اخر الاخبار من السودان لشهر ينائر 2006
أخر الاخبار من السودان

نص خطاب رئيس الجمهوريه السوداني رئيس الدورة الحالية الـ 18 لمجلس الجامعة العربية امام الجلسه الافتتاحيه للقمة العربية

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
28/3/2006 4:31 م


الخرطوم – قاعة الصداقة – الثلاثاء 28/3/2006 م

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي هدانا لهذا ، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رسل الله اجمعين ، ومن اعتصموا بحبلهم المتين إلى يوم الدين أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ، السيدات والسادة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،، الخرطوم حاضرة السودان ، بل أهل السودان جميعاً تغمرهم غبطة بالغة إذ يستقبلونكم اليوم إخوة أعزاء ، ورفاق درب ميامين على أرض السودان هذا الوطن الكبير الذي يرحب بقدومكم ويزدهي بلقائكم وأنتم تشرفون رحابه بهذا الحضور الكريم الذي تنظر إليه جماهير شعبنا باعتباركم موئل أمل ورجاء وحداة يبسيرون به نحو تحقيق آماله وبلوغ غايات امتنا العربية انتصاراً لقضاياها وانتصافاً لحقوقها. لقد اعدتم لنا – بهذا الحضور الكريم – صورة زاهية قبل عقود أربعة من الزمان عندما انعقدت فيه قمة الخرطوم الأولى عام 1967م والتي حملت بشريات لأمة العرب عززت من صمودها وزودتها بيقين ثابت إن في تلاقيها وتكاملها وتضافرها عزة لها ومنعة. لقد انعقدت تلك القمة في ظل ظروف تختلف تماماً عن تلك التي نعيش اليوم، وأفلحت ، رغم هول تلك الظروف ، في أن تعيد للامة توازنها واليوم يلتئم جمعنا في نفس المكان ، وفي ظل ظروف لا تقل هولا، بل في ظل أحوال اكثر التواءً ، ويقيني أن تفهم هذه الظروف ، وإدراك تلك الاحوال يستدعى منا، أكثر ما يستدعي ، إعمال العقل ، حتى نعد لكل داء دواءه ولا سبيل لنا إلا أن نخرج من هذه القمة مصطلحين على خير ، ومتوافقين على مصلحة مشتركة ولكن ، قبل البدء في استعراض القضايا التي تحفل بها أجندة هذا الاجتماع، استميحكم عذراً لأداء واجبين ، الاول هو الترحم على قادة عظماء فقدتهم الامة فيما بين القمتين : المغفور لهما بإذن الله خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ، والشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح ، امير دولة الكويت والشيخ مكتوم بن راشد ، نائب رئيس دولة الإمارات وحاكم دبي فبرحيلهم فقدت الأمة العربية ثلاثة من دعامات وحدتها ، ولكن حمداً لله فقد خلفوا من ورائهم قادة ناضجين حكيمين عركتهما التجارب ومحصتهما النوازل والثاني هو تهنئة فخامة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة ، رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وشكره ، تهنئة هو بها حقيق وشكر هو به جدير ، تهنئتي له باسترداد العافية بعد أن أبُل من مرضه ، فعوفي المجد بمعافاته ، وشكري له على الجهود المقدرة التي بذلها خلال قيادته دفة العمل العربي ، بحنكته وحكمته المعهودتين ، والتي تمخضت عن انجازات ملموسة ، خاصة من جهة مؤسسة منظومة العمل العربي المشترك ، ولا يفوتني أن أرحب بفخامة رئيس جمهورية موريتانيا الإسلامية الاخ العقيد علي ولد محمد فال الذي يشارك لأول مرة في أعمال القمة العربية كما أرجو ان تسمحوا لي أن أرحب باسمكم جميعاً بضيفنا العزيز الأخ رجب طيب اردوقان رئيس وزراء تركيا وممثلي المنظمات الإقليمية والدولية الشقيقة والصديقة. أهتبل الفرصة أيضاً لأزجي الشكر والتقدير إلى الاخ عمرو موسى ، الامين العام لجامعة الدول العربية لمساهمته القيمة وجهوده المتواصلة لإعادة الرواء إلى بيتنا المشترك فالجامعة العربية بيتنا ، علينا أن نُمتَّن بنيانه ، ونُقوي أركانه ، حتى لا نأوي إلى ركن بلا قواعد. