اخر الاخبار من السودان لشهر ينائر 2006
أخر الاخبار من السودان

لقاء مع الشاعر عبدالباسط سبدرات

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
4/3/2006 10:37 ص

قال عنها إذا رآها الآن قطري بن الفجاءة لشببها بمنهاتن الخليج
الشاعر سبدرات عاوده سلطان الشعر في الدوحة ففتح قلبه للشرق

الدوحة: عبدالرحمن أبوشيبة : صحفي متعاون مع جريدة الشرق القطرية
نشر هذا اللقاء في عدد الخميس 2 مارس 2006

العناوين بارزة
موقعي وسط الغابة والصحراء علين على (بادماك ) وأخرى على ( مملكة الفونج ).
أنا ضائع في مهرجان ولم أهجر حلاوة الشعر إلى حنظل السياسة .
آخر أعمالي في ،، حضرة طه أعترف ومشروع قصيدة ،، عودة أبرهة الأشرم من جديد .
(رجعنالك ) عاطفية وطينة كانت مسك الختام لمشوار البلابل.
الدوحة لو رآها بن الفجاءة اليوم لقال (أقول لها وقد نثرت شعاعا وفاقت أبراجها منهاتن باعا ).
في زيارته الأخيرة لقطر التقت الشرق بالشاعر السوداني الاستاذ عبدالباسط سبدرات وبالرغم من إنشغاله بالسياسة لعقود طويلة حتى قيل عنه إنه هجر حلاوة الشعر إلى حنظل السياسة وأن دفاتره ودواينه ومداده أغرقتها أمواج السياسة المتلاطمة كما أغرق هولاكو كتب العراق في دجلة .
في البداية اعتقد الاستاذ سبدرات أننا قادمون لنقارعه في السياسة فتحفز لذلك وعندما غازلناه ببحور الشعر إنبسطت أساريره واعتدل في جلسته وأرخى لنا عنان الأريحية وبدت عليه الطمأنينة والاعتدال وهو يتمعن محاور اللقاء ونسيم الدوحة العليل يلاعب أستار شرفة مقره في فندق الشيراتون فجال بنظره ناحية الأبراج وأتبعها بأخرى نحو زرقة مياه الخليج فجاء اللقاء التالي مزيجاً من حلاوة الشعر وطراوة السياسة.

