شبهة الفساد تلاحق الموسم الزراعي المنهار بالنيل الأبيض
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 19/3/2006 6:52 م
الخرطوم: عبد الوهاب نايل نفت شركة (أعمال السودان) للزراعة أن تكون قد باعت تقاوي ذرة من عينة (طابت) تالفة لاتحاد المزارعين بالنيل الأبيض أو أية جهة أخرى، وكانت الصحيفة نشرت خبراً (بتاريخ 13 مارس الجاري) ، مفاده ان فشل الموسم الزراعي يعود للتقاوي الفاسدة التي وفرتها الشركة للمزارعين. وقالت الشركة إن الكميات المتعاقد عليها والتي سلمت لمخازن البنك الزراعي بكوستي والدويم في مايو 2005 (سليمة وصالحة للزراعة، وثبتت صلاحيتها بواسطة لجنة الخبراء من وزارة الزراعة الاتحادية برئاسة مدير عام إدارة التقاوى والبذور). وذكر المدير العام للشركة أن لديه مستندات وتقارير تفيد ان (إنبات بذور (طابت) كان مثالياً ومطابقاً للمواصفات المطلوبة لهذه العينة، ولم يكن هناك (عدار) كما ادعت بعض الجهات)- حسب قوله. وقال مدير الشركة إنه (يتحدى من يريد البحث) عن فشل الموسم الزراعي بالنيل الأبيض أن يقوم بذلك بعيداً عن شركة اعمال السودان للزراعة. من جهته استبعد المستشار القانوني للبنك الزراعي فرع كوستي في اتصال هاتفي مع (السوداني) أن يكون البنك طرفاً في الاتفاق الذي تم بين الشركة واتحاد المزارعين.. مبيناً أن اتحاد مزارعي النيل الأبيض تقدم بطلب للبنك لتمويل عملية الشراء بمبلغ 40 مليون دينار. وقال ان اتحاد المزارعين قام بتخزين الكميات المتعاقد عليها بمخازن البنك، وأن هناك كميات من الذرة التي تم شراؤها لصالح الاتحاد لا تزال موجودة بالمخازن، مشيراً إلى أن هذه الكميات تشمل نوعين من الذرة (طابت) و(الحمراء). ونفى المستشار أن يكون للبنك (أي دور في عمليات استلام الذرة موضع الاتفاق أو الإشراف على توزيعها لأي جهة)، وأضاف أن توجيهات من رئاسة البنك الزراعي بالخرطوم دفعت إلى إطلاق سراح عدد من المزارعين بالضمان العادي وتم حبسهم في وقت سابق لمدة عشرين يوماً. نافياً أن يكون للبنك أية نية في إعفاء ديونه على المزارعين. وقال إن هذه الديون (تم تأجيلها وسيُعمل على إعادة جدولتها). وجدد المستشار قوله إن دور البنك الزراعي في هذا الاتفاق اقتصر على عمليات التمويل بطلب من اتحاد المزارعين بالنيل الأبيض ممثلاً في رئيس الاتحاد الذي قام بتسليم البنك مستندات سليمة اقتنع بها البنك ومن ثم قام بتمويل عملية الشراء. وقال عبد الله هبويا رئيس اتحاد مزارعي النيل الأبيض لـ (السوداني) أمس إن البنك الزراعي هو من قام بتمويل الاتفاق الذي تم بين الشركة والاتحاد، وأضاف أن البنك قام باستلام الكميات المتعاقد عليها بين الطرفين وقام بتخزين كميات الذرة لمجالس إدارات المشاريع، نافياً أن يكون للاتحاد أي دور في عملية تسلم الكميات المتعاقد عليها أو تسليمها للمزارعين. وأضاف هبويا أن صلاحية هذه البذور من عدمها ليست من اختصاص المزارعين، وقال إن فساد هذه البذور أكدته تقارير موجودة لدى الإدارة الزراعية لإكثار البذور بولاية النيل الأبيض، بعد طوافها على عدد كبير من المشاريع الزراعية بولاية النيل الأبيض ومعاينة المحصول. وأوضح هبويا ان الاتحاد رفع دعوى قضائية ضد الشركة التي باعت له هذه التقاوى وأن الأمر برمته أمام القضاء والذي سيظهر الحقيقة. وأكد تقرير صادر عن وزارة الزراعة بولاية النيل الأبيض (وحدة إكثار البذور) ان البذور المعنية (لا علاقة لها بصنف الذرة طابت). وذكر التقرير الذي تحصلت (السوداني) على نسخة منه أن 27 مشروعاً من مشاريع النيل الأبيض تقدمت بشكاوى تفيد بأن تقاوي الذرة (طابت) التي وزعت لهذه المشاريع (فاسدة). وقال التقرير إنه فور تلقي الشكاوى كُونت لجنة برئاسة مدير التقاوي بوزارة الزراعة وأن هذه اللجنة طافت على (18) مشروعاً زراعياً بجنوب الولاية، وجاء تقرير هذه اللجنة بعد فحصها للمحصول بأن التقاوى المزروعة لا علاقة لها بالصنف (طابت). وأضاف التقرير أن اللجنة زارت أيضاً (12) مشروعاً بشمال الولاية، بعد شكاوى مماثلة وجاءت نتائج فحصها تؤكد أن هذه التقاوى لا علاقة لها بصنف الذرة طابت. فيما ذكر التقرير أن لجاناً أخرى زارت مواقع بشمال الولاية لم ترد تقاريرها بعد. وفي تطور لاحق هاجم بيان صادر من قوى تحالف المزارعين بولاية النيل الأبيض اتحاد المزارعين بالولاية، وقال إن الاتحاد الحالي يقوم بتزييف الحقائق باتفاقه مع البنك الزراعي بعد أن أبعد عدداً من الفنيين والزراعيين من لجان الشراء وسياسات التمويل. واتهم البيان الاتحاد بالفساد وقال إنه جلب تقاوي مغشوشة للمزراعين أدت إلى ضياع الموسم الزراعي، وقادت إلى إفقار المزارعين والزج بعدد منهم في السجون. ووصف البيان استجابة البنك الزراعي بكوستي لطلب اطلاق سراح المزارعين الذين تم القبض عليهم لمدة عشرين يوماً وإعفاء قيمة التقاوي بأنها محاولة للالتفاف حول المطالب المشروعة لتعويض المزارعين عن الخسائر التي تسبب فيها البنك والاتحاد معاً. وناشد البيان المزارعين بعدم الرضوخ لأية تسوية تقل عن الجبر الكامل للخسائر التي تسبب فيها فشل الزراعة. وطالب المزارعين بمتابعة الأمر قضائياً إلى أن يستجيب البنك بدفع التعويضات المناسبة مع مراجعة سياسات التمويل المتبعة، ونوه البيان إلى ضرورة اكمال هذا العمل بالتنسيق المباشر مع وزارة الزراعة الولائية كمستشار يحفظ حقوق المزارعين.
اقرا اخر الاخبار السودانية على
سودانيز اون لاين http://www.sudaneseonline.com............
للمزيد من الاخبار