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ،، السيدات والسادة تنعقد هذه القمة في الخرطوم وأمتنا العربية تواجه ظروفاً داخلية دقيقة ، ومتغيرات دولية متسارعة، واستهداف مضمر ومعلن لهويتها وتماسك أوطانها ، في مجابهة كل هذه التحديات لن نفلح إلا بكشف أغطية الغفلة عن عيوننا ، والإقبال على معالجتها بعقل رزين ، فبالعقل وحدة ، يلزم السداد ، والله – من بعد ومن قبل – هو المعين ، على درك الحق نفعل كل هذا أيها الأخوة من منطلق مسؤولياتها القومية في تعزيز التضامن العربي ما يصون عزة الامة، ويحفظ امنها القومي، ويحقق التطلعات المشروعة لأوطانها في التقدم والتطور والرفاه ولأهلها في الحرية والديمقراطية يبعث على الأمل أن يجيء انعقاد هذه القمة ونحن نستشعر الرضي لما أنجز منذ التقينا آخر مرة على صعيد من بعد أن حققنا تطوير وتحديث منظومة العمل العربي المشترك ، وتفعيل آلياتها لمواكبة التطورات المتسارعة على النطاق الدولي ، إذ تم إنشاء البرلمان العربي الانتقالي وهيئة متابعة تنفيذ القرارات ، واكتملت المقترحات بتعديل قواعد التصويت ، وحددت المسائل الموضوعية والإجرائية الخاصة بالقرارات ، وأعد النظام الأساسي لمحكمة العدل العربية ومجلس السلم والأمن. كل هذه الموضوعات ستنظر فيها قمتكم هذه بهدف إجازتها دفعاً وتطويراً للعمل العربي المشترك وإذ نعبر عن بالغ ارتياحنا لمسيرة التحديث والتطوير والإصلاح التي انتظمت عالمنا العربي في إطار وثيقة العهد والوفاق والتضامن، نثق أن ذلك الإصلاح لم يصدر عنا إبراء للذمة ، أو استجابة لإملاء من الخارج ، بل انبعث من وعينا بحتمية الإصلاح وضروراته وأولوياته ، فنحن الأدري بطبائع أهلنا وعللهم وحاجاتهم ، لهذا توافقنا على أن يكون التطوير والتحديث والإصلاح منسجماً مع عقيدتنا موروثاتنا الثقافية وفقاًَ لظروف كل دولة ، وأن يكون وقعه بالوتيرة التي تتناسب مع تلك الظروف ، السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية ، كما ينبغي أن نكون نحن الأدري بما يتجه إليه العالم كله من إصلاح في السياسة والإدارة والاقتصاد وتوطيد للديمقراطية وحقوق الإنسان هذا مجال ندخله أيضاً بجسارة حتى نحقق متطلبات مجتمعاتنا في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية نفعل كل ذلك بحر إرادتنا وبمنأي عن أية ضغوط خارجية لا تخدم مصالحنا وتطلعاتنا ومكونات هويتنا ، فالذي يذل لغيره يُخزي ، والذي يقبل أن يساق من خطامه يخسر نفسه. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو . السيدات والسادة : ستظل القضية الفلسطينية قضية محورية تمثل هماً لأمتنا وشاغلاً . باعتبار أن تحرير الأراضي المحتلة، واعادة اللاجئين وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ستظل هدفاً لا نكوص عنه ولا خلاف وأن أمتنا تنشد السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة . وهو أمر نادت به الشرعية الدولية طبقاً لقراراتها المتعاقبة في هذا الشأن.. لقد عبرت أمتنا بجلاء ووضوح وعلى مسمع من العالم ومشهد التزامها الكامل بمقررات الامم المتحدة (242 ، 338، 194) وقبولنا بمبدأ مقايضة الأرض بالسلام . وإننا لنناشد اليوم المجتمع الدولي للاضطلاع بواجبه في حمل إسرائيل للانصياع للقرارات الدولية ذات الصلة والإستجابة لنداءات السلام العربية ومباديء القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ، والكف عن ممارسة العنف ضد أبناء الشعب الفلسطيني بأسلوب عفي عليه الزمن باندثار عهود