محمد أبراهيم عباس
ملكال : رويترز :
يجلس موظفون حكومة جنوب السودان الجديدة على مكاتب خاوية في حجرات كئيبة مما يدعو المرء للتساؤل عن كيفية ممارسة عملهم .
ويقول المراقبون أنهم لا يعملون في واقع الأمر ، ولم تدمر الحرب الأهلية التي استمرت عقدين من البنية التحتية في جنوب السودان فحسب بل حرمت جيلاً كاملا من التعليم واجبرت سكان الجنوب من القادرين ماديا الهروب من الدمار .
ومع إبرام اتفاق سلام لانهاء اطول حرب اهلية في افريقيا شكل الجنوب حكومة تتمتع بالحكم الذاتي ورغم امتلاك الإدارة الجديدة المال فإنها تجد صعوبة في العثور على من يحسنون انفاقه .
وقال جيني بلينكهورن التي تدرب موظفي حكومة الجنوب كان هناك وزيراً لم يسبق له أن قرأ خبراً من ثلاثة سطور في أكثر من عشرين عاماً .
وأضافت استغرقت قراءته فقرة واحدة بصوت مسموع عشر دقائق ، وتشارك بلينكهورن في مباردة بريطانية لتعليم الجنوبيين المهارات الحكومية الرئيسية مثل كتابة التقارير وعرضها .
ووعد مانحون بتقديم معونة تنمية حوالي 4.5 مليار دولار ولكن بلينكهورن التي تعمل مع المجلس البريطاني في السودان تقول أن المال بلا فائدة بدون من يحسنون التصرف فيه وهم قلة في الجنوب .
وداخل الكوخ المتهالك حيث مقر وزارة العدل في ملكال وهي من مدن الجنوب البكبرىيجلس عديل محمد موسى وحيداً محاطاً باكوام الأوراق ويقاطعه بشكل مستمر أفراد من مشادات مع الجيران بسبب الغسيل .
وقال نحتاج مثلي عدد من العاملين هنا للقيام بكل العمل الموكل الينا ، نحتاج عودة الجنوبيين من الخارج ولكن لا يمكننا اجتذابهم لعدم وجود منازل وطرق ولا حتى مقاعد يجلسون عليها هنا .
وتابع سنريد اناسا يطورون الجنوب ولكنهم لن يعودوا حتى تكون هناك تنمية .. أنها دائرة مفرغة . وافتتح البرلمان الجديد في ملكال ويضم 48 عضواً ولكن الكثير من النواب لم يعملوا في الحكومة من قبل والبعض لا يقرأ ولا يكتب .
وقال دانييل جاتلوك لول المسؤول الحكومي لدينا مكاتب بدون طاولات .. عندنا أشخاص لم يروا جهاز كمبيوتر من قبل ، كيف يمكننا العمل بفعالية .
وتهدف المبادرة التي شارك فيها بلينكهورن لتعليم 51 موظفاً حكومياً كبيراً مهارات أساسية خلال دورات دراسية مكثفة تزيد مدتها عن 300 ساعة وقالى بلينكهورن التدريب ضروري كي .. لا يخضعوا لهيمنة المجتمع الدولي ويحافظوا على سيادتهم ، وأضافت أن هناك ميلا من جانب أجانب لتجاهل سودانيين يعجزون عن التعبير عن أنفسهم باللغة الانجليزية .
وتابعت السودانيين على دراية بما يفيد بلدهم ولكن ينبغي منحهم الفرصة للتعبير عن أفكارهم بدلاً من فرض المانحين حلولاً أجنبية عليهم .
واكتشف أحد المدرسين ماهية اختلاف الثقافات بنفسه حين طلب من تلاميذه الاصطفاف حسب تواريخ ميلادهم ولكنه لم يجد استجابة ، ويجهل معظم السودانيين تاريخ ميلادهم لذا فان الأغلبية تكتب في نفس التاريخ في الاول من يناير .