{ سؤال : السودان الآن في مفترق طرق ، وانتم تدعون لمرحلة جديدة ، علكم تعنون بالتأكيد مرحلة ديمقراطية .. فماهي آلية الدخول في هذه المرحلة الجديدة التي بتقديرنا تشبه مرحلة ماقبل الاستقلال بفترة وجيزة؟
جواب : قد آن الاوان لكي نتجرد جميعاً من حزبيتنا الضيقة ، وان نولي اهتماماً واسعاً لوقف الحروب في السودان ، والاسلاميون الذين يحكمون ويتحكمون الان في الشمال لابد لهم ان يفكروا بصورة اوسع ، وان كانوا هم اسلاميون في الشمال وهناك مسيحيون في الجنوب ، وهذه حجار عثرة على طريق الواقع الذي نعيشه الان.
{ سؤال : تحدثت عن فترة ماقبل الاستقلال باشهر وجيزة ، وقد عالجت كل تناقضاتها وتعقيداتها ومشاكلها « وتمت في تلك الفترة لقاءات بين السيدين المهدي والميرغني ، فهل يوجد سيدان الآن لكي نلجأ اليهما لحل معضلات السودان الكبيرة والخطيرة الماثلة الان ؟
جواب : ان القدوة الحسنة في السودان لاتزال موجودة ، وفعلاً هناك حيرة واضحة في مجال الملاذ الابوي ، نعم هناك حاجة للسيدين ، فنحن شعب من افضل الشعوب في العالم ، ولسنا بلداً عاقراً ، ولابد من تضافر الجهود للخروج من الأزمة ، والناس الطيبون موجودون ومن الممكن ان نتحلى بروح القدوة التي حققت الاستقلال وتجردت من حزبيتها الضيقة ، واقامت وطناً رحباً كريماً نرجو ان لاتتحمل الاجيال الحالية مسؤولية اضاعته.
{ سؤال : اذاً ماهو المدخل لصلح وطني كبير ؟
جواب : نحن موجودون في زمن الناس الكبار فيه قد ذهبوا ، ولأن عيوننا تفتحت على قيم ومبادئ هؤلاء الكبار ، فعلينا ان نحتذي بذلك الرعيل العظيم ، وان نتخلى عن حب الذات ، وإسقاط الأنا لكي ننقذ البلد ونعمق فيه روح الدين والوطنية..!
{ سؤال : قلت الدين هل ترى ان الاسلام كقيم هو بخير الآن؟
جواب : الاسلام ذاق المرة ، وابرز مراراته تتجسد في حب الدنيا لدى أغلبية الناس ، ولايمكن الحديث عن خير للإسلام مع تفشي الانانية وحب الذات.
{ سؤال : ماهو البديل للحكومة ، وايضا ماهو البديل للمعارضة فكليهما كما يرى البعض قد اخفق ، اما اخفاق الحكومة فهو نسبي وأبرزه الواقع الذي نعيشه الان بكل تناقضاته ومشكلاته ، اما المعارضة باسمائها المختلفة « جبهة وطنية ، تجمع وطني ديمقراطي» فكلها خرجت لتعارض نميري ولم تسقطه ، فقط اسقطه الداخل الذي كان قد اسقط حكم عبود دون الخروج من السودان وهي فضيلة لم تتحل بها معارضة عصر النميري ولا معارضة عصر البشير ، وسؤالنا هو هل عاد التجمع وعادت المعارضة من الخارج بالحرية والديمقراطية ام بالمال الوفير لبعض القيادات والجماعات والعدم وانهيار العشم للآخرين؟
جواب: أنا في تقديري اجمالاً لاتوجد معارضة حقيقية على الاطلاق ، فلو كانت هناك معارضة حقيقية للانقاذ لما وصلت بنا للحالة المذرية التي نحن فيها الان.