التفرقة العنصرية والتزام أساليب إرهاب الدولة مما ينعكس في سياسة اغتيالات السياسيين وهدم البيوت وتجريف الأرض والزج بالأف الأسرى إلى أعماق السجون وبناء المستوطنات وإقامة الجدار العازل.. إن السياسة التي التزمتها إسرائيل التي اتسمت بالتغاضي عن تنفيذ كل القرارات الدولية وتشهد الدولية تشهد تطوراً خطيراً على أيامنا هذه يتمثل في التزام سياسة تستهدف ضبط الحدود وترسيمها من طرف واحد مما يشكل استخفافاً بالمنظمات الدولية وتحدياً لإرادة المجتمع الدولي ، إلا أن الشعب الفلسطيني البطل أكد قدرته الفائقة على ممارسة حقوق الديمقراطية رغماً عن صلف وقهر الاحتلال وسائر ممارساته اللاإنسانية . ونحن إذ نقف أجلالاً لهذا الشعب المناضل نجدد دعمنا الكامل له ولسلطتة الوطنية ومؤسساته التي اختارها بمحض إرادته وندعو المجتمع الدولي احترام إرادة هذا الشعب وخياراته التي جاءت عبر انتخابات حرة ونزيهة شهد بها المراقبون الدوليون. هذا مقام لابد أن نتوقف عنده لتعرف عن ترحيبنا وإشادتنا بالانتخابات التشريعية الفلسطينية التي جرت مؤخراً ، والتي أكد فيها الشعب الفلسطيني أنه قادر على ممارسة حقوقه الديمقراطية في أسوأ ظرف وأحلك لحظة ولا ريب في أن الدرس الأول الذي يجب أن تعيه إسرائيل من نتائج تلك الإنتخابات ، هو رفض الفلسطينيين لبطء إيقاع المسار التفاوضي ، لا تعنت من جانب حكومة فلسطين ، وإنما لاستهانه حكومة إسرائيل بكل عهد التزمت به وإن كانت لنا كلمة نضيف ، فهي أملنا الصادق في أن تلتئم الجراح ، وتقلص الفروق حتى تتوحد كل القوى النضالية في فلسطين داخل بوتقة واحدة محددة الاهداف الوطنية، إن لم يكن وعاء جامع، فالنضال لتحقيق الأهداف الوطنية شرف وواجب. عساي أدعو من هذا المنبر ، المجتمع الدولي ، وبخاصة اللجنة الرباعية لمضاعفة جهودها حتى تستجيب اسرائيل لنداءات السلام العربية المكررة، وعلى رأسها مقررات بيروت ، وحتى تكف عن ممارساتها القمعية ضد أبناء وبنات الشعب الفلسطيني ، وتقلع عن ممارسات همجية لا يحلها دين ولا تبيحها أعراف مثل الاغتيالات ، وهدم البيوت ، وتجريف المزارع والإستمرار في بناء جدار الفصل والمستوطنات ، وحتى تتعامل مع خارطة الطريق بوصفها المحدد الوحيد لمسيرة التفاوض ، لا ورقة تطوي عندما تريد إسرائيل ، أو تقرأ بالصورة الإصطفائية التي تهوى. نتابع أيضاً بأهتمام وقلق بالغين ، تطورات الأوضاع والاحوال في العراق الشقيق ، ونسأل الله أن يمكن القادة العراقيين من تجاوز تلك الأوضاع ، فهي أوضاع لا تسر إلا عدو ، وأحوال لا تبهج غلا شامت ، أهل العراق جديرون أن يستقر حالهم ، ويخصب جنابهم ، ويأنس ربعهم ، ولا سبيل لهم إلى ذلك إلا بالحوار والحوار ثم الحوار ، الحوار الذي ينقطع معه النفس ، لا ينقطع الجدال حتى يوفق الله الجميع ويشرح صدورهم للحق ، وأكاد اري وراء استهداف المدنيين الأبرياء ، وتدمير المقامات والمراقد والأضراحة والمساجد ، كيداً وغيلة من خارج العراق ، فما احرى اهله أن يفوتوا الفرص على الكائدين ، وأن يناوا بوطنهم عن التجاذبات الإقليمية والدولية. في هذه المناسبة نؤكد من جديد ترحيبنا بمبادرة الامين العام لجامعة الدول العربية لعقد مؤتمر الوفاق الوطني العراقي ، متمنين له التوفيق ، وآملين أن يخرج ذلك المؤتمر بنتائج تعيد الامن والاستقرار للعراق الشقيق حتى يعود إلى سربه العربي قوياً مبادراً لأداء دورة المعهود بين أشقائه ، فالأمة العربية بدون عراقها فقيرة. وإن واجب التضامن يحتم علينا أن نتوجه بأعيننا إلى سوريا ولبنان ، نقف معهما وقفة رجل واحد في وجه الضغوط التي تتعرض لها سوريا من خلال قوانين جائرة مفتعلة