوب عليها «مستعدون للموت» بعدما منعتهم السلطات في وقت سابق من ذلك.
وركزت محادثات أجراها نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه في بروكسيل مع المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافير سولانا ومساعد وزيرة الخارجية الاميركية روبرت زوليك ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ألفا عمر كوناري على إيجاد تسوية في شأن نقل مهمات الاتحاد الأفريقي في دارفور إلى الأمم المتحدة. وتمسك طه بموقف حكومته الرافض استبدال قوات الاتحاد الأفريقي في دارفور بقوات دولية. وجدد وزير الدفاع السوداني الفريق عبدالرحيم محمد حسين رفض حكومته القاطع دخول أي قوات دولية إلى إقليم دارفور، ودعا المجاهدين في الخرطوم إلى تكوين 21 كتيبة مقاتلة والتوجه بها إلى إقليم دارفور «لتطهر أرض القرآن، والجهاد في غرب البلاد». وأقسم حسين بألا تطأ أرض دارفور أقدام من سماهم «الأنجاس».
أما مستشار الرئيس السوداني الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل فقال في مؤتمر صحافي ليل أمس ان ليس من حق الاتحاد الافريقي نقل مهماته في دارفور إلى الأمم المتحدة، و»إذا تكاثفت عليه الضغوط عليه الانسحاب من الإقليم»، موضحاً إن حكومته لديها خيارات عدة إذا قرر مجلس السلم والأمن الافريقي نقل المهمة الأفريقية إلى المنظمة الدولية، مشيراً إلى إن الحكومة ستبعث بنائب الرئيس علي عثمان طه عقب عودته من بروكسيل إلى ابوجا لتسريع المحادثات المتعثرة مع المتمردين، ولا تمانع في مناقشة طلبهم منحهم منصب نائب الرئيس على الرغم من إن ذلك محسوم بحسب اتفاق السلام في جنوب البلاد.
وفي باريس (أ ف ب، رويترز) شدد ممثلو الدول المانحة للسودان على ضرورة التوصل الى اتفاق سلام في دارفور وذلك خلال افتتاح اجتماع عقدوه أمس للبحث في موضوع المساعدات التي سترسلها بلدانهم الى السودان.
وقال زوليك ان قوة الأمم المتحدة يمكن ان تشكل استناداً الى قوة الاتحاد الافريقي وأن تضم المزيد من القوات الافريقية والآسيوية. واضاف في مؤتمر صحافي: «سنقترح تشكيل هذه القوة استناداً الى بعثة الاتحاد الافريقي التي يمكننا أن نجعلها أقوى ونرى أنه يمكن أن يكون بها مزيد من المكونات الافريقية والاسيوية». واعلن أن الولايات المتحدة تنوي اضافة 500 مليون دولار الى 1.7 بليون دولار تعهدت تقديمها فعلاً خلال عامي 2005 و2006 للمساعدة في تنمية السودان.