نشرت صحيفة Le Soir البلجيكية في فبراير الجاري نقلاً عن صحيفة Le Courrier International في عددها رقم 795 الصادر في يناير الماضي أن حكومة الكونغو الديمقراطية و رئيسها كابيلا يلاحقان حكومة السودان , وبنك السودان لاستعادة أكثر من 37 طنا من سبائك الذهب و 37 كيلو من المجهورات كان قد أودعها ثوار الكنغو في بنك السودان عام 1964. و قد جاء في صحيفة Le Soir البلجيكية تحت عنوان ( وراء الكنز الرائع SMBAS) و سبما هذه اختصاراً لحركة الثوار في عهد باتريس لوممبا, بقيادة لوران كابيلا الأب, و جاستون سوميلوط, و كرستوفر جيبيني, و الجنرال اولينجا في عام 1964 إلى جوبا في جنوب السودان و معه أموال حركة الثوار وهي عبارة عن 37 طناًُ من سبائك الذهب, و37 كيلوجرام من المجوهرات , وقابلهم ضابط (يدعى البشير) الذي استلم منهم الكنز و أرسله بالطائرة إلى الخرطوم بإشراف المحامي السوداني أنور أدهم و محافظ بنك السودان و قتها السيد الفيل, كما أرسل الثوار 9 طناً أخرى إلى مصر , وقد سجل الجنرال اولينجا نسخة من الوثائق في كراسة مدرسية.
و توالت الأحداث و توفي معظم قادة حركة سبما (اولينجا و كابيلا, و الأخرين) ماعدا جاستون سوميلوط الذي كان قد فقد احدى عينيه , فقد أفضى هذا الأخير إلى صديقه المواطن السويسري الذي يقيم في الكنغو و يدعى مارتن هوفمان قائلاً له لقد حان الوقت لكشف السر و خاصة أنه قد تقدمت به السن للمطالبة باعادة هذا الكنز إلى الشعب الكنغولي. قام السيد مارتن هوفمان بالإتصال بصديقه المحامي السويسري الضليع بيير أندري بوتفان لتولي القضية ضد بنك السودان و حكومة السودان بمباركة جوزيف كابيلا رئيس الكنغو الحالي, وأول ماقام به المحامي السويسري هو معرفة مكان تواجد المحامي السوداني أنور أدهم , و فعلاً قد توصل إليه في مسقط بسلطنة عمان الذي أكد له استلام الكنز من الجنرال الراحل أولينجا و أخرج لهم ما يثبت تسليم الكنز إلى محافظ بنك السودان السيد الفيل.
توجه وفد كنغولي إلى الخرطوم بقيادة نستور ديامبوانا, نائب محافظ البنك الوطني الكنغولي , برفقة السيد ليونارد بليكي , المستشار الخاص للرئيس جوزيف كابيلا و محامين سويسرين , وقد قابلهم الرئيس السوداني عمر البشير و محافظ بنك السودان وقد ذكر الرئيس السوداني ومحافظ بنك السودان للوفد أن وثائق بنك السودان فقدت جميعها في حريق نشب بالبنك و لكن المحامين السويسرين كانوا قد استخرجوا نسخاً من تلك الوثائق من إرشيف بنك انجلترا بلندن التي كانت قد أودعت فيه الوثائق في تلك الفترة.
وقد اتضح أن السودان قد باع جزءا من الذهب في عام 1964 بما قيمته ثلاثة ملايين فرنك سويسري, وقد وجد المحاميون السويسريون أثناء بحثهم ظرفاً كتب Top secret Gold from Congo و قال السيد هوفمان بعد لقائه بالرئيس السوداني ومحافظ السودان قد أمر بتكوين لجنة وزارية في الخرطوم لدراسة هذا الأمر.وقدر المحامون السويسريون و المسئولون الكنغوليون قيمة هذه الوديعة الذهب و المجوهرات بمليار دولار.
هل ياترى سيرد السودان هذا المبلغ ؟ اختتمت الصحيفة مقالها بهذا السؤال.
نقلاً و ترجمة عن كاتب المقال كوليت بريكمان بمجلة Le Courrier International العدد 795 بتاريخ فبراير 2006 نقلاً عن Le Soir البلجيكية .
ونواصل بإذن الله