مثل ما يسمى بقانون محاسبة سوريا ، ونقف مع لبنان محافظاً على فسيفسائه السياسية والدينية البديعة ، وحراً في إرادته ، ومستقلاً في قراره ، ونتضامن مع كليهما تضامناً كاملاً في وجه الأعتداءات الإسرائيلية المتكرره، وفي دعم استقرارهما السياسي والإقتصادي والامني. وفي الخليج نؤكد من جديد دعمنا للموقف الحكيم الواعي الذي انتجهته دولة الإمارات العربية الشقيقة منذ عهد حكيمها وحكيم العرب ، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كان ذلك عبر الحوار المباشر أو التحكيم الدولي ومن منطلق حرصنا على استدامة الإخاء والتعاون بين الدول الإسلامية نأمل أن تتفاعل جمهورية إيران الإسلامية مع هذا الموقف بأسلوب ايجابي يساعد على تحقيق الأمن والسلام في المنطقة. الأخوة الملوك والأمراء والرؤساء : شهد العام الماضي تطورات ايجابية في عملية المصالحة الصومالية، وعلى رأس تلك التطورات اعلان عدن الذي تم التوقيع عليه برعاية كريمة من فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية اليمنية. ونحن إذ نشكر الرئيس اليمني على جهده الموفق ، ونعبر عن ترحيبنا بالتطور الإيجابي الذي تم على يديه ، نامل ان يتمكن الاشقاء في الصومال من استكمال بناء مؤسسات دولتهم ، وتعزيز التصالح بين فصائلهم المختلفة ، وإرساء دعائم الأمن والاستقرار في وطنهم حتى ينطلق الصومال في مضمار التنمية مودعاً إلى غير رجعة واحدة من العن الحروب في منطقتنا إن إعادة بناء الصومال تتطلب موارد ضخمة تفوق كثيراً مقدرات الحكومة الصومالية ، لذلك نناشد ، من على هذا المنبر ، الأشقاء العرب والمجتمع الدولي ليهبوا لنجدة ذلك الشعب الصابر. لا يفوتنا أيضاً أن نعلن دعمنا للتطورات الايجابية التي تشهدها جمهورية القمر المتحدة ، خاصة في ما يتعلق بمواصلة تنفيذ اتفاق موروني للمصالحة الوطنية ، ونرحب بالنتائج الإيجابية لمؤتمر المانحين الخاص بجمهورية القمر الإتحادية الذي عقد في موريشص في ديسمبر من العام الماضي ونحن كلنا امل في أن يعجل المانحون بتوفير الموارد المالية الضرورية لتنمية جمهورية القمر الإتحادية. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو: السيدات والسادة : عالمنا اليوم يقف في مفترق طرق ، والطرق على ضروب ، فمنها ما قد يفضي بنا إلى ما فيه خير امتنا ، ومنها ما سيقود بنا لا محالة إلى تمزق وتفتيت وخبال في بداية خطابي أومأت إلى التحولات الدولية المتلاحقة ، والفتن المصطنعة والشرور التي تراد بأوطاننا كل هذا يلقي بأعباء جسام على كواهلنا ، ويستوجب منا عملاً خلافاً دؤوباً ، وسعياً رشيدا متصلاً للتكيف مع مستحقات التحول ، كان ذلك فيما قادت إليه عولمة الاقتصاد ، أوتطلبته نظم ومؤسسات التجارة الدولية، أو فرضته ثورة الاتصالات والمعلومات بتجلياتها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والإدارية ، تلك معركة لابد لنا ان نخوضها ، ولخوض تلك المعركة لا سلاح إلا سلاح العلم والمعرفة ، وتسخير كل طاقات وطننا العلمية والبشرية للوصول لذلك الهدف إن اكثر المعارك التي يخسرها الناس، أيها الاخوة هي تلك التي يولون عنها عند الزحف ، او التي يخوضونها بسلاح تالف لا سبيل لنا إذن ، إلا الإقبال الجري على معركة التحديث والتطوير المعرفي ، فبالمعرفة العلمية وحدها نسبر أغوار تلك المستجدات ، وندرك تأثيراتها بعيدة المدي، ونضمن اندماجنا في عالم تتشكل ملامحه كل صباح جديد بوعي كامل منا. إن حتمية التغيير التي نراها ماثلة أمامنا ، بقدر ما تدعونا إلى تعزيز وحدتنا وتضامننا وتجاوز خلافاتنا حماية لمصالحنا وأمننا القومي ، تستوجب علينا أيضاً أيلاء اهمية