 |
 |
 |
 |
|
 |
 |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
الخرطوم بروكسل واشنطن نيروبي، طرابلس “الخليج”:
تواصلت المظاهرات الرافضة لإرسال قوات دولية إلى إقليم دار فور أمس في العاصمة الخرطوم التي أصيبت حركة المرور فيها بالشلل مع تدفق عشرات الآلاف للمشاركة في المظاهرة هاتفين بسقوط الولايات المتحدة، وطرد القائم بالأعمال الأمريكي إلى جانب ممثل الأمم المتحدة، وأمهلوهما 48 ساعة، وبلغ الأمر التهديد ب”التصفية الجسدية” لهما وتكليف سرايا نوعية للقيام بتلك المهمة حسب ما جاء في بيان للاتحاد العام لطلبة الخرطوم الذي شارك في المظاهرة.
وحمل المشاركون في المظاهرة لافتة كتب عليها “دارفور ستصبح مقبرة للغزاة”. وسلم المتظاهرون بيانا لمكاتب الأمم المتحدة يطالب بالترحيل الفوري لكبير مبعوثي المنظمة الدولية في السودان يان برونك. وانضمت نساء سودانيات يحملن بنادق “الكلاشينكوف” إلى المسيرة. وأعلن استعدادهن لقتال القوات الأجنبية، وحشد وزير الدفاع عبدالرحيم محمد حسين قوات في مواجهة التدخل في مظاهرة عسكرية في الخرطوم. وردد الجنود كلمات الجهاد والانتصار والشهادة. وقال حسين “ان الشهداء في الجنة”.
وتأتي تلك المظاهرات قبل اجتماع وزراء الخارجية الأفارقة غدا (الجمعة) ليقرروا إن كانوا سيطلبون من الأمم المتحدة تولي السيطرة على بعثة قوامها 7000 فرد تراقب حاليا وقفا هشا لإطلاق النار في دارفور. وقبل اجتماعهم عقد مسؤولون غربيون كبار محادثات في بروكسل مع مسؤولين سودانيين في محاولة لإقناعهم بالموافقة على نشر بعثة قوية للأمم المتحدة في دار فور، وفي بروكسل اجتمع خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي مع نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه لتصعيد الضغوط على السودان لقبول قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة. وقال مسؤول بالاتحاد الأوروبي “طه لاعب أساسي في الحكومة السودانية... ونأمل في ان يستمع الى الرسالة”. وقال نائب وزيرة الخارجية الأمريكية روبرت زوليك الذي انضم إلى المحادثات أمس انه سيسعى من اجل فكرة قوة للأمم المتحدة. وقال زوليك في بيان قبل ان يغادر واشنطن “نعتقد انه إلى أقصى حد ممكن يجب ان تدمج قوات الاتحاد الإفريقي في دارفور في بعثة الأمم المتحدة التي يجب أن يقوم فيها الأفارقة بدور رئيسي في القيادة”.
وفي العاصمة الليبية طرابلس أعلنت مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون الإفريقية جانداي فرايزر أمس ان الولايات المتحدة تدعم وجود قوة الاتحاد الإفريقي في دارفور التي تحتاج أيضا إلى مساعدة الأمم المتحدة. وقالت فرايزر انها جاءت للتشاور مع المسؤولين الليبيين “لتحقيق حل سياسي لمشكلة دارفور خصوصا أن ليبيا لديها دور كبير تؤديه ولديها تأثير كبير في المنطقة خصوصا في السودان ودار فور وكذلك في تشاد”. وأضافت “لذلك طلبت مني كوندوليزا رايس الحضور إلى ليبيا للتشاور مع المسؤولين”، مؤكدة أن الليبيين ابلغوها انهم “يدفعون إلى الأمام جهودهم للوصول إلى حل سياسي سلمي في دارفور”. وفي كينشاسا اعتبر رئيس قسم حفظ السلام في الأمم المتحدة جان ماري جيهينو أمس أن إحلال قوة للمنظمة الدولية محل قوة الاتحاد الإفريقي في دارفور “ينبغي ان يتم بالاتفاق مع السلطات السودانية”.على الجانب السوداني اعتبر مساعد وزير الخارجية السوداني السماني الشيخ الوسيلة أن إحلال قوة تابعة للأمم المتحدة محل قوة الاتحاد الافريقي في إقليم دار فور سيفاقم الوضع في هذا الإقليم. وقال الوسيلة إثر لقاء مع الرئيس الكيني مواي كيباكي ان “وقف ما يجري حاليا (في دارفور) ووضع سيناريو جديد (...) سيكلف الاتحاد الإفريقي أربع أو خمس أو ست مرات اكثر من الأموال التي يحتاج اليها الآن” لإبقاء قوة حفظ السلام. واضاف “في هذا الوقت فان هذا الامر سيفاقم الوضع في دارفور”. وتابع الوسيلة ان “السبيل الى معالجة المشكلة يكمن في تناول القضايا السياسية، ما يساعدنا على التوصل الى اتفاق مع اخواننا في دارفور وليس بنقل مهمة الاتحاد الافريقي الى الامم المتحدة”. واكد ان “الاتحاد الافريقي لا يحق له تبديل مهمته من دون الحصول على إذن السودان”.