وستكون اجواء القمة العربية في تعارض واضح وحاد مع الاجواء التي خيمت على قمة عقدت في الخرطوم في يناير كانون الثاني الماضي عندما أمضى الرؤساء الافارقة معظم وقتهم يتجادلون حول كيفية منع الرئيس السوداني عمر حسن البشير من تولي رئاسة الاتحاد الافريقي.
وقال عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية للصحفيين ان الدولة التي تستضيف القمة هي بالطبع رئيسة القمة مضيفا أن الجامعة العربية كانت ترى وجوب أن ترأس الدولة التي استضافت القمة الافريقية الاتحاد الافريقي.
وقال موسى ان الجامعة العربية لا تتفق مع الاشقاء الافارقة في تحفظاتهم بشأن رئاسة السودان المتهم بارتكاب فظائع على نطاق واسع في اقليم دارفور للاتحاد الافريقي.
وأنفق السودان عشرات الملايين لاصلاح الخرطوم قبيل القمة الافريقية لتعبيد الطرق وزراعة الحدائق وتشييد مجمع رئاسي من الفيلات الفخمة على النيل.
لكن جهوده ذهبت سدى حيث قرر الزعماء الافارقة عدم انتخاب السودان المرشح الوحيد رئيسا للاتحاد الافريقي الذي يضم 53 دولة بسبب الصراع في دارفور.
وقتل عشرات الالاف وطرد أكثر من مليونين من بيوتهم خلال القتال الدائر منذ ثلاثة اعوام في اقليم دارفور. وتصف واشنطن العنف في الاقليم بأنه ابادة وهو اتهام تنفيه الخرطوم. لكن المحكمة الجنائية الدولية تحقق في اتهامات بارتكاب جرائم حرب في الاقليم الواقع في غرب السودان.
ويتعرض السودان لضغوط دولية كي يقبل بأن تتسلم قوات من الامم المتحدة بدلا من قوات الاتحاد الافريقي الموجودة حاليا في دارفور المسؤولية عن مراقبة وقف اطلاق النار في الاقليم الذي يلقى تجاهلا على نطاق واسع. ويرفض السودان تلك الضغوط.
وتقف جامعة الدولة العربية موقفا مؤيدا للسودان في هذه القضية قائلة انه لا يمكن ارسال قوات الامم المتحدة الا بموافقة الحكومة.
وقال السياسي السوداني المعارض مبارك الفضل انه من المستبعد أن يحرز الزعماء العرب تقدما في قضية دارفور حيث أنهم ينأون بأنفسهم تقليديا عن القضايا المثيرة للخلاف.
وأضاف أن الزعماء لن يرغبوا في توريط أنفسهم في أزمة دارفور.
وعاني السودان من حرب أهلية ضروس بين الشمال والجنوب دارت في كل السنوات اللاحقة على استقلاله في عام 1956 باستثناء 11 عاما. لكن اتفاقا للسلام وقعه السودان في العام الماضي مهد الطريق لان يبدأ في اعادة البناء برؤية جديدة للحكومة وان كان لا يشمل الاتفاق دارفور ولا التمرد المتأجج في الشرق.
Reuters