قصوى لتسخير مقدراتنا ومواردنا الطبيعية والبشرية للانعتاق من ربقة التخلف وفي هذا الخصوص تجيء اهمية الإسراع بخطوات التكامل الاقتصادي وفق استراتيجية محكمة تستلهم احتياجاتنا وتطلعاتنا ، يحزننا ، مثلاً ان تظل اغلب الأفكار النيرة والبرامج الطموحة التي اعلنت في إطار جامعتنا العربية خاصة منذ قمة عمان حول الامن الغذائي العربي ، حبيسة الأضابير وتنفيذ تلك البرامج كان سيؤمن للوطن العربي ثمانين بالمائة من احتياجاته الغذئية أو لم يحن الوقت ، أيها الإخوة ، لنتجه بكل قوانا لجعل تلك الخطط واقعاً ماثلاً على الأرض في مجالات شتى مثل التجارة والاستثمار والاقتصاد والتنمية المستدامة والامن الغذائي ؟ أو لم يجيء الوقت لكي نتصدي مجتمعين لإزالة المعوقات التي تعترض التجارة العربية البينية ، أو تحرير التجارة في إطار منطقة التجارة الحرة الكبرى ، أو تطوير مشروعات النقل والربط الكهربائي بين الدول ؟ فالعمل الصالح ، أيها الاخوة لايشاع بالقول وإنما يثبت بالفعل لهذا نامل مخلصين أن يخرج مؤتمرنا هذا بقرارات تدعم مشروعات التكامل الاقتصادي العربي ، وتزيل العقبات التي تعترض سبيلة من اجل تلبية احتياجاتنا ومتطلبات مجتمعاتنا ؟ صاحب الجلالة والفخامة والسمو : قد عُرفت قمة الخرطوم التي انعقدت قبل أربعين عاماً بقمة اللاءات الثلاثة ، ولا احسبنا تداعينا اليوم لتأكيد تلك اللاءات او استبدالها بنعمات تنقضها فالأساسي في سياساتنا باق، والسبيل إلى تجاوز لاءاتنا معروف منذ قمة بيروت نحن لا نجتمع اليوم لإعادة تدوير قراراتنا القديمة بعد صقلها وتليمعها ،ولكن ، إن كان علينا أن نختزل نتائج قممنا في حروف نفي أو حروف تأكيد دعوتي ، أيها الاخوة ، أقول فلتكن هذه القمة هي قمة لاءات ونعمات ثلاثة نقول "لا" لإنكار كائن من كان للخيار الديمقراطي لأهل فلسطين، ونقول لا لمعاقبة الشعب الفلسطيني على ممارسة حقه في اختيار من يحكم ، ونقول " لا " للرضوخ أو الإستكانة لبعث اسرائيل بكل عهد قطته أمام العالم ، وكل وثيقة مهرتها بإرادتها ، وكل التزام تعهدت به ثم نقول من بعد ، أيها الإخوة ، " نعم " أولاً لإكمال بناء مؤسساتنا العربية ، وتحديث مناهج علمنا من خلالها ، ثم ترتيب أمورنا الداخلية بمحض إرادتنا ، ووفق قيم في الحكم اجمعت عليها الإنسانية وهي قمة نعم ، ثانيا للتكامل الاقتصادي العربي الذي يسخر الموارد الوفيرة التي حبا الله بها الأمة من اجل بناء أو إعادة بناء أوطاننا بتطوير زراعتنا حتى لا نرغم على استجلاب القوت من أقاصي الأرض ، وتحدثت صناعتنا حتى لا تبور منتجاتها امام صناعات دول لا تملك مواردنا الطبيعية والبشرية واطلق على بعضها اسم النمور ، وتحرير تجارتنا بانفتاح اسواقنا على بعضها البعض، وهي قمة نعم ، ثالثاً ، لإحلال البحث العلمي المكان الذي يستحق في مجتمعاتنا كتوجه استراتيجي غايته توطين البحوث العلمية واستدامتها ، وتوليد المعرفة وإشاعتها ، ولئن كانت فوائض النفط في السبعينيات واحداً من الاسلحة الناجعة في معركتنا السياسية ، فليكن في الخير الذي ساقه الله لنا بارتفاع عائدات النفط مدخل للارتقاء بالعلوم والتقانة والمعلوماتية في كل وطن من أوطاننا ، وحافزاَ لكل منا على تحديد نسبة مقدرة في موازناتنا السنوية لتطوير البحث العلمي أو ليس من المحزن ان لا يرتقي مجموع كل الموازنات الرسمية المخصصة للبحث العلمي في بلادنا إلى ما تخصصه جامعة امريكية واحدة هي جامعة كاليفورنيا ببير كلي ، او ليس أكثر مدعاة للحزن أن يبلغ ما تخصصه إسرائيل للبحث العلمي عشرة اضعاف الميزانية التي تفردها أكثر دولنا العربية انفاقاً في ذلك الميدان ، وإيماننا بالأهمية