الخرطوم فى 29 / 3 ( خاص بسودانيزاونلاين)
كتب / سيف الدين العوض
اختتمت القمة العربية الثامنة عشرة في الخرطوم اليوم أعمالها في يومها الثاني والأخير بعقد الجلسة الختامية التي أعقبت جلسة علنية تحدث فيها عدد من الزعماء والمسؤولين العرب والأجانب وكان قد غادر الخرطوم عدد من الرؤساء والملوك العرب منذ الامس وصباح اليوم
و ألقى كل من الرئيس اللبناني إميل لحود والرئيس الموريتاني اعلي ولد محمد فال, ورئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي إضافة إلى وزيري الخارجية المصري أحمد أبو الغيط والعراقي هوشيار زيباري وممثل عن الحكومة السعودية، كلمات بلدانهم. كما ألقى ممثل روسيا ألكساندر سلطانوف كلمة نيابة عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إضافة إلى كلمتين لممثلي اليابان والصين. و أعلنت السعودية اعتذارها عن استضافة القمة التاسعة عشرة على أراضيها. وقال وزير العمل السعودي في كلمته في الجلسة العلنية الختامية للقمة العربية إن بلاده تعتذر عن استضافة القمة المقبلة. وقالت مصادر الجامعة العربية إن القمة المقبلة ستعقد في مصر في مارس/آذار 2007. وبعد انتهاء الجلسة أعلن المشير عمر حسن البشير الذي ترأسها بدء إجراءات توقيع النظام الأساسي لمجلس الأمن والسلم العربي. وفي الشأن السوداني دعا إعلان الخرطوم الأطراف السودانية المشاركة في محادثات السلام حول دارفور إلى مضاعفة جهودها للتوصل إلى اتفاق في الإقليم في إطار الاتحاد الأفريقي كما تم التوجيه للاستثمارا ت العربية ان تهتم بالتنمية الزراعية بالسودان واكدت القمة العربية الثامنة عشر دعم العرب ومواصلة تعاونهم مع الاتحاد الافريقي في مساعيه لحل ازمة دارفور ومراقبة وقف اطلاق النار بالاقليم وقررت في بيانها الختامي الذي صدر اليوم بالخرطوم دعم الاتحاد الافريقي مالياً ولوجستياً لمدة ستة اشهر اعتباراً من اكتوبر المقبل وزيادة عدد القوات العربية المشاركة في قوات الاتحاد الافريقي في دارفور. ودعت الاطراف السودانية المشاركة في محادثات ابوجا لمضاعفة جهودهم للاسراع للتوصل الي اتفاق شامل ونهائي لحل الازمة ، وفيما يتعلق بارسال قوات اممية للسودان اكدت القمة ان ذلك لا يتم الا بموافقة حكومة السودان ، وجدد البيان الختامي للقمة العربية ترحيب العرب بتوقيع اتفاقية السلام الشامل في السودان والخطوات التي تمت بشأن تنفيذه ، ودعت كافة الاطراف الدولية والاقليمية والمانحين الي تقديم الدعم والمساعدات لاعمار الجنوب والمناطق المتأثرة بالحرب لدفع جهود التنمية والاستقرار بالسودان. كما قررت القمة تخصيص مبلغ 155 مليون دولار للمساهمة في تمويل القوات الأفريقية العاملة في دارفور خلال الأشهر الستة القادمة .
ومن أبرز القضايا التي تطرق لها اعلان الخرطوم تأكيد مبادرة السلام العربية والإشادة بالانتخابات الديمقراطية النزيهة في فلسطين والدعوة إلى احترام خيارات الشعب الفلسطيني، وتأييد سعي السلطة الفلسطينية للحفاظ على الوحدة الفلسطينية. كما أكد الإعلان احترام سيادة العراق، وضرورة سرعة تشكيل حكومة عراقية، وإدانة استهداف الأماكن المقدسة فيه. وطالب الإعلان بالتضامن مع لبنان وسيادته وحقه في المقاومة ودعا إلى استكمال التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. وأعرب عن التضامن التام مع سوريا إزاء العقوبات المفروضة عليها. كما رفض الإعلان الإساءة والتطاول على الرسول صلى الله عليه وسلم وأدان أي مساس بالأديان داعيا الأمم المتحدة إلى سن تشريعات تحرم المساس بالمقدسات الدينية.
وكان من أبرز القرارات التي اتخذها العرب في قمتهم رفض خطة زعيم حزب كاديما رئيس الوزراء الإسرائيلي بالوكالة إيهود أولمرت لرسم حدود إسرائيل من جانب واحد. وبخصوص الوضع اللبناني اعتمدت القمة صيغة تدعم لبنان في " سعيه لاستعادة مزارع شبعة " واعتبار "المقاومة اللبنانية هي تعبير صادق وطبيعي عن حق الشعب اللبناني في تحرير أرضه والدفاع عن كرامته في مواجهة الاعتداءات والأطماع الإسرائيلية".
