وتحدث سولانا بعد يومين بذل فيهما جهودا لم تسفر عن نتيجة حاسمة لاقناع علي عثمان محمد طه نائب الرئيس السوداني بقبول بعثة أكثر قوة من الامم المتحدة لوقف عمليات القتل في المنطقة التي تقع في شرق البلاد.

وقال سولانا لرويترز انه لا يمكنه ضمان موافقة الاتحاد الافريقي يوم الجمعة على تسليم العملية الفاشلة للامم المتحدة.

وقال طه عندما كان في بروكسل ان السودان يمكن أن يدرس دورا غير محدد للامم المتحدة اذا اسفرت محادثات سلام مع المتمردين في العاصمة النيجيرية ابوجا عن تسوية سياسية للصراع.

وأضاف طه لرويترز مساء الخميس "اذا كانت هناك تسوية سياسية.. فمن اجل توفير ضمانات تجعل التسوية مستمرة.. يمكننا ان نبحث في دور الامم المتحدة."

لكن سولانا قال ان ذلك مقيد للغاية.

وابلغ سولانا رويترز "هذا موقف مبالغ فيه بعض الشيء.. لانه يعني انه لن يقبل الا بعد ان تحقق محادثات ابوجا نتائج لكننا لا يمكننا ان نغامر بعدم البدء بالتخطيط اذا تطلب الامر في حال استمرار محادثات ابوجا لفترة طويلة."

وأجرى سولانا محادثات مكثفة استمرت يوما مع طه ومسؤولين بارزين من الاتحاد الافريقي والامم المتحدة والولايات المتحدة يوم الاربعاء وسط ضغوط متنامية من أجل تدخل غربي لانهاء العنف والازمة الانسانية في دارفور.

ولدى الاتحاد الافريقي حاليا قوات قوامها نحو سبعة الاف جندي تفتقر للتجهيز في دارفور لكنها لم تتمكن من وقف عمليات القتل التي راح ضحيتها الالوف وشرد نحو مليونين في الاعوام الثلاثة الماضية.

ويقول مسؤولون من الامم المتحدة ان السودان ارسل دبلوماسيين لمختلف ارجاء افريقيا خلال الاسبوعين الماضيين لحشد التأييد لرفض تسليم مهمة حفظ السلام للامم المتحدة.

وخرج الوف من السودانيين في احتجاجات في الخرطوم على نشر قوات للامم المتحدة يوم الاربعاء يهتفون "تسقط امريكا".

وبعد الحملة الاعلامية التي قادتها الحكومة ضد تدخل الامم المتحدة توترت المشاعر القومية في السودان.

ومن المقرر ان يبحث الاتحاد الافريقي الامر في اجتماع في اديس ابابا يوم الجمعة.

وقال طه "لا نرى لماذا يتعين ان يتم تسليم المهمة في هذا الوقت بالتحديد." وأضاف ان هذا من شأنه صرف الانتباه عن حل الصراع في محادثات ابوجا.

وفي الخرطوم قالت المعارضة السودانية يوم الخميس انها تؤيد خطة تسليم مهمة حفظ السلام في دارفور للامم المتحدة وشجبت الحملة الاعلامية التي تشنها الحكومة ضدها.

وقالت مريم المهدي المتحدثة باسم حزب الامة المعارض "مظاهرت الامس جاءت في اطار جهود الحكومة للتأثير على الرأي العام... انهم ينفذون جهدا اعلاميا مخططا ومضللا."

واضافت "الامر خطير جدا لانه قد يجر السودان الى مواجهة غير منطقية مع المجتمع الدولي."

ويقول ساسة من المعارضة ان رد فعل الحكومة المتوتر يحركه الجيش الذي يخشى أن تطلب المحكمة الجنائية الدولية التابعة للامم المتحدة من قوات المنظمة في دارفور بعد ذلك القبض على المتهمين في جرائم حرب.

وقال بشير ادم رحمة ممثل حزب المؤتمر الشعبي ان الحكومة خائفة من أنه اذا وصلت المحكمة الى مرحلة الاعتقال فان قوة الامم المتحدة ستنفذ ذلك.

وادانت الولايات المتحدة أعمال العنف في دارفور ووصفتها بانها ابادة جماعية واتهمت حكومة الخرطوم بقتال الحركات المتمردة المشكلة في أغلبها من غير العرب في دارفور عن طريق تسليح ميليشيات عربية تعرف باسم الجنجويد.

وتنفي الخرطوم الابادة الجماعية قائلة انها لم تسلح سوى بعض القبائل وتنفي أي صلة لها بالجنجويد.

ونفذ الجنجويد عمليات اغتصاب وسلب في دارفور وروعوا القرويين ودمروا المحاصيل واحرقوا المنازل في صراع مستمر منذ ثلاث سنوات شرد نحو مليونين.

من انجريد ميلاندر واوفيرا مكدوم