البالغة للبحث العلمي في دفع عجلة التنمية والتطور ، واهمية تكنولوجيا المعلومات في تطوير الصناعة والإدارة والتنظيم ، قادنا إلى الدعوة لتضمين هذا الموضوع في اجندة اجتماعكم هذا ، وبين يديكم توصيات حكيمة أعدها الملجس الإقتصادي والاجتماعي للجامعة حول الوسائل التي نبلغ بها تلك الغاية، والمراحل التي ينبغي أن نعبر حتى نصل إلى ما نتمناه للوطن العربي من تحديث وتطوير عبر العلم وكلنا امل في أن تتمكن قمتكم هذه من إصدار قرار يعزز تلك التوصيات أصحاب الجلالة والفخامة والسمو : السيدات والسادة : يتزامن أنعقاد هذه القمة مع الذكرى الخمسين لاستقلال بلادنا نقدر لكم تشريفنا بمشاركة الشعب السوداني هذه المناسبة ونشكر للشقيقة جيبوتي إتاحتها الفرصة لنا لاستضافة هذه القمة حتى تتزامن مع هذه المناسبة الوطنية الكبرى. كما يجيء انعقاد القمة العربية في الخرطوم وبلادنا تنعم ، بفضل الله وتوفيقه، بسلام انهي حرباً ضروساً دامت عشرين عاماً في جنوب البلاد العزيز إلى نفوسنا جميعاً. ولا شك ان السلام الذي تحقق في السودان بفضل عزم ابنائه ، ودعم اصدقائه واشقائه ، يحفز الهمم على المضي قدماًَ لاستشراف المستقبل الواعد الذي يتطلع إليه أبناء السودان حتى يتمكنوا من بناء وطن يسع الجميع ، قاعدته العدل وعماده الإخاء والمساواة ورغم إدراكي أنكم قوم يرغبون عن تكدير البذل بالأمتنان ، أري أن الإشادة بإسهاماتكم جميعاً في توطيد أركان السلام بالبناء والتعمير ، امر واجب ، كان ذلك لما بذل على الصعيد الثنائي، أو عن طريق جامعة الدول العربية ، أو من جانب العرب المستثمرين ، واخص الجامعة بالشكر لافتطانها ، قبل حلول السلام ، إلى اهمية إعادة إعمار جنوب السودان والمناطق الأخرى المتأثرة بالحرب في السودان ، خاصة ما صدر عنها في قراري قمة تونس وقمة الجزائر بشأن دعم السلام والتنمية والوحدة في بلادنا يحدونا امل كبير في أن يسرع الأشقاء العرب في تقديم مساهماتهم إلى الصندوق العربي لدعم السودان في تنمية جنوبه ومناطقة المتأثرة بالحرب ، كما نستحث الجامعة على عقد الاجتماع التنسيقي الرابع للتنمية والاستثمارات في جنوب السودان خلال هذا العام بمشاركة الدول ، ومؤسسات التمويل العربية ، بهدف تنسيق الاستثمارات العربية في جنوب السودان ، خاصة في مجالات البنية التحتية والخدمات نتمني كذلك أن تولي الدول العربية ذات الشأن موضوع ديون السودان المستحقة لها ، فالدين الخارجي يمثل واحداً من اكبر المعوقات لجهودنا من اجل التنمية وإعادة الإعمار في جنوب السودان ، بل في ربوع السودان كافة. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو السيدات والسادة : إن السلام في السودان لا يكتمل دون ان تضع الحرب أوزارها في جزء آخر حبيب من الوطن : دافور ويقع السلام في دارفور على رأس أولوياتنا من منظور مسؤولياتنا الوطنية ، والتزاماتنا بشمول السلام كل أرجاء السودان ، وحرصنا على بسط الامن والاستقرار في بلادنا ، فجولات الحوار تتوالي مع حركات المعارضة المسلحة بقلب وعقل مفتوحين ونامل صادقين أن يكون تجاوب حاملي السلام معنا تجاوبنا فعالاً حتى تؤدي جولة المفاوضات الحالية إلى تحقيق السلام العادل والشامل في دارفور ولاشك أنكم تابعتم المحاولات الاخيرة لإرسال قوات دولية إلى إقليم دارفور بدعوى أن قوات الأتحاد الافريقي عاجزة عن مواصلة مهمتها في الإقليم والآن وقد أقر الاتحاد الإفريقي تمديد مهمة قواته في السودان لستة أشهر اخرى تنتهي بنهاية سبتمبر 2006م ، نامل في خلال تلك الفترة أن نضع مشكلة دارفور وراء ظهورنا ، وإلى الأبد إن قوات الأتحاد الافريقي ، بعد التجربة والخبرة