• إلى أي جيل من الشعراء ينتمي سبدرات وبمن تأثر وماذا عن فيض الماضي ودفق الحاضر ؟
أولاً أشكركم على وضعكم لي في خانة الشعراء فأنا أتحسس موقعي وسط الغابة والصحراء عين على ( بادماك ) وأخرى على ( مملكة الفونج ) أرنو إلى المجذوب وأتكئ على صلاح أحمد ابراهيم وأستغيث بصديقي محمد المكي ابراهيم وأأخذ من جلال الشاعر محمد عبدالحي وأجمح نحو النور أبكر وأستظل بعلي عبدالقيوم وأسوح مع مصطفى سند وأجرؤ على الحديث مع محي الدين فارس والجيلي عبدالرحمن ودرويش متجول في حضرة محمد الفيتوري ، فأنا باختصار مزيج من هذه المدارس أحاول قدر جهدي أن أشرئب إلى أي قامة من هذه القامات السامقة لكن الهمة تقصر والأدوات واللغة والجموح والخيال ، وبالرغم من ذلك تخرج محاولاتي فيحسبها الناس شعراً ، ومن هذا النظم دراش "" خرج لي ديوان ( عشان خاطر الفرح ) باللهجة العامية ، وديوان ( إتكاءة على حد السكين ) يضم مجموعتي الشعرية الكاملة وديوان ( أنت بعيد ) وهو محاولة للتصابي في زمن الكهولة .
• سبدرات أين يجد نفسه وسط هموم الساسة وأوجاع الشعر ؟
ضائع في مهرجان السياحة والسياسة والشعر فكما قال الفنان السوداني ( الجاغريو ) أنا ضائع .
• سبدرات وملكة الشعر ؟
بالنسبة لي فالوصف الحقيقي للشعر هو نوع من أنواع النزيف الداخلي ، لاأدري متى يبدأ ومتى يتوقف ، ففي مرات كثيرة أكتب شعراً فأمزقه ولسان حالي يقول "" أباني جيد الشعر وأبيت رديئه "" وبين الجيد والرديئ خيار الكارثة والفجيعة .
• لو عاد بك الزمان إلى الوراء وخيرك بين الشعر والسياسة فأيهما تختار ؟
الإثنان معاً ، لأن الشعر يعينني على السياسة والعكس صحيح وأنا أدرس قراري جيداً قبل المضي فيه ولست من النوع الذي يبصق على ماضيه.
• كلمات قالها شعراء تمنيت لو تكون أنت قائلها ؟
كلمات كثيرة بدءً بشعر الطالبيين ،، وتلفتت عيني ،، فمذ خفيت عني الطلول ،، تلفت قلي ، وصلاح أحمد ابراهيم "" نحن والردى ،، ويا زكي العود ،، ومحمد المكي ابراهيم ،، ها عدت لا إبلاً وثقت ولا بكفي َّ القصيد روائعا .
• قال عنك الكاتب عبداللطيف البوني في عموده ( حاطب ليل ) إنك هجرت حلاوة الشعر إلى حنظل السياسة ، ماتعليقك على ذلك ؟
أولاً العمود كان بمناسبة عودة الموسيقار عبداللطيف ود الحاوي من الاغتراب وأنا كنت وراء هذه العودة ،، ثم إنني لم أهجر الشعر ويومياً استمتع بقراءته ، لا بل بكتابته ففي رحلتي الحالية زرت المدينة المنورة وبدأت منها مشروع قصيدة بعنوان (عودة أبرهة الأشرم من جديد ) تصديت فيها للصحفي الدنماركي الذي رسم كاريكاتيراً أساء فيه للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وإنني أعد بنشرها في الشرق فور الانتهاء منها ، أيضاً صدر لي مؤخراً قصيدة بعنوان "" في حضرة طه ،، أعترف "" أقول فيها مطلعها ( ها أنذا في ليلة مولدك الغراء آتيك ذليلاً حافي القدمين حسير الرأس مكسوراً مشطوراً نصفين ،،، نصف يبكي يأساً والآخر يفديك بنور العين ، وهذه القصيدة يعكف على تلحينها الآن عدد من المطربين منهم المطرب الهادي ود الجبل ووردي الصغير وهي على شاكلة قصيدة ليلة المولد التي شدا بها الفنان عبدالكريم الكابلي .
• تجربة البلابل ( بنات طلسم ) بالرغم من تركهن للساحة الغنائية إلا أن النقاد أجمعوا على أن رائعتك ( رجعنالك وكيف ننكر رجوع القمرا لوطن القماري ) اعتبروها من أقوى أغنيات البلابل وأنها مفصلة عليهن بالكامل لحناً وتصويراً وتشكيلاً وإيقاعاً مع وجود الحس الوطني المتداخل في كلمات الأغنية ما رأيك ؟
رجعنالك هي واحدة من ثلاثة أغاني للبلابل من كلماتي إلا أن رجعنالك لاقت استحساناً في أذن المستمع لما لكلماتها من قوة وبيان وحسن عاطفي ووطني ، كما أن ملحنها الاستاذ / بشير عباس حملها من الخرطوم وعكف على تلحينها في مدينة مريدي أجمل مدن جنوب السودان ، لذلك تجد فيها المسحة الجنوبية المطعمة برائحة الباباي والمانجو ممزوجة بعبق الشمال وشدو البلابل بجلال وهي مسك الختام لمسيرتهن الغنائية ، وأنا حزين جداً لرحيلهن عن الساحة الفنية لكن عزائي في الاستاذ بشير عباس والذي أقنعته بالعودة إلى السودان من كندا وهو الآن يعد في مفاجأة لصوت نسائي جديد أحسب أنه سيملأ الفراغ وسيثري الساحة الغنائية السودانية .
• أيهما أحلى التصفيق بعد إلقاء قصائد شعرية أم التصفيق بعد إلقاء خطب سياسية .؟
بالتأكيد التصفيق في الليالي الشعرية ، فالإحساس بحلاوته ينطلق من صدق المشاعر وتوحدها ويجعلك تشعر بأن النسا سصفقون بقلوبهم وأكبادهم قبل أكفهم ، أما التصفيق في الليالي الساسية فهو تصفيق مكسور الجناح .