{ سؤال : ماهي الآلية الممكن استخدامها للخروج من المأزق الحالي ، انتفاضة ، انقلاب ، وفاق وطني؟
جواب : نحن ليست لدينا قوالب جاهزة للخروج من المأزق ، ولكن اذا تحلينا بروح الكبارقد نغادر المأزق ونحقق المعجزة القومية الثانية في تاريخ السودان ، حيث كانت الاولى الاستقلال من داخل البرلمان ، والثانية ان تخلقنا باخلاق الكبار للخروج من المأزق الحالي ، ونحن بصراحة تحت الاحتلال فهو أسوأ من الذي كان قبل الاستقلال.
{ سؤال : انت عشت انقاذين .. ماهو الفرق بين الانقاذ زمان والانقاذ الآن؟
جواب : الانقاذ سابقاً « طقمة مجانين» سطت على السلطة وسرقتها ، وقبضوا على البلد وماكانوا مصدقين !!
{ مقاطعة : ضعفكم كان السبب كهذا يقول الناس ؟
مؤكد ان السياسة لعبة معروفة ، ولكنها كانت في زمن الأبرار عبادة، اما الان فهي خلط من الانتهازية ومصلحجية ولعبنجية !
{ سؤال : في أيام الانقلاب الاول هل صدقت مقولة ان الانقلاب ليس جبهة وحسبت حساباتك على هذا الاساس ؟
جواب : من اول يوم قام مع الصباح يوم 30 يونيو 1989 م كان واضحاً لنا انهم هم الاخوان المسلمون ، والانقاذ ماكان في اي لزوم ليها ، وحتى حين اصرت أن تحكم سببت الأضرار لكل الناس.
{ سؤال : استاذ سيد احمد الحسين انت اتحادي مع من ، فكلمة اتحادي زمان كانت تعني إتحاد مع مصر؟
جواب : انا اتحادي مع جماهير الشعب ، والاتحاد مع مصر هو الارث التاريخي ، وانا الان اتحادي واؤمن بوحدة كل السودان ، دارفور والجنوب وشرق السودان.
{ سؤال : يعني انت مازلت اتحادياً مع مصر؟
جواب : انا اتحادي مع مصر وافريقيا وكل العرب.
{ سؤال : انتم متهمون بأنكم كأحزاب وقيادات أنكم رعيل عاقر ولم يخلف ؟
جواب : نعم هنالك فجوة كبيرة بيننا وبين الشباب ، ولكن الانقلابات العسكرية هي التي قطعت الحوار بين الاجيال فمنعت التواصل او أضعفته فالانقاذ كان لها القدح المعلى في ذلك ؟!
{ سؤال : الميرغني وافق على المشاركة في النظام ؟
وقع اتفاق القاهرة« وفي تقدير البعض انه شلع التجمع» وانت تعارض للمشاركة اذًا انت مع خلاف مع الميرغني والتجمع؟
جواب : نحن حزب ديمقراطي ، نختلف ونتفق ونتحاور داخل مؤسسات الحزب ، وماتسميه خلافاً هو في حقيقته نهج ديمقراطي.
{ سؤال : كان نظام الانقاذ في بدايته يعادي مصر ودول الخليج والغرب وامريكا ، والمعارضة ممثلة في التجمع حصدت مالاً كثيراً في اعتقاد البعض مستثمرة اخطاء الانقاذ في تلك الحقبة ، هل انت على علم بأوجه صرف تلك الاموال ، وهل كان لك فيها نصيب على الأقل لتمويل العمل الداخلي ؟
جواب : يا استاذ سيد احمد خليفة ان الفترة التي تتحدث عنها تجاوزت العشر سنوات وانا وقتها كنت سجيناً ، وعند خروجي لم أسأل عن هذه المساعدات والإعانات ، صحيح هنالك جماعة معارضون كانوا موجودين خارج السودان ، والمجتمع الدولي قدم لهم معونات كبيرة مالية وسياسية ، وانا كنت انذاك في حالة شد وجذب مع النظام ، ولم يكن لي فيها نصيب.
{ سؤال : ولكنك خرجت من السودان وامضيت بالخارج نحو 3 سنوات الم تطلع على الاوضاع المالية للحزب والتجمع؟
جواب : قلت لك لا علم لي بهذا الامر ، ومن غير المعقول حين خرجت ان أسألهم« شحدتوا من وين» وانا بتربيتي القائمة على قيم دينية عالية لايمكن ان اتدنى لمثل هذه الاعانات والمساعدات.
