وبغض النظر عن العنت الذي صادف أغلب هؤلاء في البحث عن مهجع يأوون إليه في نهاية نهار عمل طويل، في ظل اكتظاظ الفنادق القليلة في وسط الخرطوم فإن دفاترهم لن تخلو في الغالب من ملاحظات ايجابية بشأن مستوى الخدمات التي توافرت لهم في المركز الصحافي الذي أعد لهم في وسط مقر القمة الواقع على مقربة من ملتقى النيلين.
وأكثر ما يلفت الإنتباه في هذه القاعة الفسيحة التي أعدت باتقان لتكون مطبخاً للتقارير الصحافية المقروءة والمسموعة والمرئية التي يعدها المراسلون »الأجانب« هو أن أغلب من تصادفهم من المنهمكين في جنباتها هم سودانيون.
ألقيت بالملاحظة على أحد المشرفين على المركز الصحافي، فأفاد بأنه شخصياً فوجىء بهذا العدد من السوادنيين »الأجانب« الموفدين من قبل المؤسسات الإعلامية التي يعملون بها خارج البلاد.
وقال ان عدد هؤلاء يناهز الـ 40 صحافياً، فضلاً عن نحو 100 آخرين »سودانيين« يعملون ضمن أطقم القنوات الفضائية التي توجد لها مكاتب دائمة في الخرطوم، وعلى رأسها »العربية« و»الجزيرة« اللتان أوفدتا أطقماً إضافية للتغطية من مقارها الرئيسية.
من ثنايا دردشة مع بعض هؤلاء يمكن بسهولة رصد الارتباك الذي يكتسي مشاعرهم وانطباعاتهم.. بينهم من يتحسر على عمره الذي »ضاع« في الغربة. بعيداً عن الوطن، ومنهم من يتساءل عن ماهية وطن يتخلى بهذه السهولة »ان لم يطردهم عمداً« عن أبناء أكفاء يثبتون جدارتهم حيثما حلوا.
وبين هؤلاء وهؤلاء من يسبح بحمد الله لأنه نفد بجلده من هذه »البؤرة المسخوطة التي لا تنقضي مصائبها« على حد تعبير أحدهم! القاعة ليست حكراً للكوادر الصحافية »الوطنية الوافدة«.
على جانبها الأيمن تحتل وكالة الأنباء السودانية »سونا« جزءاً شاسعاً مفصولاً بحاجز زجاجي تتناثر خلفه طاولات أنيقة مزدحمة بأجهزة الكمبيوتر، غالبية مستخدميها من الجنس اللطيف »جندراً وخدمة« متلحفات بالثوب التقليدي السوداني أو متزيات بالزي الإسلامي »الحجاب« الذي انتشر حديثاً.
وفي القاعة أيضاً تجد الصحافيين الأجانب »حقاً وحقيقة« متحلقين حول مسؤول سوداني أو آخر عربي »من الوفود الرسمية« يمطرونه بالأسئلة، ولا يجدون في أغلب الأحيان إجابة صريحة خالية من التنميق اللفظي والردود »المعلبة«.
وبهدوء يروح ويغدو على مدار الساعة تقريباً الأمين العام للإعلام الخارجي بكري عوض الكريم ملاح، المشرف على المركز الصحافي الذي اخترقت »البيان« صمته لتكتشف ان:
ـ المركز معد لخدمة 1300 صحافي وصل منهم بالفعل نحو 800 صحافي من 80 دولة.
ـ القاعة مزودة بنحو 100 جهاز كمبيوتر موصلة بالانترنت ومتاحة لإتمام التغطية على مدار الساعة »مجاناً«.
ـ مزودة أيضاً بأحدث تقنيات الإتصال من خطوط للهاتف الدولي والفاكس، إلى جانب استديوهات لإجراء اللقاءات المتلفزة مع وحدات مونتاج فوري تتيح البث مباشرة.