أفادت مصادر في وزارة الخارجية الجزائرية الاثنين 20-3-2006 بأن معلومات يتم تداولها في الوزارة بإمكانية عقد لقاء بين الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ونظيره الملك محمد السادس على هامش القمة العربية المزمع عقدها نهاية الشهر الجاري في العاصمة السودانية الخرطوم، في وقت استبعدت ذات المصادر طرح ملف فتح الحدود البرية بين البلدين في حال وجود محادثات بين الطرفين .
وتأتي مثل هذه التسريبات للتقليل من حجم الخلافات الثنائية بين الجارتين ولمحاولة "تطبيع" العلاقات الثنائية، خصوصا وأن هيكل الاتحاد المغاربي لا يزال مشلولا بسبب الخلاف التقليدي بين الجزائر والمغرب حول ملف الصحراء الغربية .
من ناحية أخرى استبعد مسؤول سوداني أن يكون للاتهامات التي وجهها الزعيم المعارض حسن الترابي لقيادات في الحكومة بالضلوع في محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في 1995 تأثير على القمة العربية المقررة في الخرطوم الأسبوع المقبل. وفي خطوة لافتة، تتزامن مع الضغط الناتج عن تصريحات الترابي، ودعا الرئيس الأميركي جورج بوش اليوم الى تسليم الحلف الاطلسي قيادة قوة السلام التابعة للامم المتحدة التي ستحل في دارفور لاحقا مكان قوة السلام التابعة للاتحاد الافريقي, رغم معارضة الحكومة السودانية لذلك.
واستبعد مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس السوداني في تصريح اليوم تأثير تصريحات الترابي على مشاركة القادة العرب في القمة العربية في الخرطوم، فيما نفت مصادر دبلوماسية ما تردد عن استدعاء الخارجية المصرية للسفير السوداني في مصر بشأن تصريحات الترابي.
وكان الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض حسن الترابي اتهم في حديث بثته قناة "العربية" الجمعة الماضي قادة كبار في حكومة الرئيس عبر البشير بالضلوع في محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها الرئيس المصري في أدبس أبابا في 1995.
وأشار الترابي الذي كان زعيما للحزب الحاكم قبل خلافه مع الرئيس عمر البشير وانشقاقه في 1999 بأصابع الاتهام لعلي عثمان طه نائب الرئيس,
ونافع علي نافع نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالتورط في تدبير المحاولة وبرأ ساحة الرئيس عمر البشير. وقال الترابي إنه أقنع مجموعة إسلامية معارضة في بلد عربي آخر بعدم المضي في مخطط كانوا يعدونه لاغتيال رئيس دولتهم, في إشارة إلى الرئيس الليبي معمر القذافي ,دون أن يذكره بالإسم
وقال إسماعيل إن تصريحات الترابي" لن تؤثر على القمة سواء في المشاركة أو الحضور" وأضاف"وهي ليست جديدة ولكن توقيتها هو الجديد". وأكد إسماعيل مشاركة مصر في القمة العربية بالخرطوم, ونفى أن يكون جرى أي اتصال على أي مستوى مع المصريين حول ما ذكره الترابي. .
ونسبت صحيفة الرأي العام الصادرة في الخرطوم اليوم لمصدر دبلوماسي رفيع لم تسمه أن مشاركة الرئيس المصري حسني مبارك في قمة الخرطوم قائمة ولن تتأثر بما أدلى به الترابي. ونفى المصدر أن تكون الخارجية المصرية استدعت سفير السودان لدى القاهرة حول هذا الموضوع أو أي موضوع أخر.
يشار إلى أن تصريحات الترابي بشأن محاولة اغتيال مبارك جددت الخلافات بين حزبي المؤتمر الوطني الحاكم والشعبي المعارض وأدت إلى إيقاف محادثات للتقارب بينهما كانت مقررة في وقت لاحق هذا الاسبوع.
وفي شأن الضغط الدولي الهادف لاحلال قوات دولية عوض قوات الاتحاد الإفريقي في دارفور (غرب)، وفي ختام محادثات اجراها مع الامين العام للحلف الاطلسي ياب دي هوب شيفر في البيت الابيض تطرق بوش الى "استراتيجية تتيح للحلف الاطلسي قيادة عمليات" قوة السلام في اقليم دارفور الذي يعاني سكانه من حرب اهلية ومن ازمة انسانية خانقة.
وقال دي هوب شيفر في تصريح صحافي ادلى به في المكتب البيضاوي في البيت الابيض "أنا مقتنع تماما بان الدول الاعضاء في الحلف الاطلسي ستكون مستعدة لبذل المزيد لتمكين نشر قوة تابعة للأمم المتحدة في دارفور" عندما تصبح الأمم المتحدة مستعدة لذلك.
وتعمل الامم المتحدة على ارسال قوة سلام الى دارفور لتحل مكان نحو سبعة الاف عنصر ينشرهم الاتحاد الافريقي منذ عام 2004 وفشلوا في التعاطي مع المشكلات في هذا الاقليم.
وكان الاتحاد الافريقي اعطى موافقته المبدئية في العاشر من مارس/اذار الماضي على ارسال قوة تابعة للامم المتحدة, ومدد ولاية القوة التابعة له ستة اشهر ريثما تكون الامم المتحدة جهزت القوة التي تريد ارسالها.