{ سؤال : عند توقيع اتفاقية القاهرة بين الميرغني والبشير انت كنت موجوداً ، هل تم دفع تعويضات!؟
جواب : انا لم أحضر اي اجتماع ولم اسمع به ، ولم اعرف شيئاً عن الاتفاقية وبالتالي لا اجابة لي عن هذا السؤال .
{ سؤال : عدد كبير من المعارضين العائدين تسلموا تعويضات هل تسلمت نصيبك !؟
جواب : انا لا ابحث عن تعويضات أو استحقاقات ، فالعمل الوطني لايعوض عليه ، وانا ربنا أكرمني ووسع في رزقي ، وانا لا أدين لأحد بشيء « والناس بسلفوا مني والحمد لله».
{ سؤال : هل لان لك فيلا بمصر وانت غير محتاج !؟
جواب : انا لدي فعلاً فيلا في القاهرة بحي المهندسين ولم أعرضها للبيع!
{ سؤال : هل باع السيد الفيلا التي تخصه لمواجهة اعباء العمل الحزبي في الفترة المقبلة !؟
جواب : اسأله هو انا لست بخليفته.
{ سؤال : انت ما خليفته كيف ، الست ختمياً !؟
جواب : انا براي شيخ طريقة.
{ سؤال : كان من الواضح ان المصريين يحرصون على الاتفاق بين الميرغني كرئيس للتجمع وبين حكومة الانقاذ ، وانت كنت ولازلت ضد اتفاق القاهرة كيف يرضى لك المصريون هذا الموقف وانت في بلادهم؟
جواب : أنا اشكر الاخوة المصريين على احترامهم لوجهة نظري وموقفي ، فحقيقة انا كنت في القاهرة ولساني طويل ، واعبر عن آرائي بحرية .
{ سؤال : ولكن المصريين ضغطوا للمصالحة بين السيد والانقاذ؟
جواب : لاتوجد لدي معلومة اصلاً عن هذا الموضوع والمصريون اذا ضغطوا من حقهم ان يسعوا للمصالحة ، وهي لمصلحتهم ومصلحة علاقتهم بالسودان.
{ ماهي حقيقة تفويضكم لفتحي شيلا؟
جواب : انا فوضت فتحي شيلا لانه كان في السودان ، حتى أكون انا على صلة بالسودان وانا مقيم في مصر.
{ سؤال : هل فتحي شيلا استخدم تفوضيك كما يجب ؟
جواب : لم تأتني اية مشكلة من جانبه .
{ سؤال: ولكن مفوضك «شيلا» مع الشراكة وانت ضدها ؟
جواب : هذا من حقه ، مثلما هو من حقي .
{ سؤال : انت مع السيد الميرغني في شنو وما معاهو في شنو ؟
جواب :يا استاذ سيد احمد خليفة العمل السياسي يشبه اللآمة البتعملها معاي الآن.
{ سؤال : ماذا عن مايو ، مقارنة بالانقاذ ؟
جواب : مايو بكل شرورها كان فيها الخير ، اما الانقاذ فلا خير فيها.
مقاطعة : كيف يكون مايو فيها الخير والناس كانت تسهر في محطات البنزين والافران والاسواق جفت من البضائع والغرب جاع والفلاشا اتباعت؟
جواب : انا اعتبر ان تلك الاشياء يمكن ان تحصل في اي نظام ، ولاي ظرف من الظروف ولكن جماعة الانقاذ لم يتركوا لنا شيئاً حتى البلد قسموها ومزقوها وجوعوها بل هم مستعدون « جماعة الانقاذ» لتقسيم البلاد اكثر مما هي مقسمة من دارفور الى شرق السودان ، ان اسوأ من هذا لم يحدث من قبل على الاطلاق .
{ سؤال : ما المخرج ؟
جواب : الشعب السوداني قوي ومتماسك وبقوته وارادته سيفرض المخرج وسيُخرج الانقاذ مثلما دخلت.