بدأ وزراء الخارجية العرب السبت 25-3-2006 في الخرطوم اجتماعا تحضيريا يستمر يومين لتنقيح القرارات, والمتعلقة منها خصوصا بالعراق والنزاع العربي الاسرائيلي, تمهيدا لعرضها على القمة المقرر عقدها في 28 و29 مارس/اذار الحالي. وأفاد نص مشروع القرار حول العراق الذي حصلت وكالة الأنباء الفرنسية على نسخة منه ان القمة ستدعو الى "الاسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية تمهد الطريق لخروج القوات الاجنبية من الاراضي العراقية". وهي المرة الاولى التي يتحدث فيها القادة العرب عن خروج القوات الاجنبية من العراق منذ الحرب التي اطاحت بالرئيس العراقي السابق صدام حسين قبل 3 سنوات.
فيما رشحت أنباء عن غياب الرئيس المصري حسني مبارك، وعلمت "العربية.نت" من مصادر دبلوماسية مغاربية في الجزائر أنه من المرجح ألا تعقد قمة مغاربية على هامش قمة الخرطوم, خصوصا في ظل الخلاف التقليدي بين الجزائر والمغرب حول الصحراء الغربية والذي تعزز باقتراح الحكم الذاتي الذي تقدم به ملك المغرب محمد السادس للصحراويين. ورجحت المصادر ذاتها أن تعقد لقاءات ثنائية بين القادة المغاربة دون أن تتوسع إلى قمة جماعية بسبب هذه الخلافات.
وكان العاهل المغربي تعهد السبت بان تبقى الصحراء الغربية المتنازع عليها جزءا من المغرب لكنه عرض الحكم الذاتي على الاقليم. وكان المغرب الذي يدعي حقوقا ترجع لقرون في هذه الاراضي الغنية بالفوسفات والمصايد واحتياطات نفطية بحرية محتملة قد اعلن ضمها بعد انسحاب اسبانيا القوة الاستعمارية السابقة في 1975 مما اطلق شرارة حرب عصابات منخفضة المستوى مع جبهة بوليساريو التي تدعمها الجزائر وتسعى الى الاستقلال.
وقال الملك محمد السادس في كلمة في ختام رحلة استغرقت أسبوعا الى الصحراء الغربية انه يعيد التأكيد على انه لن يتنازل عن شبر واحد او حبة رمل واحدة من الصحراء
مشروع قرار بشأن العراق
وينص مشروع القرار على "ضرورة الاسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية عراقية تسهم في تحقيق الامن والاستقرار وتحفظ وحدة العراق شعبا وارضا وتمهد الطريق لخروج القوات الاجنبية من اراضيه".
واكد مصدر في الوفد المصري في الخرطوم السبت ان الرئيس المصري حسني مبارك لن يشارك في القمة العربية وان رئيس الوزراء احمد نظيف سيترأس وفد بلاده في اجتماعات القادة العرب.
فيما ترددت أنباء عن احتمال غياب قادة كل من المملكة العربية السعودية وعمان وتونس وليبيا عن القمة. ولم يؤكد مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية تغيب القادة العرب الأربعة.
من جهته نفى رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أن يكون قد اتخذ قرارا بالمشاركة في القمة، مؤكدا أن قراره ما زال محل دراسة ولن يعلن قبل استكمال المشاورات العربية.
ويشارك ممثلو الاعضاء ال22 في الجامعة العربية في هذا الاجتماع المستمر حتى الاحد. وفي افتتاح الاجتماع نقلت الجزائر رئاسة الجامعة العربية التي كانت تتولاها الى السودان البلد المضيف.
وقبل افتتاح الجلسة الموسعة عقد اجتماعان مغلقان خصص الاول للعراق والثاني للمبادرة العربية للسلام التي اعتمدتها قمة بيروت عام 2002. حيث أكد وقوفهم مع سوريا التي تتعرض لضغوط ، ودعمهم للبنان في وجه الاستهداف.
وسيطلع الاجتماع على جدول أعمال القمة وتقرير الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وتتصدر ملفات فلسطين والسودان ولبنان والعراق وقضايا التعاون الاقتصادي العربي وإصلاح الجامعة جدول الأعمال الاجتماع.
وفيما يتعلق بالوضع الفلسطيني يطالب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بتأكيد الدعم السياسي والمالي للحكومة الفلسطينية بقيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وتفرض الأوضاع في إقليم دارفور بغرب السودان نفسها كإحدى القضايا الشائكة خاصة بعد قرار مجلس الأمن الدولي الذي يطالب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بتسريع التخطيط لنشر قوات أممية في الإقليم.
والوضع في العراق أيضا من القضايا الرئيسة المطروحة خاصة في ضوء جهود الجامعة العربية لترتيب مؤتمر مصالحة بين القوى العراقية.
والملف السوري واللبناني تأتي أهميته في ضوء الجهود العربية المكثفة لوقف التدهور في علاقات البلدين بينما تسعى دمشق لدعم عربي في موجهة الضغوط الغربية عليها.
إضافة إلى ذلك تبرز قضايا إصلاح وتفعيل دور الجامعة العربية خاصة مسألة تعديل آلية اتخاذ القرار التي بحثها مؤخرا المجلس الوزراء العربي بالقاهرة. كما تبرز في هذا المجال مقترحات مثل إنشاء محكمة العدل العربية ومجلس الأمن والسلم العربي على غرار الاتحاد الأفريقي.
ومن الملفات الرئيسية أيضا التعاون الاقتصادي بين الدول العربية وتفعيل السوق العربية المشتركة.
وكان مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني عمر البشير قد أعلن أمس أن الرئيس اللبناني إميل لحود ورئيس الوزراء السنيورة سيشاركان في القمة.