ودعت بيروت ودمشق إلى إزالة التوتر بينهما، فيما كانت الـ «نعم» لمصلحة التكامل الاقتصادي واستكمال بناء المؤسسات العربية وتعزيز التضامن العربي والبحث العلمي، وهي الموضوعات التي كانت محور اللقاءات التي أجراها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رئيس وفد الدولة إلى القمة مع عدد من القادة المشاركين. أبرزهم الرئيس السوري بشار الأسد والجزائري عبدالعزيز بوتفليقة وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
واعلن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح للصحافيين انه تم الاتفاق على «تمويل القوات الافريقية في دارفور والدفع بقوات عربية افريقية» إلى هذا الإقليم.
وعقد القادة جلستين علنيتين، تخللتهما جلسة مداولات مغلقة دامت نحو ست ساعات، بحثوا خلالها الشؤون العربية والمستجدات الدولية، أكدوا إثرها في بيان ختامي يحمل عنوان: «إعلان الخرطوم» ويتكون من 48 بنداً على أن الأوضاع التي تمر بها الأمة العربية والمخاطر المحدقة باستقرار الشرق الأوسط كانت محل دراسة عميقة، مؤكدين الالتزام بوحدة المصير وتحديث منظومة العمل العربي المشترك، والتشديد على ضرورة الاحترام المتبادل بين الشعوب والثقافات.
وجاءت لاحقاً البنود التي تتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي وبتطورات العلاقة بين لبنان وسوريا، والوضع العراقي، وبالسلام في السودان لجهة دعم موقف الخرطوم الرافض لتدويل موضوع دارفور. ولوحظ وجود تغير كبير في صياغة البيان الختامي عن البيانات الكلاسيكية التي صدرت عن القمم السابقة، مع أن «إعلان الخرطوم» يؤكد في ديباجته أنه يستلهم قراراته من قمة الخرطوم 67 والقمم السابقة عليها والتالية في ما يخص تنقية العمل العربي المشترك من الشوائب، وفي التركيز على القضايا التنموية، مثل: العمل الاجتماعي، وحقوق المرأة، وتطوير التعليم وعدم التمييز فيه، ودعم البحث العلمي والتكنولوجي، فضلاً عن التواصل مع الجاليات العربية في المهجر.
وكانت القمة بدأت ظهراً بدعوتين من الرئيسين الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والسوداني عمر البشير إلى عدم «معاقبة» الشعب الفلسطيني على خياره الديمقراطي، وأدان بوتفليقة «تنكر إسرائيل للشرعية الدولية وللاتفاقات الموقعة مع السلطة الفلسطينية في ظل انحياز صريح فادح من قبل دول كبرى»، فيما حذر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من أن إسرائيل تسعى من خلال «فرض الحل الأحادي الجانب الى الاستيلاء على أكثر من نصف أراضي الضفة الغربية وتحويل الباقي إلى كانتونات معزولة».
ووسط خلافات بشأن الموقف من أزمة إقليم دارفور السوداني، حسبما أفادت التقارير الصحافية الواردة من الخرطوم، امتدت جلسة العمل المغلقة طويلاً بعدما كرر البشير أمام القادة العرب موقف بلاده الرافض لنشر قوات دولية، مشدداً على قدرة «قوات الاتحاد الإفريقي على القيام بواجبها في دارفور من دون تدخل دولي»، داعياً إلى «زيادة مشاركة جيوش الدول العربية»، لكنه تجنب مطالبة القادة برفض إرسال قوات دولية.
الخرطوم ـ محمد كاره وسباعي إبراهيم: