وشدَّد البشير لوكالة »أنباء الشرق الأوسط« المصرية على ضرورة وجود موقف عربي موحد تجاه القضايا المختلفة وبخاصة أن الكل يشعر الآن بخطورة الموقف الراهن ويتطلع القادة العرب إلى تجاوز هذه المرحلة، معربا عن ثقته في إمكانية الوصول إلى حد أدنى من التوافق حول القضايا الأساسية الراهنة.
وقال إن تطورات القضية الفلسطينية التي تعتبر أم القضايا العربية في مقدمة الموضوعات المطروحة، ووصف المبادرة العربية لحل هذه القضية بأنها عبرت عن جدية الموقف العربي في الوصول إلى السلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط.
وأضاف: »لكننا وجدنا أن الطرف الآخر (أي إسرائيل) لم يتجاوب مع هذه المبادرة. وكانت هناك خريطة الطريق ولكن الموقف الإسرائيلي أجهضها إضافة إلى اتفاقيات أوسلو.
وأن الجميع على قناعة بأن إسرائيل تجاوزتها، مشيرا إلى أن ما تمر به الساحة الفلسطينية في الداخل حاليا والعلاقات الفلسطينية الإسرائيلية وإقامة إسرائيل للجدار العازل زادت المسألة تعقيداً.
ولفت إلى أن قمة الخرطوم ستبحث أيضا العلاقات السورية اللبنانية، وقضية دارفور والاستهداف الواضح للسودان من هذه القضية، والوضع في الصومال الذي ظل ينزف أعواما طويلة.
وأكد على أهمية التعاون العربي الإفريقي، وقال إن علينا الخروج بتصور واضح لتطوير العلاقات العربية الإفريقية التي تعطلت لفترة طويلة.وفي شأن الوضع في العراق قال:
»إن هناك وضعا جديدا يجب التعامل معه للخروج من الحالة الراهنة في العراق بأسرع ما يمكن، مؤكدا على ضرورة توحيد الجبهة العراقية. وأضاف أن هذا البلد لن يظل موحدا إلا بتوحيد الجبهة الداخلية، فالعراق يحتاج إلى الدعم حتى يتخلص من قوات الاحتلال التي يمثل وجودها على أراضيه استفزازا لشعبه«.
أما في ما يتعلق بالملف النووي الإيراني فأوضح الرئيس السوداني أن الاستخدام السلمي للطاقة النووية حق لكل الشعوب والدول، بينما انتشار السلاح النووي مرفوض حتى ولو لم تستخدمه الدول، وطالب في هذا الصدد بضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط كلها من السلاح النووي والتوجه نحو السلام وتسوية القضايا بين الدول بالوسائل السلمية.
وعن الوضع في دارفور قال البشير إن الذي أخر الوصول إلى سلام في الإقليم الإشارات الخاطئة والتحريض المباشر للمتمردين الذين يحملون السلاح في عدم الوصول إلى اتفاق انتظارا لوصول القوات الدولية.
وطالب الدول العربية والإفريقية بتوفير التمويل اللازم للقوات الإفريقية الموجودة، مشيرا إلى إمكانية إضافة قوات عربية. وعن موقف السودان بعد تمديد الاتحاد الإفريقي لمهمة قواته في دارفور لمدة ستة أشهر أخرى كرر رفض بلاده التام لتحويل مهمة القوات الإفريقية إلى الأمم المتحدة.
وقال إن هناك 21 تجربة في هذا المجال لقوات الأمم المتحدة فشلت عشرون منها »ولا نريد فشلا جديدا لهذه القوات في دارفور«.وعن تنفيذ قرارات القمة العربية قال الرئيس البشير: »الجامعة العربية تعمل بميثاق ضعيف لفترات طويلة.
وأصبحت القمم المصغرة أو الطارئة هي الفرصة للقاء القادة، وحدث تطور وأصبحت القمم العربية دورية كما أصبح ميثاق الجامعة مطروحا ليعطي قرارات القمة القوة لتنفيذها«.
بالإضافة إلى أن الجلسات التشاورية بين القادة العرب أصبحت الآن فرصة لتبادل الآراء واتخاذ قرارات يمكن تنفيذها. وأكد على أن العرب قادرون على حل مشاكلهم الداخلية من خلال التعاون المشترك وتوفر الإرادة لدى مختلف الأطراف.
وردا على سؤال عن مقارنة بين قمة اللاءات الثلاثة في الخرطوم عام 67 والقمة الحالية، وما إذا كانت ستشمل لاءات ثلاثة أخرى، قال: »إن القمة الحالية تختلف عن قمة 67 من حيث البيئة الدولية والإقليمية الحالية وعصر العولمة والقطب الواحد الحليف لإسرائيل.
وفي شأن، غياب بعض القادة العرب عن القمة، رأى أن »لكل قائد ظروفه الخاصة ولا يمكن أن نتهم أيا من القادة العرب باتخاذ موقف لعدم المشاركة في قمة الخرطوم... إننا نتمتع بعلاقات ممتازة مع جميع الأشقاء العرب. كما أننا تعرضنا لظروف في الماضي لم تمكنا أيضا من حضور بعض القمم«. (وكالات)
وكالات