البشير:أزمة دارفور بدأت بـ "سرقة جمل"وتدخل الأجانب فاقم الأمر
الأمم المتحدة تعجل بمهمة السلام بدارفور والخرطوم ترفض نشر القوات
جنود نيجيريون تابعون لقوات الاتحاد الافريقي قرب قرية بدارفور (أرشيف)
دبي-العربية.نت، الخرطوم-وكالات
فيما اتهم الرئيس السوداني عمر البشير أعداء بلاده باشعال الحرب فى دارفور من أجل الموارد والنفط والسعي الى احتلال الاقليم الذي بدأت الأزمة فيه بـ "سرقة جمل"، وافق مجلس الامن الدولي على التعجيل بالتخطيط لارسال قوة حفظ سلام جديدة من الامم المتحدة الى اقليم دارفور بغرب السودان في وقت لاحق من العام الجاري للتخفيف عن قوة الاتحاد الافريقي التي تعاني من قلة التمويل.
واعطى قرار وافق عليه كل اعضاء مجلس الامن الخمسة عشر كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة حتى 24 ابريل/نيسان لاعداد "مجموعة من الخيارات لعملية للامم المتحدة في دارفور".
ولكن مسؤولين بالامم المتحدة ودبلوماسيين بمجلس الامن اعترفوا بانهم قد لا يستطيعوا ارسال قوات من الامم المتحدة او حتى بعثة تقييم للمساعدة في عملية التخطيط دون موافقة حكومة السودان وهم يشجعون الخرطوم على التعاون في عملية انتقالية في نهاية الامر.
لكن الرئيس عمر البشير دعا الدول العربية لدعم الاتحاد الأفريقي ليقوم بدوره لحفظ السلام في دارفور منعاً للتدخلات الأجنبية وتدويل القضية. وقال لدى لقائه أمس وزراء الاقتصاد والمال العرب المشاركين في أعمال المجلس الاقتصادي والاجتماعي، ان السودان استطاع أن يتجاوز مشكلة الجنوب عن طريق الحوار السياسي والديبلوماسي حتى عمّ السلام في جنوب البلاد، مشيراً إلى أن أعداء السودان أرادوا إشعال فتنة في دارفور التي بدأت المشاكل فيها بالطريقة القبلية حتى تم تدويلها.
وأشار البشير في حديث لصحيفة "الحياة" اللندنية السبت 25-3-2006، الى أن مشكلة دارفور بدأت "بسرقة جمل" وتطورت الى حرب بين القبائل وكان يمكن لها أن تُحل بالطريقة التقليدية، مؤكدا أن الحكومة كانت قادرة على حل المشكلة إلا ان التدخل الأجنبي أدى إلى تفاقم القضية. وأضاف البشير "نحن قادرون على حل المشكلة إذا ابتعد الأجانب عنها وتنازلت الحركات المتمردة عن مواقفها المتعنتة".
وأضاف ان العالم العربي يواجه تحديات كبيرة "يجب علينا أن نتجاوزها بالاتفاق العربي - العربي"، مشيراً الى أن السودان ظل يعاني طيلة الفترات الماضية من مسألة الأمن والسلام. واستعرض الإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها دارفور من بترول وموارد طبيعية هائلة، وقال إن القصد من المشكلة في دارفور هو احتلال الاقليم من أجل موارده.
وتحت ضغط من السودان صوت مجلس السلام والامن التابع للاتحاد الافريقي هذا الشهر على تمديد مدة مهمة القوات الافريقية في دارفور حتى 30 سبتمبر/ايلول على الرغم من تأكيده من حيث المبدأ انه سيسلم المهمة في نهاية الامر الى الامم المتحدة.
وقال مصطفى عثمان اسماعيل مستشار الرئيس السوداني للشؤون الخارجية للصحفيين في الخرطوم الجمعة ان حكومته ستطلب من الزعماء العرب الذين سيجتمعون في الخرطوم هذا الاسبوع ان يدعموا ماليا قوة الاتحاد الافريقي في دارفور. واضاف ان السودان سيطلب منهم خلال القمة العربية تقديم اموال.
والمانحون الرئيسيون لبعثة الاتحاد الافريقي في السودان هم كندا والولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الاوروبي . ويمد مشروع القرار ايضا تفويض بعثة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في
جنوب السودان والتي تنقضي اليوم الجمعة.
ويطلب المشروع من الامين العام اعداد توصيات خلال شهر بشان كيف يمكن لبعثة الامم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان المساعدة في مواجهة جيش الرب للمقاومة وهي جماعة اوغندية مسلحة عاثت فسادا في المنطقة على مدى عقود.
وروع جيش الرب للمقاومة السكان في شمال اوغندا طوال عقدين وتسلل بعض مقاتليه مؤخرا الى جمهورية الكونجو الديمقراطية المجاورة وايضا السودان. وقتل الجيش الذي يقوده جوزيف كوني الذي اعلن نفسه نبيا عشرات الالاف من سكان القرى العزل ومثل بجثثهم واختطف اكثر من 10000 طفل ليجندهم كمقاتلين او حمالين او في تجارة الجنس.