العلمية التي اكتسبتها في حل قضايا النزاعات في افريقيا لقادرة على القيام بواجبها على الوجه الاكمل دون تدخل دولي لهذا ندعو مجدداً المجتمع الدولي والإخوة العرب والأفارقة لتوفير التمويل اللازم لهذه القوات ، وزيادة مشاركة جيوش الدول العربية الإفريقية فيها بالقدر المطلوب ، حتى تتمكن من مواصلة مهامها وعلني في هذا المقام أشيد بالجهد المقدر الذي يبذله الأخوان الكريمان القائد معمر القذافي وفخامة الرئيس محمد حسني مبارك لتنسيق توفير الدعم للقوات الإفريقية على الصعيدين العربي والإفريقي ولجهدهما الكبير من خلال اللجنة الإفريقية الخماسية. كما نشيد بصورة خاصة بجهود الاخ القائد معمر القذافي في تهدئة الأوضاع بين تشاد والسودان ونؤكد التزامنا الصارم باتفاقية طرابلس والحرص على تنفيذ مقرراتها. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو: السيدات والسادة السودان بموقعه الجغرافي المميز ، ومكوناته الإثنية المختلفة هو المركز الذي يلتقي عنده العالمان العربي والإفريقي وقد رأينا من المناسب ان يكون انعقاد القمة العربية في الخرطوم نقطة انطلاق جديدة لمسيرة التعاون العربي والإفريقي في ظل التحولات الدولية التي يمسك بعضها بخناق بعض ، وفي ظل الهيمنة الأحادية الطاغية ، خاصة من دولة تحسب أن الأرض لا تقل غيرها ، وإن السماء لا تظل سواها، أمام هذه التحولات التي تلقي بظلها الكثيف على العالم، خاصة دول العالم الثالث ، لا خيار لنا إلا أن نتكاتف ونتعاضد في هذا العالم الثالث ، لنثبت حقوقنا الشرعية ، ونحمي مصالحنا المشروعة ووعياً منا بحقيقة بدهية ، ألا وهي الصراع من أجل البقاء ، تواصينا على التكاتف داخل منظومات عديدة تتجاوز الإقليم الواحد ، وتتعدي القارة الواحدة ، فهناك تنظيم لدول عدم الإنحياز ، وهناك تنظيم للدول الإسلامية ، وهناك ملتقي لدول الجنوب وكلنا أعضاء فاعلون في هذه التنظيمات ، وفي قارتينا الإفريقية والآسيوية يمثل التعاون العربي – الإفريقي حجر الزاوية لذلك التعاون والتكاتف الأممي الطابع هكذا ، ينبغي أن تكون نظرتنا الاستراتيجية للتعاون العربي – الإفريقي كحجر زاوية في منظومة تعاون أشمل لهذا فإن إنعاش مسيرة ذلك التعاون، وإزالة العقبات التي تعترض سبيله ، لن تسهم فقط في تطوير الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية في إفريقيا ، أو في المنطقتين العربية والإفريقية بما يعود بالمنفعة على شعوبهما ، بل يمثل أيضاً دفعة قوية للتعاون الأممي بين دول الجنوب ويسعدني كثيراً أن انقل إليكم استضافة السودان للندوة التي اقترحتم في اجتماعكم السابق للتداول في آفاق التعاون العربي – الإفريقي أسعدني أيضاً أتجاه الحوار في الندوة إلى وضع خطة استراتيجية وبرنامج فعال ينبثق عن تلك الخطة ، لا ينحصر فقط على امور الاقتصاد والتنمية ، بل يتجاوزها إلى قضايا الامن المشترك ، والثقافة، وأنشطة الشباب والإعلام وحماية البيئة. أصحاب الجلالة والفخامة والسمو: السيدات والسادة : لا يكتمل الحديث دون الإشارة إلى خطرين يتهددان اوطاننا ، أولهما هو الإرهاب عبر الدول والقارات ، والثاني هو أسلحة الدمار الشامل ، وإلى امر يشغل بالنا جميعاً كدول تريد أن تلعب دورها المؤهلة له كاملاً ، غير منقوص الإرهاب بجميع أشكاله ، أيها الاخوة ، يهدف إلى تقويض بناء المجتمعات وقدراتها ومكتسباتها ، ويمثل تهديداَ مستمراً لامن واستقرار الدول ، ويلحق أضراراً فادحة بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية بها لذلك نعلن إدانتنا للإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره ، وندعو إلى اتخاذ التدابير