وجددت القمة العربية الثامنة عشرة تضامنها مع الشعب العراقي ودعت الي احترام سيادة العراق ووحدة اراضيه وحريته واستقلاله وعدم التدخل في شؤونه الداخلية واحترام ارادته فى تقرير مستقبله وخياراته الديمقراطية وطالب اعلان الخرطوم الذى صدر فى ختام اعمال القمة اليوم بالخرطوم للاسراع فى تشكيل الحكومه العراقية وادانت القمة الاعمال التخريبية التي استهدفت المقامات والاضرحة فى سامراء والمساجد ودور العبادة ودعت الشعب العراقي بكافة مكوناته للتمسك بالوحدة الوطنية وعدم السماح بالنيل من امنه واستقراره وعبرت عن ارتياحها ا للجهود المقدرة للامين العام لجامعة الدول العربية لتحقيق الوفاق الوطنى فى العراق ودعوته لمواصلة جهوده لعقد مؤتمر الوفاق الوطنى فى بغداد .
كما اعربت القمة العربية الثامنة عشرة عن تضامنها مع لبنان الشقيق وحقه السيادي في ممارسة خياراته السياسية ضمن المؤسسات الدستورية واكدت فى اعلان الخرطوم الذى صدر اليوم فى ختام اعمال القمة تاييدها للحوار الوطنى اللبنانى و حق لبنان الثابت والمشروع في استعادة اراضيه التى مازالت محتلة من قبل اسرائيل
ودعت القمة الى كشف ومعاقبة مرتكبى جريمة اغتيال الشهيد رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الاسبق ورفاقه
واعربت القمة العربية الثامنة عشرة عن تضامنها التام مع سوريا ازاء العقوبات الامريكية وثمنت موقف سوريا الداعي الي تغليب لغة الحوار والدبلوماسية كاسلوب للتفاهم بين الدول وحل الخلافات فيما بينها. واعتبر البيان الختامى الصادر فى ختام اعمال القمة بالخرطوم اليوم مايسمي بقانون محاسبة سوريا تجاوزا لمباديء القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة.
على صعيد متصل قررت القمة العربية الثامنة عشر دعم البحث العلمي والتكنولوجي وتخصيص الامكانيات المالية اللازمة وزيادة الموارد المخصصة له ، وتكثيف التعاون بين المراكز العلمية والبحثية في الدول العربية، ودعت للاسراع بتطوير البحث العلمي بهدف زيادة الكفاءة الانتاجية وتقوية المقدرة على بناء مجتمع المعلومات وسد الفجوة الرقمية والعمل على تطوير برامج الاستخدام السلمى للطاقة النووية. وأكد القادة العرب في إعلان الخرطوم الذي صدر اليوم في ختام أعمال القمة إلتزامهم بتقديم كافة اشكال الدعم للمؤسسات الثقافية للمبدعين والكتاب العرب للارتقاء بالمستوى النوعى للابداع العربى فى مختلف مجالات الثقافة والفنون واتاحة الفرص امام الثقافة العربية للاسهام فى اثراء الثقافة الانسانية. ودعو الي تمكين الشباب من المشاركة الفاعلة في المجتمع من خلال المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، مثمنين الجهود المبذولة لتوثيق الصلات مع الجاليات العربية فى المهجر وضرورة التواصل معها ودعم اطرها المؤسسية والدعوة الى المشاركة الفاعلة فى منتدى هيوستن والمنتديات الاخرى التى تنظم بالتعاون مع عرب المهجر.
كما دعت القمة العربية الثامنة عشر الى دعم الصندوق العالمى للتضامن ومكافحة الفقر ورصد الموارد اللازمة له لتفعيل دوره ، وأكدت مواصلة الجهود للقضاء علي التمييز ضد المرأة واطلاق مبادرات تكفل حقوق المرأة ودورها في المجتمع وسن التشريعات اللازمة لحماية المرأة وصيانة مكانتها. ودعا القادة العرب في إعلان الخرطوم الذي صدر اليوم في ختام أعمال القمة بالخرطوم الي اتخاذ التدابير اللازمة لضمان تمتع الاشخاص المعاقين بجميع الحقوق علي قدم المساواة مع غيرهم وانفاذ وتفعيل العقد العربي للاشخاص المعاقين. ووجه القادة بمتابعة الخطط والاستراتيجيات العربية الخاصة بالعمل الاجتماعى العربى المشترك وعلى نحو خاص الاستراتيجية العربية لمكافحة الفقر واتفاقية حقوق الطفل العربى والاستراتيجية العربية للاسرة وميثاق اخلاق وضوابط العمل الاجتماعى وغيرها من المواثيق الاخرى للنهوض بالمجتمع العربى وتحقيق التقدم الاجتماعى. كما دعا الاعلان الى تعزيز التعاون فى مكافحة الامراض الوبائية خاصة انفلونزا الطيور ، وأكد علي الحق في التعليم علي اساس تكافؤ الفرص وعدم التمييز والعزم على تطوير التعليم فى العالم العربى وانشاء مجلس عربى اعلى ينظر فى وضع التعليم فى مختلف درجاته وجوانبه المختلفة ويرفع تقريره وتوصياته الى الدورة العادية(19) لمجلس الجامعة على مستوى القمة.