في اطار البرامج التفاعلية لامانة الاعلام بتنظيم التحالف الفدرالي الديمقراطي – مكتب القاهرة – عقد بدار التنظيم يوم الجمعة الموافق 19/3/2006م ندوة بعنوان مستقبل التعايش السلمي باقليم دارفور ، وتم اختيار العنوان للنقاش لما له من دلالات موضوعية تحدد العلاقة التكاملية لتفاعل القيم المجتمعية الاساسية التي تمثل المرتكزات الجوهرية للتعايش السلمي داخل الفئات المجتمعية التي تمثل مجتمع الاقليم في التعدد والتنوع . ولتحقيق التعايش السلمي لابد من توفير القيم المجتمعية في شكله التكاملي وهي : التداخل ، التعايش ، التبادل التنافس والاعتراف بالاخر ، وان اي اختلال في هذه العناصر يؤثر سلبا في شكل ومضمون العلاقات الاجتماعية داخل التكوين المجتمعي ، وبالتالي يحدث شرخ داخل النسيج الاجتماعي .
ولاعادة ترميم النسيج الاجتماعي لابد من البحث جديا عن مدخل استراتيجي لاعادة صياغة نسيج العلاقات داخل المجتمع في اقليم دارفور ، بالاضافة الي تحديد المداخيل التي تؤسس للوحدة التلقائية ، وهنا يبرز الدور الحيوي للقوي السياسية والمجتمعية داخل الاقليم لترسيخ هذه المفاهيم من اجل خلق وعي جمعي خلاق قادر علي استيعاب اهداف التعايش السلمي ودوره في تعزيز الامن ، الاستقرار ، الوحدة ، السلام والتنمية .
- قبل الاستماع الي مداخلات المشاركون اكدت المنصة علي ان يتسم الحوار بالشفافية والوضوح وان يتم التعاطي مع موضوع النقاش في سياقه الاجتماعي الذي يهدف الي التوصيف الدقيق لتداعيات الموضوع المثار للحوار .
- مدخل للحوار الجاد :
مداخلات المشاركون ابرزت العديد من النقاط الهامة التي يجب التركيز عليها في اية محاولة جادة في التفكير او التخطيط الرامي لايجاد مداخيل لتذويب الازمة الاجتماعية القائمة ، لان التاكيد علي ضرورة معالجة الشرخ في النسيج الاجتماعي انما هو دليل علي ان المعنين بالمشكلة مهياون ومستعدون للحوار شريطة التامين علي مبدأ المحاسبة وذلك بتكوين الية اجتماعية - قانونية نافذة حتي تكون قادرة علي تذويب الترسبات التراكمية الناتجة عن تداعيات المشكلة الاجتماعية ، وان التامين علي هذه النقطة بمثابة تهئية مناخ تلقائي للحوار بين فئات المجتمع المتصارعة داخل الاقليم ، كما يؤكد علي توفر مرتكزات اساسية كمدخل للحوار الجاد وهي : الاستعداد ، التهيئة والتنازل .
ولتحقيق مناخ للحوار الجاد لابد من ان يصاحبه برامج للتوعية ( الاخصائيون الاجتماعيون – برامج الارشاد الاجتماعي – الدراسات والبحوث ذات الصلة ... الخ ) ، وان يكون الحراك الهادف لمعالجة المشكلة الاجتماعية في الاقليم نابع من دوافع الاحساس المسئول والوعي الكامل بتعقيدات وابعاد المشكلة الاجتماعية لان الازمة هي نتاج ترسبات تراكمية تاريخية وبالتالي تعتمد علي مكونات ذات ابعاد في غاية الحساسية ، وان اي حراك للمعالجة لاتعتمد وتحتوي علي عناصر خلق التوازن حتما سيؤدي الي اجهاض او تفجير ازمة اجتماعية جديدة .
امانة الاعلام
مكتب القاهرة – مارس- 2006م