سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 27/3/2006 5:46 م
ظلت الجامعة العربية تطبق حرفيا مقولة انصر أخاك ظالما أو مظلوما مع أن الفهم النبوي لهذه المقولة أن تنصره برده عن ظلمه إن كان ظالما . وتجري التحضيرات في الخرطوم لعقد مؤتمر القمة العربي رقم (18). المؤتمرات التي تجمع أكثر من دولة تحقق الفاعلية إذا كان أعضاؤها ممثلين لحكومات ديمقراطية خاضعة للمساءلة عما أبرمت وما أنجزت والأسباب إن لم تنجز!. أو إذا كان أعضاؤها ملتزمين بمشروع نهضوي مشترك يتابع الملتقى وتطوراته الإقليمية والدولية. وفي غياب هذين الشرطين ماذا يرجى لمؤتمر القمة العربي القادم أن يحقق؟. هنالك سبع قضايا ملحة في الساحة الإقليمية والدولية يرجى أن يبحثها مؤتمر القمة العربية المنعقد حالياً في الخرطوم بالجدية وأن يتخذ فيها قرارات نافذة وهي: - هنالك اهتمام عالمي بالديمقراطية في العالم العربي. تكاثرت المؤتمرات العربية الأهلية والمؤتمرات الدولية المهتمة بالديمقراطية في العالم العربي. وهناك الآن مقاييس ينادي بها الرأي العام العربي تحدد الإصلاح المطلوب لتحقيق الحكم الراشد وهي مقاييس تجد تأييدا عاما من الرأي العام الدولي. فماذا ترى القمة العربية فيها، وهل يمكن تجاوز مجرد العبارات الفضفاضة لإعلان مشروع تحول ديمقراطي عربي يلبي تطلعات الشعوب؟. - صارت التنمية هدفا وطنيا، وإقليميا، ودوليا مشروعا. وأعلنت الأمم المتحدة أهدافا ثمانية للألفية الجديدة في عام 2000 فما هي الرؤية العربية لتحقيق أهداف تنموية؟. - الدول المنتجة للبترول خاصة حققت في العام الماضي أرباحا غير متوقعة بسبب الارتفاع الكبير في أسعار النفط، ويرجى أن تجنب نسبة من هذه الفوائض لمشروع تنموي عربي. وفي هذا الصدد هنالك ثلاث قضايا ملحة في المجال الاقتصادي الاجتماعي وهي: * المجاعة القادمة في شرق أفريقيا، وشرق أفريقيا منطقة جوار استراتيجي للعالم العربي. * وباء أنفلونزا الطيور وآثاره الاقتصادية وضرورة مواجهتها. * الأوبئة الفتاكة التي شغلت العالم كله مثل الإيدز وفي أفريقيا خاصة يوجد أكثر من مرض وبائى يهدد سكان القارة. * الحرب المعلنة المستمرة ضد الإرهاب والمواجهة بين سياسة الهيمنة الدولية والغلاة، أي بين الغزاة والغلاة والحاجة لطريق ثالث لإنقاذ البشرية. - تطورات الملف النووي وضرورة حرية البحث التكنولوجي النووي، وضرورة منع انتشار أسلحة الدمار الشامل سيما في منطقة الخليج والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وسائر القارة الأفريقية لكي تكون كلها خالية من تلك الأسلحة اللا أخلاقية. ما هو الدور العربي في تحقيق ذلك؟. - قضية الأقليات في الوطن العربي بدءا بتطلعهم لتسمية لا تسقط هوياتهم الثقافية، إلى تطلعهم لحقوق مواطنة متساوية في كافة البلدان. إن حقوق المواطنة وحقوقهم الإنسانية حقوق مشروعة لا يمكن أن ندعي توافرها بالقدر المطلوب في البلدان العربية فماذا نحن فاعلون في هذا الصدد؟ هذا الموضوع بلغ درجة من الاحتقان والتظلم توجب اهتماما خاصا. للأمة العربية جوار استراتيجي أفريقي جنوبا، وأوروبي غربا وشمالا، وإسلامي شمالا وشرقا. لهذا الجوار دور مهم في حاضر ومستقبل البلاد العربية، ويرجى أن تتبع سياسات واضحة تخدم المثل والمصالح المشتركة بعده. - الأمم المتحدة تتطلب إصلاحا لا في مجرد زيادة الأعضاء الدائمين بل في جوانب أخرى كثيرة فما هو المشروع العربي للإصلاح الأممي؟ - بالإضافة لهذه القضايا المهمة، فإن الحال في ست دول عربية يتطلب معالجات حاسمة وواضحة هي: أولا: فلسطين حيث ينبغي الترحيب بنتائج الانتخابات الديمقراطية التشريعية الأخيرة، وحماية القرار الفلسطيني من الابتزاز، وإخراج عملية السلام من شروط الإملاء إلى مجال التفاوض الحقيقي من أجل سلام عادل. ثانيا: العراق حيث استعصت الفتنة على كل وسائل احتوائها الحالية، وتندفع نحو حرب مذهبية لا تبقي ولا تذر. ما دام هناك تكفير مذهبي متبادل فإن الصدام سوف يجد مسوغاته العقيدية. ولا بد من عمل حاسم لتجنب هذا المصير الظلامي. ثالثا: الصومال الذي ظل يعاني منذ حين حالة الدولة الكسيحة. رابعا: لبنان حيث تحتدم مواجهة شعبية ومواجهة بين السلطة التنفيذية والتشريعية، يمكن أن تبعث الحرب الأهلية ما لم يوجد للأمر حل عادل حاسم. خامسا: سوريا حيث أدت سياسات الماضي إلى حالة انقسام داخلي ومواجهة خارجية ينبغي التصدي لها بما يحفظ السيادة والعدالة فيها. وأخيرا وليس آخرا السودان حيث نشأت عثرات في اتفاقية السلام المبرمة، وتفاقمت الأزمة في دارفور، وأحاطت بالبلاد مخاطر التمزق والتدويل. كان نهج الجامعة العربية في التعامل مع هذه القضايا هو إعلان مساندة الحكومة المعنية، والاكتفاء بهذا التطبيق الحرفي لمقولة انصر أخاك ظالما أو مظلوما، مع أن الفهم النبوي لهذه المقولة أن تنصره برده عن ظلمه إن كان ظالما!!. السودان بوضعه الراهن من الناحيتين الدبلوماسية الدولية والاقتصادية مناسب للخوض في دبلوماسية القمم ، وخوضه فيها بالصورة الحالية يجد قدحا شعبيا واسعا. ولكن رغم ذلك فالترتيبات للقمة العربية ماضية مستفيدة من تجربة القمة الأفريقية الناجحة التي عقدت في الخرطوم مؤخرا. فإذا استطاعت هذه القمة العربية أن تخاطب القضايا السبع والأزمات الست بقرارات واضحة نافذة فإنها بذلك تنتزع لنفسها احتراما وتقديرا واسعا شعبيا ودوليا. ولكنها إن اكتفت بالسياحة الدبلوماسية والمجاملات الودية المهدودة فإنها سوف تستمطر النقد واللوم. إذا لم تجد شيئا سديدا تقوله *** فصمتك عن غير السداد سداد.
اقرا اخر الاخبار السودانية على
سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............
للمزيد من الاخبار