الضرورية لمحاربته والقضاء عليه، كل ذلك طبقاً لما دعت إليه الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب ، وما أكدتموه في إعلان الجزائر ، في الوقت نفسه ، نستذكر الدعوة التي وجهها ذلك الإعلان لعقد مؤتمر دولي تحت إشراف الأمم المتحدة لوضع تعريف موضوعي للإرهاب ، لا يقع فيه تخليط بين الإسلام والإرهاب، ويفرق بين هذا الأخير وحق الشعوب في مقاومة الاحتلال فنحن أيها الأخوة ، أمة وسط ، واوسط الأمور اعدلها ، وفي حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : " خير الامور أوسطها وشرها اطرافها " ولعلني ، لا أترك هذه الفرصة تمر دون ان ادين شرور الإرهاب التي تعرضت لها منذ اجتماعكم الاخير ، أو كادت ثلاثة من دولنا : جمهورية مصر العربية في شرم الشيخ ، والمملكة العربية السعودية في المنشآت النفطية الشرقية ، والمملكة الأردنية الهاشمية في عمان كل واحدة من تلك الاعتداءات على الآمنين وعلى ممتلكاتهم دون ذنب جنوه ، شر وعار ، والشر لا يحيق إلا بأهله ، والعار لا يلصق إلا بصانعيه. الخطر الثاني ، أيها الأخوة الملوك والرؤساء والأمراء ، هو ضرورة جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية ، وجميع اسلحة الدمار الشامل دعماً لأمنها وسلامة أهلها، وصحة بيئتها الطبيعية هذا موضوع لا ينبغي أن يكون فيه تمييز بين الدول ، تحامل في مكان ، وتجاهل لمكان آخر لهذا ، نهيب بالمجتمع الدولي – حتى تكون دولة صادقة مع نفسها - أن تحمل إسرائيل على التوقيع على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وفتح منشآتها النووية للتفتيش. اما الأمر الذي يشغل البال ، من بين هموم أخريات ، فهو مكان العرب في المنظومة الدولية لهذا نلح في الدعوة إلى اصلاح الامم المتحدة ليس فقط لكيما تكون أكثر كفاءة في أداء واجبها ، وإنما أيضاً لإشاعة الديمقراطية في أجهزتها ، ومن ذلك توسيع عضوية مجلس الامن بما يتيح لمختلف الأقاليم الجغرافية المشاركة في إدارة النظام الدولي ويحقق العدل والإنصاف والشفافية وينهي سياسة الهيمنة ونثق في أن الشقيقة قطر العضو العربي في مجلس الأمن تبذل قصاري جهدها لعكس وجهة النظر العربية من خلال عضويتها في المجلس في الختام أقول إن قوتنا تبقي دوماًَ في وحدتنا : وحدة نتفياَ ظلها ، ونلوذ بذراها ، ونعتصم بحبلها حتى يامن سربنا ويحتل وطننا العربي مكانه تحت الشمس أسال الله التوفيق لنا ولكن ، وهو نعم النصير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

اقرا اخر الاخبار السودانية على سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............ للمزيد من الاخبار

للمزيد من هذه التحليلات الاخبارية للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


سودانيزاونلاين.كم | المنبر العام | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005 | أرشيف المنبر العام للنصف الثانى من عام 2005 |أرشيف المنبر العام للنصف الاول لعام 2004 | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | مكتبة الدراسات الجندرية | مكتبة د.جون قرنق | مكتبة ضحايا التعذيب |مكتبة الشاعر د.معز عمر بخيت |مكتبة الفساد |
اراء حرة و مقالات سودانية | مواقع سودانية | اغاني سودانية | مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد | دليل الخريجيين السودانيين | الاخبار اليومية عن السودان بالعربى|
جرائد سودانية |اجتماعيات سودانية |دليل الاصدقاء السودانى |مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان |الارشيف والمكتبات |


Copyright 2000-2006
Sudan IT Inc All rights reserved