السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اكتب اليك من ابوجا حيث تجري مفاوضات تهدف الى تحقيق السلام في دارفور و اتقدم بتحية قلبية خالصة الى كل نساء السودان و دارفور بصفة خاصة. و خلال اليومين الماضيين نقلت وسائل لاعلام تصريحات نسبت لك فحواها ان نساء السودان سيحولن دارفور الى مقبرة للقوات اذا ما دخلت دافور.
و لا يخفي على علم اية امرأة في دارفور ان هذه القوات اذا ما قدر لها الدخول الى السودان و دارفور انما تأتي نتيجة لفظاعات و جرائم ضد الانسانية أرتكبت ضد انسان دارفور سيما المرأة و الطفل و للاسف الشديد فان من قام بها كان مدعوماً من حكومة السودان كما شهد بذلك كل من عمل بدارفور بدءاً بالجامعة العربية ثم الاتحاد الافريقي و منظمات الاغاثة العاملة .و لم نسمع حينها اي صوت لاتحاد نساء السودان الذي تمثلينه و تتربعين على رئاسته ...لم ينطق هذا الاتحاد بكلمة تعاطف أو استنكار لكل ما جرى و ظل يجري حتى الان و صار الانطباع بأن هذا الاتحاد ما هو الا جزء من ذلك العمل و لنسميه المؤامرة الصامتة.
و القوات الدولية تأتي لحماية المواطن السوداني من بطش دولته التي لم تدخر آلة للقمع الا أعملتها في دارفور و كانت المرأة الضحية في كل الاوقات .. فقد كانت ضحية التخلف منذ عهود الاستقلال الاولى ثم ضحية العنف الحكومي عند اندلاع الثورة في دارفور و ها هي اليوم ضحية مواقف الاتحاد الذي يدعي تمثيل المرأة السودانية برئاسة المقدم أمن / رجاء حسن خليفة .
اذكر أختي رجاء بأن القوات الدولية موجودة في جنوب السودان و جبال النوبة بل أن حلايب العزيزة تحتلها قوة أجنبية و لم يهدد اتحاد نساء السودان بجعل تلك البقعة من بلادنا مقبرة للأجنبي و هذا يثير أكثر من شك حول مصداقية هذا الاتحاد و أهليته في قيادة العمل النسائي.
أنه لمحزن جداً ان يصمت الاتحاد و مئات النساء السودانيات يلقين مصرعهم في القاهرة و بخل الاتحاد حتى بكلمة عجلي خجولة تضامناً مع أشول و اكوي و فاطمة اللاتي ذبحن على قارعة حدائق مصطفى محمود .

أختي رجاء

أن اتحاد نساء السودان يرتكب جرماً تاريخياً بصمته المريب حيال هذه القضايا و يسقط الى قاع سحيق لا قرار له باتخاذه هذا الموقف المشين الذي عبرت عنه رجاء بشأن التدخل الدولي في دارفور.
لا دارفور لن تكون مقبرة إلا للانتهازيين و الانتهازيات ... لان الجريمة النكراء ارتكبها هؤلاء .. و حري بك أختي رجاء نصح الحكومة للقيام بواجباتها تجاه مواطنيها في دارفور شأنها في ذلك شأن اي حكومة في الدنيا.. اما الحقوق السياسية لمواطن دارفور قد انبرت حواء فيها حملت السلاح و ليس امامها من سبيل الا نيل ما رغبت رضيت رجاء بذلك ام ابت.
تقدمي يا رجاء بالنصح السديد لحكومتك فأنت موظفة في النظام لا ممثلة للمرأة السودانية.. انصحيها بالاستجابة لمطالب اهل دارفور العادلة .. و انا على يقين انك تقولين تحت اضواء الكاميرات و الصالات المكيفة الهواء.. لان المرأة في دارفور حزمت امرها ووقفت الى جانب اخيها لنيل حقوقها.


و السلام عليكم و رحمة الله

أختك / مريم عبدالله عمر- أم الجيش
حركة/جيش تحرير السودان
من منبر التفاوض –ابوجا-نيجيريا