• هل توافق على أن السياسة فر وإقدام والشعر دوماً إلى الأمام .
إذا كانت السياسة فن الممكن فالشعر فن المبدع والتقاؤهما في شخص واحد تجعله أكثر إضاءة وبلاغة وإنسانية وبذلك يكون مقبولاً لدى الآخرين فالشعر ينور الوجدان ويزيد من قدرة التعبير عند الشاعر السياسي .
• الثورة الثقافية عبر الشبكة العنكبوتية ( الانترنت ) التهمت في باطنها كل شيئ ، المقروء والمرئي والمسموع وبنقرة فأرة ، فما هو حظ سبدرات منها وهو المشغول بهموم السياسة .؟
التقدم العلمي عبر الانترنت أتاح للإنسانية تملك أخبار العالم عبر نشرها بمختلف أساليبها الصالح منها والطالح وبالرغم من نشر أمهات الكتب والمؤلفات عبر هذه الشبكة العنكبوتية إلا أنني لازلت من المدمنين على اصطحاب الكتاب ولما قيل عنه إنه خير جليس في الزمان فسيظل الإنفراد به والتأمل في سطوره والتلذذ بتقليب صفحاته والاستنشاق من رائحة عجينة الورق وياحبذا لو كان من الطبعات القديمة التي تنساب منها رائحة المداد المتألق على صفحاته الصفراء ، فللكتاب خصوصيته التي لا يشاركك فيها أحد بينما الانترنت تشعر بأن هنالك من يتلصص عليك ويشاركك الاطلاع .
• الشاعري تهفو نفسه لروضة غناء تستظلها أشجار الدوح ، وأنت الآن تتفيأ ظلال الدوحة ، حدثنا عنها ، لاسيما و ( قطري بن الفجاءة ) استشعر فيها في زمن لم تكن فيه بهذا الحسن والبهاء ، فكيف تخاله لو حل بها اليوم وهي بساط أخضر وأبراج يتكسر فوق هامتها الغيم المطير ؟
خلال تجولي في متحف قطر الوطني أحببت أن أتأكد من انتساب قطري بن الفجاءة لقطر من مرافقي الخاص لأنني جادلت فيها الشاعر مصطفى سند عندما نظم قصيدة عصماء ترحيباً بسمو أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة إبان زيارته الأخيرة للسودان وأورد فيها اسم قطري بن الفجاءة ، أعود إلى سؤالك لأقول لك لو أن هذا الشاعر موجود الآن لقال عن الدوحة إنها روضة رصعتها السحب بالبرد واستبدل مطلع قصيدته المشهورة ليقول ( أقول للدوحة وقد نثرت شعاعا بنهضة حمد الهمام باني الشراعا حتى فاقت أبراجها منهاتن باعا ) ، فقطر التي أذهلتني بنمو عمرانها وسمو مكانها لما تمور به من طفرة اقتصادية وحركة دؤوبة ومنارة للمؤتمرات الساسية والثقافية والرياضية والعلاقات البينية والوفاق والمصالحات ، حتى أصبحت حديث العالم بأسره ، فآخر عهدي بها كان قبل عامين لم تكن بهذه الصورة ، فالأبراج التي أراها الآن فأبلغ تعبير لوصفها كما يقال بالعامية السودانية ( تعاين للعمارة لمن طاقيتك تقع وما تصل ليها لي حد ) فكل ذلك نتاج لرؤية ثاقبة وبصيرة متأملة لحاضر جيد ومستقبل أفضل رسمته السياسة الحكيمة للقيادة الرشيدة في دولة قطر .
• كلمة أخير إلى قراء الشرق عشاق الشعر والفن والجمال من شاعر الخرطوم عاصمة الثقافة العربية للعام 2005 ومحتضنة القمة العربية القادمة التي تتشرف أنت الآن بتوزيع الدعوات الرسمية على الحكام العرب لحضورها .
أولاً الشكر كل الشكر للشرق التي أعادتني إلى واحة الشعر من جديد وللعشق أيضاً ولكل قراء الشرق وأحيي عبركم الشعب القطري الكريم الذي يتعامل مع أشقائه السودانيين بطريقة مختلفة جداً تنم عن كيب المعشر ودماثة خلق أهل قطر وأقول لهم بالعامية السودانية "" كتر خيركم "".




اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............ للمزيد من الاخبار

للمزيد من هذه التحليلات الاخبارية للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


سودانيزاونلاين.كم | المنبر العام | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005 | أرشيف المنبر العام للنصف الثانى من عام 2005 |أرشيف المنبر العام للنصف الاول لعام 2004 | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | مكتبة الدراسات الجندرية | مكتبة د.جون قرنق | مكتبة ضحايا التعذيب |مكتبة الشاعر د.معز عمر بخيت |مكتبة الفساد |
اراء حرة و مقالات سودانية | مواقع سودانية | اغاني سودانية | مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد | دليل الخريجيين السودانيين | الاخبار اليومية عن السودان بالعربى|
جرائد سودانية |اجتماعيات سودانية |دليل الاصدقاء السودانى |مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان |الارشيف والمكتبات |


Copyright 2000-2006
Sudan IT Inc All rights reserved