وقالت الحكومة التشادية ان الجنرال ابكار يوسف محمد توفي يوم الخميس بعد اصابته بجروح قرب الحدود السودانية في هجوم شنته ميليشيا الجنجويد ومتمردو التجمع من اجل الديمقراطية والحرية التشاديون.
ويمثل مقتله ضربة كبيرة لديبي الذي يحاول درء خطر هجمات المتمردين من الشرق مع استعداد حكومته لانتخابات رئاسية في الثالث من مايو ايار من المتوقع ان تمد حكمه المستمر منذ 15 عاما على الدولة الافريقية المنتجة للنفط الواقعة بوسط افريقيا والتي ليس لها منافذ بحرية.
ومن المؤكد ان يزيد مقتله ايضا من توتر العلاقات مع الحكومة السودانية التي يتهمها ديبي بخرق بنود اتفاق توصل اليه الجانبان في فبراير شباط بوساطة الزعيم الليبي معمر القذافي ويدعو الى منع المسلحين من اقامة قواعد على اراضي اي منهما.
وقال محمد علي عبد الله وزير الادارة الاقليمية بتشاد والمتحدث باسم الحكومة "هاجمت طوابير من القوات القادمة من السودان والمأجورة من نظام الخرطوم منطقة المدينة."
واضاف "وخلال الهجمات المضادة من جانب قوات دفاعنا سقط مع الاسف نحو عشرة قتلى في صفوفنا من بينهم الجنرال ابكار يوسف محمد... رئيس اركان الجيش."
ولم يذكر اي تفاصيل اخرى. لكن مصادر بوزارة الدفاع قالت في وقت سابق ان خطأ في نظام الاتصال بميدان المعركة ادى الى اصابة رئيس اركان الجيش بجروح خطيرة في هجوم مباغت شنه المتمردون.
وقال المتحدث "هذا الهجوم مرة اخرى من تدبير السودان." مكررا اتهامات تشادية سابقة ضد الخرطوم دفعت ديبي في ديسمبر كانون الاول الى اعلان "حالة عداء" مع جاره الشرقي.
واضاف ان قتال الخميس اسفر عن سقوط "العشرات" من القتلى والمصابين في صفوف المتمردين كما ادى الى اجبار نحو اربعة الاف مدني على الفرار من منازلهم.
والى جانب الخسارة الشخصية للرئيس ديبي لفقدان احد اقاربه فان مقتل رئيس الاركان يمثل انتكاسة ايضا للجيش الذي تعرض منذ العام الماضي لفرار مجموعة من كبار قادته الذين انضموا بقواتهم ومعداتهم الى صفوف المتمردين.
وكان الجنرال ابكار يقود هجوما لقوات الحكومة ضد معاقل المتمردين في شرق البلاد وهو الهجوم الذي اشاد به الرئيس التشادي الاسبوع الماضي وقال انه وضع نهاية لما سماه بانشطة "المغامرين".
ويهدد خصوم ديبي المسلحون وهم خليط من المتمردين والفارين من الجيش بافساد الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في الثالث من مايو ايار ما لم يوافق ديبي على التنحي او على اجراء حوار وطني من اجل التغيير الديمقراطي.
وفي ظل التراجع الكبير في عدد القادة الذين يمكن ان الوثوق بهم عهد ديبي الى ابكار رئاسة اركان الجيش وتمت ترقيته الى جنرال في اعقاب الهجمات الجريئة التي شنها المتمردون مثل الهجوم الذي وقع على بلدة أدري الحدودية في شرق البلاد في ديسمبر كانون الاول الماضي.
ويواجه ديبي في الانتخابات القادمة بتشاد اربعة مرشحين منهم اثنان من احزاب متحالفة والاخران عضوان بحكومته. وكان ديبي الذي تولى السلطة في تمرد انطلقت شرارته من شرق البلاد في عام 1990 قد فاز في انتخابات عام 1996 وانتخابات 2001.
وتتهم المعارضة الرئيسية التي تقاطع الانتخابات هؤلاء المرشحين بانهم يخوضون الانتخابات لمجرد اضفاء الشرعية عليها.