ووصل زعماء ثماني دول من اعضاء الجامعة العربية الاثنين والعشرين الى الخرطوم عشية القمة التي تستمر يومين لكن دبلوماسيين قالوا ان عدد الزعماء الذين سيحضرون القمة ربما يخيب امال السودان الذي يريد ان يكون الاجتماع عرضا للتضامن معه ضد انتقادات بأنه يسيء معالجة الصراع في منطقة دارفور.
وقال مسؤول كبير بالحزب الحاكم في مصر ان الرئيس حسني مبارك وهو وسيط نشط في النزاعات العربية قرر ايفاد رئيس الوزراء احمد نظيف نائبا عنه في الاجتماع. ومن شأن غياب مبارك ان يقلل اثار القمة.
وأتم وزراء الخارجية معظم العمل التحضيري يومي السبت والاحد ووافقوا على الابقاء على المعونة العربية للسلطة الفلسطينية عند 50 مليون دولار شهريا وتوصية حكوماتهم باعفاء العراق من سداد ديون بمليارات الدولارات.
ومع حرصه على تفادي تدخل عسكري للامم المتحدة في دارفور يسعي السودان الى تمويل عربي لدعم قوة السلام التابعة للاتحاد الافريقي وقوامها 7000 جندي المنتشرة بالفعل هناك لكنها تعاني مشكلات مالية ولوجستية.
ويتزامن افتتاح القمة مع الانتخابات في اسرائيل التي من المتوقع ان تبقي رئيس الوزراء المؤقت ايهود اولمرت في السلطة مع تفويض لتحديد حدود دائمة لاسرائيل دون التشاور مع الفلسطينيين في الجانب الاخر.
وانتقد وزراء الخارجية العرب في قرارات من المتوقع أن يعتمدها اجتماع القمة مثل هذه الخطط الاسرائيلية الاحادية الجانب وأعادوا تأكيد خطة السلام العربية لعام 2002 التي ترفضها اسرائيل.
وتعرض الخطة علاقات عادية مع الدولة اليهودية في مقابل انسحاب اسرائيل الى الحدود التي كانت عندها عشية الحرب العربية الاسرائيلية لعام 1967 .
وأبلغ وزراء فلسطينيون على وشك ان يتركوا مناصبهم عندما يتسلم مجلس وزراء شكلته حركة المقاومة الاسلامية (حماس) السلطة نظراءهم العرب ان السلطة الفلسطينية تحتاج الى أكثر من 130 مليون دولار شهريا اذا قطع المانحون الغربيون المعونات ردا على حكومة حماس.
وقال الاتحاد الاوروبي وهو مانح مهم للمعونات على مدى السنوات العشر الماضية انه لن يتخلى عن الفلسطينيين لكنه قد يعمل فقط مع "هؤلاء الذين يسعون للسلام بوسائل سلمية" وهو تهديد واضح بعدم تمويل مجلس وزراء تقوده حماس.
وقالت بنيتا فيريرو والدنر مفوضة العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي والتي ستكون بين ضيوف القمة "اولئك الذين سيؤلفون السلطة الفلسطينية الجديدة عليهم مسؤولية في اتخاذ قرارات صائبة لصالح شعبهم."
ويطالب الاوروبيون وكذلك اسرائيل والولايات المتحدة بأن تعترف حماس بحق اسرائيل في الوجود وتنبذ العنف وتقبل الاتفاقات السابقة الموقعة مع اسرائيل.
لكن مسؤولا بالامم المتحدة طلب عدم نشر اسمه قال ان الاتحاد الاوروبي وغيره من المانحين يحاولون ايجاد سبل للابقاء على الخدمات الاساسية التي تديرها الحكومة في المناطق الفلسطينية مثل الصحة العامة والتعليم.
ورغم ان وعد العرب دفع 50 مليون دولار شهريا يقل كثيرا عن اجمالي المبلغ الذي يطلبه الفلسطينيون الا انه قد يتضح انه أكبر مما دفعته الحكومات العربية في السابق. وقال مسؤولون فلسطينيون ان العرب يدفعون 60 في المئة فقط من الاموال التي تعهدوا بها.
ويقول دبلوماسيون ان عرضا ايرانيا لسد العجز في ميزانية السلطة الفلسطينية قد يحفز الحكومات العربية على أن تكون أكثر سخاء مع خشيتها النفوذ الايراني.
وفي الصراع في العراق ليس للزعماء العرب نفوذ يذكر واقتراحهم الرئيسي هو أن تعقد الجامعة العربية اجتماع مصالحة اخر للساسة العراقيين في يونيو حزيران.
وقدم الوزراء ايضا وعدا للحكومة العراقية بفتح بعثات دبلوماسية في بغداد في أقرب وقت تسمح به الظروف الامنية. لكن العنف في العراق ردع حكوماتهم عن تنفيذ مثل هذه الوعود في السابق.
والزعماء العرب الذين وصلوا الى الخرطوم يوم الاثنين هم قادة الجزائر وجيبوتي ولبنان وليبيا وموريتانيا وقطر وسوريا والسلطة الفلسطينية. ومن المتوقع ان يصل اخرون صباح الثلاثاء.
وقال عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية الاسبوع الماضي انه يتوقع ان يحضر 20 زعيما القمة لكن ذلك الرقم سيكون مرتفعا بشكل غير معتاد. وفي القمتين السنويتين السابقتين حضر 12 أو 13 رئيس دولة.
من جوناثان رايت