وفي كلمته التي القاها يوم الاحد امام مؤتمر وزراء الخارجية العرب المجتمعين في الخرطوم قال قاضي ان ماتحقق في العراق العام الماضي على صعيد العملية السياسية لم يكن كافيا في "تحسن الاوضاع المعيشية والامنية.. كما ان وضع حقوق الانسان في العراق مازال يشكل قلقا لكافة الاطراف المحلية والدولية."
ورغم تقييم قاضي للوضع الامني المتدهور في العراق والذي عبر عنه بأنه لم يصل بعد إلى درجة نشوب حرب أهلية إلا انه حذر من ان استمرارالعنف السياسي في العراق قد يؤدي إلى "حالة أكبر من الفوضى مالم يتم احتواؤه قبل فوات الاوان."
ومضى قاضي يقول "امل بصدق أن ينظر إلى هذه القمة على انها نقطة تحول نحو دعم العملية السياسية في العراق."
وتحدث قاضي في كلمته عن خطورة استمرار تدهور الوضع الامني والسياسي في العراق وما يترتب عليه عليه من انعدام الامن مما بات يشكل "عقبة حقيقية" تحول دون تنفيذ مشاريع اعادة الاعمار والتاهيل وتوفير الخدمات الاساسية التي يحتاجها العراق في الوقت الحاضر.
وقال "إن من شأن هذه العقبات أن تخلف اثاراً وخسائر مادية واجتماعية بالغة."
واضاف "وفي ظل هذه الظروف لا يمكن لبرامج المساعدات التي تُقدمها الامم المتحدة أو البنك الدولي أو المساعدات الثنائية أو الاقليمية ان تعوض تلك الخسائر."
ومضى يقول "ومن أجل تقليل تلك الخسائر يجب أن تتم معالجة العنف السياسي والنشاط الاجرامي وضعف التنسيق بين السلطات المحلية والمركزية.. وعند تحقيق ذلك فانه بالامكان توفير فرص للاستثمار والنهوض الاقتصادي للمستثمرين."
وقال قاضي إن كافة الاطراف العراقية معنية بان تدرك أهمية مردود السلام على العراقيين وعلى الوضع العراقي بشكل عام وان على هذه الاطراف العمل "على اقناع بعضهم البعض بأنهم يسعون بصدق نحو تحقيق المصالح الوطنية المشتركة بدلا من المصالح المحلية المتضاربة وتوفر عملية مراجعة الدستور الفرصة لتحقيق ذلك."
واضاف "ان اية حكومة ينظر إليها على أنها تجمع لمصالح ضيقة او فئوية لن تنجح.. وستكون دون مستوى المسؤولية التي يستحقها الشعب العراقي."
وقال قاضي إن قمة الخرطوم الحالية قد تتيح الفرصة للنظر في قضايا تخص العراق في مقدمتها "ان العراق بامس الحاجة إلى حكومة قادرة على التعبير عن الامال المشتركة لكافة مكونات الشعب العراقي."
واضاف "ينبغي على المجتمع الدولي أن يقوم بواجبه لتشجيع قادة العراق السياسيين جميعا على العمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية."
وعبر قاضي في كلمته عن موقف الامم المتحدة والجهود التي تقوم بها الجامعة العربية وتثمينها دور الجامعة في احتواء التوتر السياسي بين الكتل السياسية العراقية وايجاد سبل للحوار والتوافق الوطني.
وقال قاضي إن مؤتمر الحوار والوفاق الوطني العراقي الذي عقد في القاهرة باشراف الجامعة العربية في شهر تشرين الثاني الماضي كان "بمثابة البداية الجيدة.. والفرصة الحقيقية الاولى التي اظهرت ان بمقدور الساسة العراقيين مناقشة طبيعة المشاكل التي تواجه بلادهم بطريقة بناءة."
واضاف ان الامم المتحدة تامل ان يعزز المؤتمر الثاني المقرر عقده في بغداد في شهر يونيو حزيران القادم "الدعم الوطني والاقليمي للعملية السياسية العراقية."